رئيس التحرير
عصام كامل

تواصل القصف في حلب السورية و«فيتو» روسي جديد في مجلس الأمن

فيتو

يزداد المشهد السوري قتامة بعد فشل مجلس الأمن مجددا في إيجاد حلّ لمأساة حلب، فيما تواصل الطائرات السورية-الروسية قصفها الأحياء الشرقية للمدينة.

لا زالت المعارك والغارات الكثيفة المرافقة لها متواصلة اليوم الأحد (التاسع من أكتوبر 2016) في مدينة حلب السورية، فيما فشل اجتماع لمجلس الأمن الدولي، مجددا في التوصل إلى قرار ينهي معاناة سكان المدينة، في تطور يعزز الانقسام بين موسكو والغرب حول الملف السوري. واستخدمت روسيا، الداعم الرئيسي لدمشق، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب ووقف فوري للقصف الجوي على المدينة. وذلك للمرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض في الأمم المتحدة ضد مشاريع قرارات تتعلق بالنزاع السوري.

وعقب ذلك، طرحت روسيا للتصويت مشروع قرار آخر يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في شكل أكثر شمولا، وخصوصا في حلب، ولكن دون ذكر للغارات. إلا أن تسعة أعضاء من أصل 15 صوتوا ضد مشروع القرار الروسي، بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وعلى الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن المعارك في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب تتركز الأحد على محور حي بستان الباشا في وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد في جنوبها. وأوضح عبد الرحمن أن "الغارات الجوية الكثيفة تركزت على حي الشيخ سعيد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في نقاط عدة".

وأفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام عن تواصل القصف العنيف على مناطق الاشتباكات التي لم تتوقف طوال الليل. وتنفذ قوات النظام السوري هجوما على الأحياء الشرقية منذ 22 أسبتمبر الماضي. وحققت منذ ذلك الوقت تقدما بطيئا على جبهات عدة، وتمكنت السبت من السيطرة على منطقة العويجة ودوار الجندول في شمال المدينة.

على صعيد آخر نقلت صحيفة "الوطن"، المقربة من الحكومة السورية، عن مصدر ميداني أن الجيش السوري وبعد تقدمه في شمال المدينة وسيطرته على دوار الجندول بات يطل على "أحياء عدة وأصبح يشرف ناريًا على أحياء الإنذارات وعين التل والهلك".

ومنذ إطلاق الجيش السوري لهجومه قبل أكثر من أسبوعين، قتل 290 شخصا، بينهم 57 طفلا، في غارات جوية روسية - سورية وقصف مدفعي لقوات النظام على الأحياء الشرقية.

وترد الفصائل المعارضة على الهجوم بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. ووثق المرصد السوري مقتل "50 شخصًا بينهم تسعة أطفال" جراء قصف الأحياء الغربية.

وقصفت الفصائل المعارضة الأحد، بحسب المرصد السوري، أحياء الحمدانية والأعظمية وسيف الدولة في الجهة الغربية. وباتت مدينة حلب رمز المأساة السورية، والجبهة الأكثر تضررا في النزاع الذي اندلع في عام 2011.

ودفع سكان مدينة حلب ثمنا باهظا بعدما باتوا مقسمين بين أحياء المدينة. ويقطن نحو 250 ألفا في الأحياء الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام ونحو مليون و200 ألف آخرين في الأحياء الغربية.

و.ب/ط.أ (أ ف ب، د ب أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية