رئيس التحرير
عصام كامل

اللعب بنار الإخوان!


هذا تحذير واضح وصريح أوجهه لبعض من نسي أو تناسى ما فعله الإخوان فينا، ليس فقط في السنة التي حكموا البلاد فيها، وإنما حتى بعد الإطاحة بهم من الحكم، ويبدون الآن تعاطفا مع عناصر إخوانية هنا وهناك.. وقد بدأت هذه الظاهرة أولا بالتقليل من أخطار الإخوان وتهديدات جماعة الإخوان لنا، ثم بالحديث مجددا عن الحمائم في جماعة الإخوان الذين يرفضون العنف ويستنكرونه، وبعدها الآن بدعوات للإفراج عن عدد من كوادر الإخوان الذين تم إلقاء القبض عليهم بوصفهم شخصيات لا تستحق السجن وتاريخها طيب ومشرف!


هؤلاء للأسف الشديد يريدون أن نكرر ذات التجارب الفاشلة التي خضناها في مد أيادينا للإخوان، الذين عضوا هذه الأيادي بعدها، رغم أن ما فعله الإخوان معنا ومارسوه من عنف ضدنا لم يتوقف حتى الآن ومازال مستمرا.. ولا يمر الآن يوم إلا ويتعرض واحد من جنودنا سواء في الشرطة أو القضاء أو المدنيين لاعتداء مسلح، نظمته ودبرته اللجان النوعية التي شكلتها هذه الجماعة لتمارس العنف، انتقاما منا لأننا أطحنا بهم من الحكم.

وقد يفسر البعض ذلك أن هؤلاء المتعاطفين مجددا مع الإخوان يتماهون في موقفهم مع الموقف الأمريكي والغربي، الذي يلح في إعفاء الإخوان من المحاسبة القانونية على ما اقترفوه من جرائم عنف، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بالمطالبة بإعادة إدماجهم ومشاركتهم في العملية السياسية المصرية، أملا في أن يعودوا مجددا إلى الحكم بذات الطريقة التي وصلوا بها إليه عام ٢٠١٢ وهذا ليس مستبعدا.. ولكن الأغرب أن أغلب الذين يبدون تعاطفا مع الإخوان الآن، خاصة من هؤلاء الذين عارضوهم من قبل، ويختلفون معهم أيديولوجيا ويرفضون أفكار ورؤي تيار الإسلام السياسي يفعلون ذلك نكاية في الحكم الحالي في مصر.. أو بالأصح في إطار معارضتهم له، وتحديدا لتصعيد هذه المعارضة بالحديث عن أن هناك مظاليم في السجون.

فلتعارضوا الحكم الحالي كما تشاءون.. فأنتم تعارضونه منذ وقت ليس بالقصير، بل ربما حتى قبل أن يتشكل هذا الحكم، أو قبل إجراء الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤.. ولكن لا تلعبوا بنار الإخوان ويكفينا ما فعله البعض منكم من تمكين الإخوان من الوصول إلى الحكم، من خلال العزف على أنغامهم والتحالف معهم قبل ٢٠١١، ثم بمسايرتهم ودعمهم علنا وبشكل مباشر بعد ٢٠١١، ومساندة حكمهم بعد ٢٠١٢ في بداية هذا الحكم، وعندما أعطي الإخوان ظهورهم لكم انقلبتم فقط عليها.

لقد ذقنا مرارة حكم الإخوان، ومازلنا نعاني من عنفهم، فارحموا شعبكم من عبقريتكم السياسية أيها المتعاطفون مجددا مع الإخوان.
الجريدة الرسمية