رئيس التحرير
عصام كامل

مصر ما بين دولة السيسى ودولة الجماعة 23


نحيا فى مصر حرب عقول حيث تعمل استخبارات دولية، من خلال وُكلائها أو بنفسها، وقد وفر لهم من حرّك الحدث فى يناير وفبراير 2011، الأرضية المُلائمة من خلال نشر الفوضى.


كانت تلك الاستخبارات متواجدة منذ اندلاع الفوضى والانفلات الأمنى فى مصر، وقاموا فى معية الإخوان وأتباعهم ممن اشتركوا فى المؤامرة لصالح مشروع "الشرق الأوسط الجديد" المستفيدة منه إسرائيل، بقتل المتظاهرين، ليقضوا على شرعية نظام مبارك الذى كان رافضاً لهذا المشروع الإسرائيلى - الأنجلو – أمريكى لهيمنتهم على المنطقة!!

وعندما انتقلت السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بدأ شعار "سقوط حكم الجيش" يدخل الميدان منذ مارس 2011. لقد كان الإخوان هم أصحاب هذا الشعار وليس غيرهم، ومرروه عبر المدنيين التابعين لهم. وقد كان أبرز هؤلاء حركة 6 إبريل القريبة من الإخوان، حيث قال أحمد ماهر نفسه إن الحركة هى "الذراع اليُسرى للإخوان" كما دعمت الحركة انتقال السلطة لرئيس مجلس الشعب بعد أن فاز الإخوان به، وما إلى ذلك من أدلة وبراهين على الارتباط، بغض النظر عما يقومون به اليوم من عمليات تجميل مُتأخرة!!

لقد تخلى مبارك عن السلطة، لأنه كان يريد تجنيب البلاد طريق الدم والفوضى، رغم أنها كانت ظاهرة فى الأُفق القريب. وقد رأى محركى تلك المُؤامرة، أن أنسب طريقة لتنحية الجيش عن المشهد هو خلق المزيد من الفوضى، وبالتالى القتلى فى المواقع المُختلفة، لكى يُتهم فيهم المجلس العسكرى ويترك المشهد لهم!!

وكان المواطنون العاديون دائمى التساؤل حول سبب عدم تدخل الجيش؟! كانوا يفكرون بشكل تقليدي، حول أن الجيش يُمكنه أن يوقف تلك المساخر المُتعمدة، والتى تهدف إلى زيادة كُره المواطنين العاديين لقوى الأمن. إلا أن جميع تلك المواقع، كان الهدف من ورائها إبراز قتل الجيش للمتظاهرين، على عكس ما كان بالفعل، حيث أبرزت تقصى الحقائق الأولى أن الرصاص المُستخدم فى القتل ليس تابع على الإطلاق للأمن فى كل مصر.

لقد كانت تلك المواقع "طُعماً" للجيش، ولكنه كان أذكى من أن يتدخل ويمنحهم فرصة أن يتهموا الجيش فى تلك الجرائم، ولذا كانت تأتيهم حالات هستيريا كاشفة فى هذا الصدد!!

لقد كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يدير البلاد، وعينه على الأحداث المُستهدفة مصر من الخارج، بل وعلى الأحداث المحيطة بالبلاد، وليس محلياً فقط. بينما كان أغلب المصريين ينظرون للداخل المصرى ليس إلا. هذا الفارق هو ما جعل الكثيرين يقولون بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة فشل فى إدارة البلاد، لأنهم لم يشعروا أو يقرأوا كم المخاطر التى تعرضت لها مصر من خارجها وقتها!!

لقد قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدور ممتاز فى تلك المرحلة، فى حدود المتاح وما كان يحوم حوله من حملات مُغرضة، فى تجنيبه البلاد الفُرقة التى كانت مُستهدفة بالفعل من أول يوم، بين الجيش والشعب وما كان يراد لمصر من تدمير، حيث لم ينجح المُتآمرين، بل إن الأكثرية اليوم فى الشعب المصري، تنظر إلى الجيش نظرة احترام فائقة!!

وفى النهاية، سلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة للعياط، وفقًا لوعده بتسليم السلطة للرئيس المنتخب، على عكس ما ظن من أُطلق عليهم "ثواراً". وهم اليوم، يريدون أن ينزعوا السلطة عن مرسي، الذى انتخبه كثير منهم، ليثبتوا أن التوتر سيظل فى مصر، لو ظلت لهم كلمة فى الأحداث، لأنهم لا يرون إلا نقاط بسيطة على رقعة الشطرنج!!

أما مرسي، فسيسقط.. ولكن بالقانون ودولة المؤسسات، وليس بأيديهم!!

وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية