رئيس التحرير
عصام كامل

«عاشوراء» موحد الأديان.. صيام 10 محرم مستحب عند السنة لحديث «يُكَفِّر السَّنة الماضيةَ».. احتفالات «بكائية» عند الشيعة حزنا على مقتل الحسين.. واليهود يحتفلون بغفران الرب

ضريح الحسين
ضريح الحسين

اختلفت الأقاويل التي تؤرخ ليوم «عاشوراء» وأسباب تسميته، وكونه أحد الأيام التي يحتفل المسلمون (السنة والشيعة)، وكذا اليهود باعتبارهم من أهل الكتاب، ويعرفه المسلمون بأنه يوم صيام مستحب، فيما يحتفل اليهود فيه بالرقص، والشيعة بتأنيب الضمير.


وقيل عن يوم عاشوراء إنه اليوم الذي تاب الله على آدم، عليه السلام، لما أكل من الشجرة، وقيل إنه اليوم الذي رست فيه سفينة نوح، عليه السلام، على الجودي، وقيل إنه اليوم المتمم للأربعين يومًا التي لقي موسى، عليه السلام، فيها ربه.

أهل السنة
تعددت الروايات في أصل صوم عاشوراء، وتشير إحدى الروايات إلى أنه عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن سبب صيامهم قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى من فرعون فنحن نصومه شكرًا، فرد: "نحن أولى بموسى منكم".

وبكل الأحوال ومع تعدد الروايات إلا أن أهل السنة متفقون على أنه يوم صوم مستحب، ويعتمد أهل السنة في تعظيم يوم عاشوراء لما ورد فيه قول النبي كما رواه مسلم: "يُكَفِّر السَّنة الماضيةَ"، وجرى الأمر على ذلك في عهد الخُلفاء الراشدين.

للشيعة مأتم
وبحسب العقيدة الشيعية، فإن عاشوراء هي ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد من ابنته فاطمة، الذي لقي حتفه سنة 680 ميلادية، الموافق 10 محرم 61 ه، الذي مثل نقطة تحول في التاريخ الإسلامي وأحد عوامل تعزيز الانقسام بين أهل السنة والشيعة.

ويحتفل الشيعة كل عام بذكرى مقتل الحسين، وتتوج الاحتفالات بيوم العاشر من شهر محرم حسب التوقيت الهجري، وتتركز احتفالتهم في العراق وإيران والبحرين، ويخرج مئات الآلاف منهم للاحتفال على طريقتهم الخاصة في يوم عاشوراء.

وفي مدينة كربلاء، يحدث أكثر مشاهد عاشوراء، حيث يحتشد الشيعة، في مظاهر بكائية "لتأنيب الذات" و"التكفير" عن إخفاقهم في نصرة الحسين، ومقتله في كربلاء.

يوم الغفران
وحسب الكاتب عبد الوهاب المسيري، فإن يوم عاشوراء عن اليهود يعرف باسم "يوم الغفران"، وهو يوم صيام، فهو يعد أهم الأيام المقدَّسة عند اليهود على الإطلاق، وهو اليوم الأخير من أيام التكفير أو التوبة العشرة التي تبدأ بعيد رأس السنة وتنتهي بيوم الغفران.

وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم بعبادة العجل الذهبي، فهو لذلك يوم عيد وفرح لدى اليهود.
الجريدة الرسمية