رئيس التحرير
عصام كامل

مينا دانيال.. أيقونة الثورة وقلبها النابض (بروفايل)

مينا دانيال
مينا دانيال

تشير ملامح وجه «مينا دانيال» الذي تسيطر عليه الابتسامة، إلى هدير ثوري يلخص مثالية ميدان التحرير في الأيام الأولى من ثورة يناير.

في الميدان كان «مينا دانيال» يوزع تلك الابتسامة على الجميع، ممهورة بأغنيته التي احتفظت بها ذاكرة رفاقه، «عارف ليه الثورة جميلة وحلوة وإنت معايا».


شهيد ماسبيرو
مينا دانيال المعروف بـ"جيفارا المصري"، ثائر مصري نجا من أحداث جمعة الغضب وما بعدها من اشتباكات الـ18 يوم الأولى للثورة، إلا أن الموت نال منه في نهاية المطاف، إثر إصابته برصاصة استدلت على صدره ونفذت من ظهره في أحداث ماسبيرو "9 أكتوبر 2011"، خلال المواجهات الدامية التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
لم يكن طفلًا عاديًا، كان هادئ الطباع، ولديه تطلع لمصاحبة من هم أكبر منه سنًا، تلك العبارة تلخص ما تراه الشقيقة الكبرى في خصال أخيها.
تقول ميري: "أنا أكبر من مينا بـ"20 سنة، ومسقط رأسنا الصعيد، وكما هو معلوم، فإن البنت الصعيدية عندما يشتد عودها وتبلغ 12 عامًا "بتشيل البيت"، نتيجة ذلك ولد مينا على يدي وتوليت تربيته".

أمنية الشهادة
"مينا" رغم ثوريته كان طفلًا وديعًا، حسبما تؤكد ملامحه، حكاياته عن الميدان، كانت قاسمًا مشتركًا بينه وبين أشقائه، داخل البيت، أبرز المشاهد بحسب "شقيقته"، هو "موقعة الجمل" التي عايشها "دانيال" داخل الميدان، متأثرًا بسقوط الشهداء، حتى باتت الشهادة أمنية تحققت في موقعة "ماسبيرو".

قضية الوطن
لم يعرف "دانيال" طريقه للسياسة إلا عام 2009، بينما أولى خطواته ناحية التظاهر تعود إلى عام 2004م، حيث قضية وفاء قسطنطين الشهيرة، والتي خرج لها الأقباط أمام الكاتدرائية، بعدها بسنوات فرق مينا بين الانتماء الطائفي، والانتماء الوطني، لينتهي إلى قناعة أن قضية الوطن "أعم" وأشمل من ناحية ضرورة الانتماء إليها، والتضحية من أجلها.

الانتماءات السياسية
مينا الذي كان يهوى الرسم والتمثيل، تعرف على "جيفارا" عبر الإنترنت، سكنت الثورة أعماقه، بعد قراءات متعددة ولدت لديه كراهية مفرطة للظلم وأهله، وكان حسبما أفادت شقيقته، يردد دائمًا أن "الثورة جاية"، تنقل "دانيال" بين الحركات السياسية التي أطلقت شرارة الثورة الأولى قبيل 25 يناير 2011، ومن بينها "عدالة وحرية" إحدى محركات الثورة المصرية، رافضًا الانضمام لحزب سياسي، انطلاقًا من عدم قناعته بالتقيد الالتزام بـ"أيديولوجية سياسية".

رسالة أم الشهيد
قبيل رحيله، أوصى "جيفارا المصري" بـ"تشييع الجنازة" من الميدان الثائر، ليبقى في ذاكرة التحرير أيقونة ثورية، لا تختلف عن "خالد سعيد" ضحية التعذيب باكورة أيقونات الثورة، في أكتوبر 2011، زارت والدة خالد سعيد، أسرة مينا دانيال، وبعثتا برسالة لــ"أمهات الشهداء": "ولادكم دمهم هيحرر مصر".

الجريدة الرسمية