يعني عبد الناصر كان «حلو» يا خالد يا داوود ؟!
أي حاجة في أي حاجة.. وأي كلام مع أي كلام.. والشيء وضده.. والحاجة ونقيضها.. والمعلومة وعكسها.. المهم.. أن يكون السيسي غلطان.. وبالمناسبة.. وكم هي المقالات التي دافعنا فيها عن الرئيس السيسي إنما هذا المقال ليس منها.. وبالمناسبة أيضا نعيد تكرار التأكيد على ضرورة وجود معارضة قوية وحقيقية في مصر.. وأنها إحدى وسائل الكشف عن الأخطاء لتصحيحها وفضح الفساد ومواجهته.
وتكلمنا سابقا عن الفرق بين المعارض والمتربص.. وقلنا الأول يحب وطنه ويريده إلى الأفضل.. والمتربص ليس كذلك.. ولذلك.. نتوقف باندهاش أمام كلام القيادي الليبرالي خالد داوود أمس مع الإعلامي البارز عمرو أديب.
خالد داوود المؤسس لحزب الدكتور محمد البرادعي.. الناقد الناقم على الفترة الناصرية.. المنتقم منها بهتاف أعضاء الحزب الدائم.
"60 سنة من حكم العسكر" رافضا بأي حال وجود أبناء القوات المسلحة في الحكم والسلطة الرافض لنموذج جمال عبد الناصر- خد بالك-في الانحياز التام للفقراء والكادحين وغير القادرين والذي يقرر تحميل الأغنياء أي أعباء في المجتمع حتى لو تقرر اللجوء إلى إجراءات استثنائية.. بفلسفة أن الفقراء أولا هم الأغلبية الكاسحة وثانيا لأنهم الأضعف في المجتمع فلا سلطة ولا ثروة وثالثا لأنهم تحملوا طويلا عبر عشرات السنين عاشوا على أرض بلادهم كغرباء وكأجراء يأكلهم المرض والفقر رغم أن كل إنجاز على هذه البلاد كان على أكتافهم من قناة السويس إلى كل الترع والمصارف والجسور ومات ودفن منهم الملايين وهم وحدهم من أدوا الخدمة الوطنية ولم يدفعوا الأموال للتهرب منها وماتوا بمئات الألوف في الحربين العالميتين ودفنوا في أراض غريبة في حرب لا علاقة لهم ولا لمصر بها..
اليوم وانتبهوا..خالد داوود يمدح النموذج.. ويطالب السيسي بالسير على ذات الطريق.. بما فيها تحميل الأغنياء فاتورة الأزمة الاقتصادية!! داوود مع الضرائب التصاعدية!! مع ضريبة البورصة! مع ضريبة الأرباح على فوائد البنوك!! مع ضريبة المرة الواحدة على الثروة !! والمدهش اعتقادنا أنه لا ذكر لمثل هذه الانحيازات في برنامج حزب البرادعي.. أو موجودة ويهاجمون من طبقها !! ولكن المدهش أيضا أن داوود سيهاجم أي إجراء من الإجراءات السابقة لو فعلها السيسي وسيزعم أنها ستؤثر على الاستمار في بلد يحتاج إلى كل دولار !
المثير أن داوود طالب بإلغاء العاصمة الإدارية الجديدة.. وهو يعلم كم الاستثمار الأجنبي فيها.. حجته أن توجه أموالها لتشغيل المصانع.. وهو يعلم أن أغلب المصانع في نزاعات قضائية ومشكلات إدارية.. وهو يعلم أيضا أن العاصمة الإدارية لا يعمل بها الفواعلية فقط.. وإنما تدير عجلة العمل في عشرات الصناعت الأخرى من زجاج وأسلاك كهربائية وطوب وأخشاب وبويات ومصابيح وأدوات صحية وأسمنت وبلاط وسيراميك ومصاعد ومسامير وحديد تسليح ونجارة ونقل رمال وجير وغيرها وغيرها وهي كلها تعيد أيدي عاملة وتستثمر إضافيا.. والأكثر إثارة أن داوود لو لم يكن مشروع العاصمة الإدارية موجودا لكان هاجم البقاء في الوادي الضيق وزحام العاصمة وتلوثها والصمت عليه !!
الكلام السابق قد نصدقه لو المتحدث اشتراكي أو ناصري أو يساري.. إنما ليبرالي برادعاوي؟! ليه يعني ؟!!! حداية وكتاكيت ؟!