كريستينا لاجارد تتحكم في فقراء مصر «بروفايل»
في الوقت الذي تسعى مصر للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار؛ لاستعادة ثقة المستثمرين والتخفيف من ندرة الدولار في البلاد، التي تضر بالاقتصاد وتوسع نشاط السوق الموازية، خرجت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، لتقول "إن مصر مطالبة باتخاذ المزيد من الإجراءات المتعلقة بسعر الصرف والدعم الحكومي".
كما طالبت كريستين لاجارد بضرورة اتخاذ خطوات سريعة لمعالجة ملف أسعار صرف الجنيه، قبل اجتماع المديرين التنفيذيين للصندوق المقرر مناقشته منح قرض لمصر بقيمة 12 مليار دولار.
تدرج وظيفي
تولت كريستين لاجارد، منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي منذ 5 يوليو 2011، وعينت سابقًا كوزيرة المالية والشئون الاقتصادية والصناعية في فرنسا من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في يونيو 2007، كما شغلت سابقا منصب وزيرة الزراعة والصيد وكوزيرة للتجارة في حكومة دومينيك دو فيلبان.
الأكثر نفوذًا
تعتبر لاجارد أول امرأة تتقلد منصب وزير الشئون الاقتصادية في مجموعة الثمانية، وأول امرأة تترأس صندوق النقد الدولي، وصنفتها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية كأفضل وزير للمالية في منطقة اليورو، وفي عام 2009، احتلت لاجارد المرتبة 17 في قائمة المرأة الأكثر نفوذا في العالم من قبل مجلة فوربس.
تربية محافظة
وفي كتاب «كريستين لاجارد.. المرأة الأوسع نفوذا في العالم»، لمؤلفيه سيريل لاشيفر وماري فيزو، قال "إن لاجارد متأثرة بتربيتها الكاثوليكية المحافظة، وقليلون فقط يعرفون تفاصيل حياتها العائلية والشخصية".
وأضاف الكتاب أن لاجارد وهي بطلة سباحة سابقة تعرف قيمة الجهد والعمل، وذكرت ماري فيزو متحدثة عن كريستين لاجارد وكاشفة عن بعض ملامحها: "تقرأ الأناجيل بشكل دوري وتتصرف وفق قاعدة أن الأشخاص الموجودين أمامها ليسوا فقط مجرد أفراد يؤدون وظائف معينة، بل هم كائنات إنسانية يجب التعاطي معها بهذه الصفة".
مدام لاماركيز
أثناء توليها وزارة الاقتصاد والمال في فرنسا، ارتكبت بعض الهفوات التي أصبحت موضع تندر من النواب والطبقة السياسية إلى درجة تفكير قصر الإليزيه في استبدالها، وأثارت السخرية والاستهجان بعدما اقترحت على الفرنسيين مقاومة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وأن يستخدموا دراجاتهم الهوائية بدل سياراتهم، كذلك فإنها درجت على الحديث عن اقتراب خروج الاقتصاد الفرنسي من نفقه المظلم وعودة النمو والانتعاش الاقتصاديين بينما الناس في الشوارع تتظاهر دفاعا عن قدراتها الشرائية ومطالبة بتوفير فرص العمل.
في هذه الفترة أخذ السياسيون والإعلاميون يطلقون على كريستين لاجارد تهكمًا لقب «مدام لاماركيز»، مستعيرين هذا اللقب من أغنية فرنسية شعبية تقول: «كل شيء على ما يرام مدام لاماركيز...»، وفقًا للكتاب الصادر عن حياتها.
قضية فساد
واتهم القضاء الفرنسي مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، في القضية المثيرة للجدل المتعلقة بحصول رجل الأعمال الفرنسي برنار تابي على أكثر من 400 مليون يورو.
وتعود القضية إلى عام 1993، عندما باع آنذاك برنار تابي رجل الأعمال الفرنسي المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، شركة "أديداس" واتهم مصرف "كريدي ليوني" بالاحتيال عليه.
وطالب تابي الدولة على اعتبار أنها المساهم الأكبر في المصرف، بدفع تعويضات له، وأثارت القضية فضيحة وحقق القضاة فيما إذا كانت عملية التحكيم وهمية نظمتها السلطات أنذاك، بهدف مكافأة تابي على دعمه للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، غير أن لاجارد التي كانت وزيرة للاقتصاد، تنفي أن تكون تصرفت بتعليمات من ساركوزي.