وانتهى 9 أكتوبر على خير يا سفارة أمريكا!
مر يوم أمس الأحد 9 أكتوبر بكل خير والحمد لله.. لم يحدث ما يعكر صفو الأجواء في مصر.. لا فيما يخص الأمن أو غيره.. بل ربما كان يوما هادئا أكثر مما سبقه من أيام .. الآن لن تعتذر السفارة الأمريكية ومن تبعتها من سفارات .. الآن لن يعترف أحد أن تقديراته كانت خاطئة أو أنهم استعجلوا التحذيرات .. ولن يعترف أحد بالتسرع إلى حد التهور في إطلاق بيانات غير صحيحة رغم التجاوز فيها للقواعد المتعارف عليها وأولها إبلاغ الجهات الأمنيه بما توفر لهم من معلومات من الطبيعي إطلاع الطرف المصري بها وإبلاغه بأي مخاطر تحيط بالأمن في مصر على الأقل للتعامل معها وإنقاذ الموقف .. ولكن شيئا من كل ما سبق لم يحدث !
منذ البداية ونحن قلنا أن موقف السفارة الأمريكية سخيف .. وموقف السفارتين البريطانية والكندية أكثر سخفا .. فلا يصح لدول كبيرة أن تسير خلف دولة ثالثة بما يؤثر على البلد الذي يقيمون معه علاقات دبلوماسية من المفترض أنها جيدة .. ولكن ورغم كل ذلك ورغم الحمد والشكر على نعمة الأمن .. يبقى السؤال: هل لا توجد مخاطر حقيقية على الأمن؟ الإجابة القاطعة لا بالطبع .. فلا يمكن لقوى الشر التي تريد تركيع مصر أن تتفرج على عودة السياحة ولا أن يروا بأعينهم مشكلات الملايين العاملين في السياحة تحل أمامهم لإدراكهم أن عودة السياحة واستقرار الأحوال يعني مزيدا من القوة للنظام في مصر ومزيد من القوة هنا تعني مزيدا من الضعف هناك ..
وما الحل ؟ الحل أن تعمل كل جهة بما يتطلبه الموقف .. لا يصح أن يكون التراخي من جهة ما سببا ليضيع مجهود كبير تبذله جهات أخرى .. ولذلك يقظة الأمس ينبغي أن تكون في كل مكان .. تأمين الوفود السياحية جيدا .. الانتهاء العاجل من شحن الأجهزة الحديثة المتفق على استيرادها لتأمين المطارات بما فيها أجهزة البصمة الحيوية .. وكذلك الاستعداد الجماهيري في سلوكيات جديدة ومتقدمة ومتحضرة في التعامل مع السائحين !
ما فعلته السفارة الأمريكية يمكن تصنيفه بأنه عمل عدائي والزعم بامتلاكهم معلومات عن أعمال محتملة يدينهم ولا يبرر لفعلتهم .. ومزيد من اليقظة يرد عمليا على كل محاولات زعزعة استقرار هذا البلد الآمن .. الذي -ومن الآخر- ستستمر محاولات إضعافه طالما يسير في الاتجاه الصحيح فلا أحد يتآمر على ميت أو على مريض .. وسيستمر ذلك حتى تسبق عجلة التقدم المصري عجلات التآمر .. وعند الشعب المصري وقياداته الإجابة .. ونحن نعرفها جيدا !