رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مشروع الخطار بالشرقية يتحول إلى كتلة فشل

فيتو

ما أن تتجاوز حدود مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية وتبدأ الرحلة في اتجاه الظهير الصحراوي للمحافظة والذي يفصل بينها وبين محافظة الإسماعيلية، حتى تظهر على البعد وسط الصحراء أشباح مبان لقري تحوطها الأشجار والنباتات المزهرة، هي قرى " مشروع الخطارة".


يتميز مشروع الخطار بالمنازل الريفية التي تحوطها الأشجار، قوامها أكثر من ألف منزل، منهم ما تم بناؤه حديثا عقب تسليم أراض لعدد من المواطنين، ومنها القديمة لأصحاب القري وأوائل ساكنيها، ووحدة صحية مهملة بدون أطباء، بجانب مدرسة تخدم القريتين بقوام 300 طالب بدون مدرسين.

يقول الشيخ عبدالله سلامة أحد أهالي منطقة مشروع الخطارة بالصالحية الجديدة التابعة لمركز فاقوس: إن "مشروع الخطارة تم إنشاؤه منذ عام 1979م وأقيم على مساحة 7 آلاف فدان بتكلفة 22 مليون جنيه، ضمن مشاريع استثمارية لاستغلال الظهير الصحراوي بالشرقية لما يمتاز به الظهير الصحراوي بفاقوس من توافر جميع المقومات الجيدة لزراعة المحاصيل المختلفة وأغلب أنواع الفواكه وأشهرها البرتقال والعنب واليوسفي لاعتماد المنطقة على الري الإرتوازي، مع إقامة وحدات للإنتاج الدجاجي، والتفريخ والتسمين، ومحاجر".

وتابع سلامة: "إننا شاهدنا هذا المشروع يكبر أمام أعيننا منذ كنا أطفالا وفرحنا به جدا، فكانت هناك 5 آلاف فدان بها زراعة فعلية وبها جميع المحاصيل والفاكهة، وألفي فدان بها أكثر من 100 وحدة للدجاج والبيض، ومشاريع تسمين الحيوانات وإنتاج الأعلاف وجميع المشاريع على أعلي مستوى، ما حول منطقة الخطارة لعمار سكني وجاء المئات من المواطنين وسكنوا بالظهير الصحراوي التابع للمشروع وكونوا قريتين أطلق عليهما قرى الخطارة، أما الآن فقد تحول المشروع لكتلة من الفشل الذريع وسيطر الأهالي عليه، مع ترك آلاف الأفدنة الخاصة بالمحافظة دون استغلال، ما أدي لإهدار ملايين الجنيهات التي من الممكن أن تدرها هذه الأفدنة المهملة.

وتابع الشيخ عبدالله: "نعيش بقري الظهير الصحراوي بلا خدمات، وكأنهم ينظرون إلينا كبشر من الدرجة الثالثة، فالمدرسة التي يذهب إليها أكثر من 300 طالب ليس بها غير مدرسين، يقسمون أنفسهم على جميع أيام الأسبوع، لخدمة الطلاب ابتدائي وإعدادي، ما يدفع الطلاب للهروب من المدرسة واللعب في الشارع لعدم استفادتهم من المدرسة".

وأردف: "الوحدة الصحية التي تم إنشاؤها لخدمة أهالي قرى الخطارة ضمن مشاريع التنمية بالظهير الصحراوي مهملة من الصحة وكأنها ليست على الخريطة، رغم أنها تخدم آلاف المواطنين بقري الخطارة".

وأضاف الشيخ خالد حمد: "مشروع الخطارة التابع له القري كان من أهم المشاريع الاستثمارية والذي كان يأتي بدخل يفوق الـ 50 مليون جنيه للمحافظة، ولكن قلة الأمانة والسرقات التي تمت أدت إلى فشله وتحول المشروع من استثماري لمشروع خاسر مدين للبنك، وبـ 100 مليون جنيه للكهرباء، فأخذه البنك والكهرباء وعرضوه للبيع قطعة قطعة حتى تم تسديد المديونية وباقي الأراضي فيما يقرب من الـ 70 فدانا أهدرتهم المحافظة ولم تستغلهم في شئ ما أدي إلى سيطرة الأهالي عليهم بدون وجه حق".

وقال حمد: "قام البنك ببيع الأراضي وسيطر عليها أصحاب رؤوس الأموال الذين اشتروها بأسعار بخسة وباعوها للأهالي بملايين الجنيهات، أمثال محمد أبوالورد النبراوي، ولواءات بالشرطة من داخل محافظة الشرقية وخارجها".

وأكد أن هناك 5 آلاف فدان في بداية الظهير الصحراوي غير مستغلة إذا قامت المحافظة بتأجيرهم سيكون دخلهم سنويا لا يقل عن 200 مليون جنيه، مضيفا: "قولنا لهم ذلك وهناك من يريد استئجارها ولكن المحافظة لم تبالِ".

وأضاف: "هناك أرض فارغة تصل مساحتها إلى 5 أفدنة وطالبنا بتحويلها لمساكن للشباب والأهالي لاحتياجنا لها إلا أن المحافظة لم تستمع لنا وتركتها بورا لا نستفيد منها في شئ ولا تفيدنا بها".
الجريدة الرسمية