رئيس التحرير
عصام كامل

شباب الخليج يشعلون ثورتهم عبر الفيس بوك


خلال الأشهر القليلة الماضية، قام حكام الخليج بإعادة حساباتهم من جديد، حيث إن الشباب الذين يُظهرون صوراً شتى للمعارضة إنما يعرِّضون أنفسهم للمسئولية السياسية التى تتطلب استجابة من جانب الجهات الأمنية، وهذا ما كان من خلال القيام بحملات لفرض النظام فى الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان فى الآونة الأخيرة، تستهدف الشباب الذين يستخدمون موقع "تويتر" وغيره من منتديات الانترنت.


وحيث إن استقرار دول الخليج الصغيرة يعتمد على براعة حكامها فى التجاوب مع الضغوط الشعبية قبل الدخول إلى مرحلة الاختناق ثم الانفجار، فعلى واشنطن أن تشجع السلطات المحلية على إشراك القادة من الشباب بشكل مباشر وبصورة جدية. وعلى الرغم من أن التجربة المصرية قد أظهرت أن ثوار اليوم قد لا يكونون هم القادة السياسيين للمستقبل، فإن تعاطى الولايات المتحدة مع النشطاء من الشباب المسئول من شأنه أن يقيم علاقات مهمة مع صناع التغيير ويساعد فى تقدير الاتجاه الذى قد يسير فيه الإصلاح.

فطوال الفترة الماضية، عانت الإرادة الشبابية فى الإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر من قيود أكبر، وذلك يعود فى جزء منه إلى قلة الخبرة والتنظيم والثقافة السياسية اللازمة لدعم مثل الحركات. فحتى فى ذروة الحماسة المحيطة بالانتفاضات العربية الأولى فى أوائل عام 2011، لم تلق النداءات من خلال موقعى "الفيس بوك" و "تويتر" لخروج مظاهرات شبابية فى الإمارات العربية المتحدة أى استجابة، كتلك التى كانت ثمرة اثنين من الجهود على "الفيسبوك" لتحفيز قيام احتجاجات فى قطر. وبالمثل، أثبت الشباب العمانى الذين نظموا احتجاجات فى جميع أنحاء البلاد ذلك العام عدم قدرتهم على مواصلة الدعم على المدى الطويل.

واليوم، يسعى بعض الشباب المؤيدين للإصلاح فى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان إلى إلحاق أنفسهم بالحملات المنظمة الخاصة بنشطاء المجتمع المدنى وغيرهم من المحترفين، فى حين يروجون لأفكارهم بشكل فردى من خلال شبكة الإنترنت.

وفى دولة الإمارات، اعتقلت السلطات بعض الطلاب وغيرهم من الشباب جنباً إلى جنب مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحلية ذوى الأصول المتجذرة المعروفة بحركة "الإصلاح" والنشطاء المعروفين فى مجال حقوق الإنسان، وشبكات دعمهم.

وفى سلطنة عمان، انضم الشباب إلى بعض الاعتصامات للاحتجاج على احتجاز النشطاء. وثمة حركة شبابية أفضل تنظيماً، على نحو خاص، يمكن أن تنخرط فى أحداث سخط بين القوة العاملة لتضخيم حملة الإصلاح.

أما الشباب القطريون فقد كانوا الأكثر هدوءاً بين نظرائهم فى الخليج.. ففى اثنين من استطلاعات الرأى الأخيرة، قال معدل 83% منهم أن بلادهم "تسير فى الاتجاه الصحيح"، وهو أعلى رقم من بين 12 دولة عربية شملها المسح. وبذلت الضغوط المحدودة من أجل التغيير السياسى حتى الآن من قبل محترفين متمرسين مثل أستاذ الاقتصاد على خليفة الكواري، الذى يعقد "اجتماعات يوم الاثنين" من كل أسبوع لمناقشة الإصلاح والتنمية فى قطر. وهذا النوع من النشاط يمكن أن يوفر فسحة للشباب لتوسيع نشاطهم السياسى الخاص، بما فى ذلك أولئك الذين أنشأوا و"أحبوا" صفحات "الثورة القطرية" العديدة على موقع "فيس بوك".

* نقلاً عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى
الجريدة الرسمية