أسطورة التعليق ميمي الشربيني: معلقو هذه الأيام يفتقدون الموهبة.. وأحمد الطيب «رغاي» (١- ٢)
>> عبده البقال أول من أعطاني الفرصة في الأهلي
>> هذه أسرار حكايتى مع الجوهرى و«سبورته».. والنكسة على الرياضة
>> علقت على مونديال المكسيك بالصدفة.. وحينما استطلعوا رأيى أجبت: «شنطتى جاهزة»
>> متعب «جالى جمصة عشان يلعب في الناشئين»
>> انتصرت على أمى في رحلتى مع الكرة
>> صالح سليم «مجنون» بعشق الأهلي
حوار: محمود معوض - صفاء كامل
عدسة: أحمد فريد - ريمون وجيه
«محفظتك فيها إيه يا جوهرى»، «عنقود مهارات يابنى»، «معجون كورة والله»، إكسترا مهارات إكسترا حواس، بيعمل كل حاجة في الكورة ده ناقص يكلمها، بنى إمبراطوريته بفلسفته الخاصة».. كل هذه الإفيهات وغيرها من العبارات الشهيرة تربى عليها جيل عاشق للتعليق المتميز، كلماته مازالت محفورة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة فمن ينسى تعليقه على مونديال 86 ومن ينسى لمحاته الإبداعية في التغنى بنجوم الساحرة المستديرة في التسعينيات ومطلع الألفية، وجوده في التعليق على المباريات الكبرى كان بمثابة عيد كروى ممتع فهو صاحب الإفيه والقافية والمعلومة والإبداع والتغنى باللاعبين، حصد لقب «جنتلمان» التعليق الكروى بموهبته ولمحاته الإبداعية التي دفعت جيلا كاملا من عشاق الساحرة المستديرة إلى تكرار تعليقاته الشهيرة على المباريات والتغنى بالنجوم.
ميمى الشربينى «فاكهة التعليق» المصرى وصاحب الدم الخفيف وأحد أبرز من قاموا بالتعليق على المباريات في العصر الحديث اختفى عن الأنظار خلال الفترة الماضية وفضل العزلة في «صومعته» على شواطئ جمصة التي يعشقها قلبًا وقالبًا، الأمر الذي دفعنا للسفر إلى هناك لمقابلته والحديث معه عن رحلته مع الكرة داخل النادي الأهلي والوقوف على قراءته للحال الذي وصل إليه التعليق بعد انتهاء جيل العمالقة الذي ضم على زيور ومحمد لطيف وحمادة إمام ومحمود بكر وغيرهم.
ميمى الشربينى فتح قلبه وتحدث في كل شيء بصدر رحب وقدم قراءة أكثر من رائعة للرياضة المصرية وفتح كل الملفات في السطور التالية.. فإلى الحوار:
> دعنا في البداية نتحدث عن رحلتك مع الكرة؟
بدأت في النادي المصرى القاهرى وأنا عمرى 10 سنوات، ونادي المصرى كان يتبع منطقة القاهرة الرياضية وهو من الأندية المؤقتة، التي كان يسمح لها بممارسة الأنشطة الرياضية وكانت هذه الأندية تلعب على ملاعب الفرق الكبرى بالقاهرة كالأهلي والزمالك والسكة والترسانة.
> من ساندك منذ البداية؟
للأسف مافيش لأن والدى توفى وأنا عمرى 6 سنوات ووالدتى هي من كانت ترعانى وكانت ترفض دائما أن أمارس الكرة حتى في بعض الأوقات كانت تضربنى وتطلب منى الاهتمام بدراستى.
> كيف جاء انتقالك للأهلي؟
عام 1957 كنت لاعبًا صغيرًا فشاهدنى كابتن مكاوى نجم الأهلي الكبير، وتحدث معى عبد المنعم البقال كبير مشجعى الأهلي وكان أشهر من يقوم بإتمام عملية انتقال اللاعبين بين الأندية وتحدثنا واتفقنا على اللعب للنادي الأهلي من بداية الموسم التالي.
> وهل رحبت والدتك بانتقالك للنادي الأهلي؟
استسلمت بعدما رأت عشقى لكرة القدم وانتقالى للعب بالنادي الأهلي بعد ذلك بعدها أصبحت مشهورا فتغيرت معاملتها وأصبحت تحفزنى وتشجعني.
> من استقبلك وقتها في النادي الأهلي بعد انتقالك؟
طبعا كابتن صالح سليم هو أول من استقبلنا وعقد معنا أكثر من جلسة ليشرح لنا أهمية وقيمة النادي الأهلي فصالح سليم كان من عشاق الكيان قبل أن يكون رئيس النادي وكان دائما يحافظ على شكل اللاعبين وشكل النادي في كل الأمور وتعلمت من هذا الرجل فن الإدارة.
> ما هي المدة التي قضيتها بالنادي الأهلي؟
أنا دخلت النادي الأهلي وعمرى 19 سنة والتحقت بالفريق الأول منذ عام 1957 وحتى اعتزالت موسم 1970 – 1971.
> ما البطولات التي حققتها مع النادي الأهلي؟
حققت درع الدوري 4 مرات وكأس مصر 3 مرات.
> تفتكر أول مباراة شاركت فيها مع النادي الأهلي؟
كانت مباراة ودية بين الأهلي والأوليمبي في مدينة الإسكندرية، وتقدم الأوليمبي بهدفه الأول في شباك الأهلي في الشوط الأول، وكنت جالسًا كمتفرج، لكننى فوجئت بكبير مشجعى الأهلي آنذاك عبد المنعم البقال يعرض على مدير الكرة بالنادي أن ألعب في الشوط الثانى على مسئوليته، ووافق المدير ولعبت بالفعل مع رفعت الفناجيلى وعبده صالح وطارق سليم، وأحرزت هدف الأهلي الوحيد في المباراة.
> من كان أقرب اللاعبين وقتها لميمى الشربيني؟
كان محمود الجوهري.. «عملنا ثنائى داخل الملعب وخارجه».
> كيف ذلك؟
كنا دائمًا نخطط للعب سويًا داخل الملعب وكنا نذهب إلى شقته وكان بيقوم بشرح خطة اللعب على السبورة الخاصة به وشهدت السبورة أجمل وأمتع أيام حياتنا وخططنا داخل الملعب ولن أنساها أبدًا.
> بمعنى أنك والجوهرى كنتما تعشقان التدريب منذ الصغر؟
بالفعل الجوهرى وأنا كنا من المدربين المشهود لهم بالنظام والنجاح هو مع منتخب مصر والفرق التي دربها وأنا مع منتخب الإمارات وبعض الفرق الأخرى.
> من أول مدرب استقبلك بالأهلي؟
وقتها كان هيديكوتى هو المدير الفنى للفريق وأعجب بى جدا ومستواى بكرة القدم وقرر الاعتماد عليا في الناحية اليسرى المهاجم في كل المباريات التي خضتها بالأهلي.
> هل كان مدربا جيدا ولديه فكر؟
عايز أقولك حاجة مهمة مهنة التدريب في السابق وقبل الحرب كانت مهنة تنظيم داخل الملعب وليست فكرا يعنى المدرب الشاطر وقتها هو اللى كان بيكسب ويقدر ينظم ويقود اللاعبين بالملعب.
> بمعنى أنه في السابق لا يوجد مدربون جيدون؟
لا كان يوجد مدربون أصحاب شخصية، ولكن الوضع الآن يختلف لأن التدريب أصبح يعتمد على الفكر والدراسة.
> حدثنا عن مشاركتك مع منتخب مصر؟
حققت بطولة مع المنتخب وكانت بطولة كأس أفريقيا للأمم عام 1959، وسجلت أفتكر هدفين في البطولة في مرمى منتخب إثيوبيا في الدور قبل النهائي، وهى المباراة التي انتهت بنتيجة 4-0.
> متى اعتزلت كرة القدم؟
توقفت الكرة بعد النكسة عام 1967 وبعدها قررت اعتزال كرة القدم عام 1970 وبعدها انتقلت إلى التدريب في الإمارات بنادي النصر الإماراتي، وكانت أول خطوة لى في طريق التأهل للتدريب، فقد أرسلنى مسئولو نادي النصر إلى دورات للتدريب في إنجلترا والحقيقة كانت نقلة مهمة جدًا في حياتى كمدرب واكتسبت مهارات كبيرة في عالم التدريب ورجعت بعدها إلى الإمارات واستمريت بها حتى عام 1975.
> ماذا فعلت بعدها؟
قررت العودة إلى القاهرة وكان أول ناد تحدث معى لتدريبه هو نادي المنصورة وعملت معه فترة طويلة والمنصورة يعد السبب الرئيسى لعشقى لجمصة.
> كيف؟
كنت دائما أحب أجيب الفريق جمصة وأمرنهم مرتين في اليوم في الثامنة صباحًا وآخر النهار ومن وقتها تعودت على الحياة بجمصة وقررت شراء فيلا بها.
> هل تقضى أوقاتًا طويلة في جمصة؟
طبعا أتذكر أننى كنت آتى إلى جمصة من شهر أبريل وأستمر بها حتى نهاية شهر ديسمبر من كل عام.
> لماذا كل هذه الفترة؟
الحياة هنا بسيطة وممتعة وأنا أعشق البحر رغم أننى ما بعرفش أعوم.
> وماذا بعد نادي المنصورة؟
توليت تدريب نادي غزل دمياط فترة ولكن لم أكمل وقررت العودة إلى الإمارات لأننى أعشق هذا البلد وأقول إنه بلدى الثانى وتوليت قطاع الناشئين في نادي النصر مرة أخرى حتى عام 1996 وعدت بعد ذلك للقاهرة.
> ماذا فعلت بعد العودة للقاهرة؟
حدثونى بالأهلي لتولى قطاع الناشئين بالنادي وأنا السبب الرئيسى في وجود عماد متعب وحسام غالى بالأهلي.
> كيف حدث ذلك؟
في أحد الأيام فوجئت بعماد متعب موجود عندى بــ«جمصة» كنت وقتها بصيف وطلب منى أن أضمه لقطاع الناشئين بالنادي وفعلا أخدته للنادي وتم ضمه وقتها وأصبح من أفضل اللاعبين على مدى الأعوام السابقة.
> هل أنت راض عن جلوس عماد متعب على دكة الاحتياطي؟
أنا مقدرش أحكم على مستواه حاليًا لأن ما بشفوش في الملعب من فترة وده يرجع للمدير الفني.
> ومن من اللاعبين أيضًا قمت بضمه للأهلي؟
حسام غالى حضر مع لاعب اسمه الزواوى من كفر الشيخ وقتها وقالى يا كابتن الولد ده كويس وعايزينه يلعب بالأهلي قولت ماشى نجربه ومن وقتها أصبح غالى نجمًا في الأهلي حتى وصل إلى هذه المكانة بالأهلي.
> هل أنت راض عن عصبية حسام غالى بالمباريات؟
بصراحة أنا لا أفضل العصبية داخل الملاعب ويجب أن يتحكم غالى في نفسه لأنه لاعب كبير.
> كيف عملت بالتعليق؟
كابتن لطيف من اكتشفنى في التعليق عمل لى اختبارًا قبل اختيارى ودخلت التعليق ومعى محمود بكر.
> من المنافس لك في التعليق؟
أنا دخلت التعليق بوجود محمد لطيف وعلى زيوار والمعلومات كانت تميزنى لأننى أعشق القراءة والمعلومات في جميع الدوريات.
> ما الذي كان يميزك كمعلق؟
المعلومة كانت طريقى لعقل وقلب الجماهير إضافة إلى طريقة التعليق والإفيهات في اللقاء وكنت أستمتع بإذاعة مباريات لفريق نجوم وكنت آخذ «الودن من العين» وهذه متعتى الحقيقية.
> المصطلحات التي تميزت بها في التعليق؟
كانت تميزنى بشدة وأغلبها كان عفويا وتلقائيا يأتى على بالى أثناء الإذاعة على المباريات وأخرى كانت أحضرها وأجهز لها قبل المباراة وتكون خاصة بلاعبين مميزين بالفريق.
> حدثنا عن كأس العالم 86 وسفرك للمكسيك؟
هناك قصة لن أنساها أبدًا في موضوع كأس العالم عام 1986 بصراحة أنا مكنتش مسافر أصلا وكان هناك نظام يقضى بسفر المعلقين الكبار بالتناوب إلى كأس العالم، وذهب الكابتن لطيف للتعليق على مونديال 82، وجاء الدور على الكابتن على زيوار من أجل السفر إلى مونديال 86 بالمكسيك، وفوجئ الجميع باعتذاره عن الذهاب إلى المكسيك قبل انطلاق المونديال بـ 48 ساعة، فرشحنى بعض الأشخاص لمدام سامية صادق مديرة قطاع التليفزيون؛ من أجل السفر إلى المكسيك بدلًا من على زيوار، واتصل أحد الأشخاص بى لمعرفة رأيي، وقلت له بالنص «الشنطة جاهزة على السلم».
> هل سعدت بالسفر للمكسيك ومتابعة كأس العالم؟
طبعا أنا عمرى ما سافرت المكسيك ولا هسافر تانى وكانت فرصة عظيمة وكمان كانت في شهر رمضان، وتقام مباراة بعد أذان المغرب، والأخرى عقب أذان الفجر، أي بعد الإفطار وعقب السحور، وحظيت بتشجيع كبير من الإعلاميين الكبار في ذلك الوقت، وعلى رأسهم الكاتب الكبير نجيب المستكاوي.
> وماذا عن قولك أن أحمد الطيب رغاى؟
أنا مقولتش لكن أحمد الطيب بالفعل «رغاي» لكنه من المعلقين الذين استطاعوا صناعة اسم جيد في عالم التعليق الرياضى، إلا أنه يتعمد توسيع دائرة الرغى والدخول في تفاصيل من المفترض ألا يكون طرفًا فيها.
> وماذا عن الجيل القديم والجيل الجديد من المعلقين؟
الجيل الجديد من المعلقين هو جيل مجتهد ولكن في الحقيقة مساحة الموهبة لديهم محدودة والحقيقة أن الموهبة تصنع نصف الطريق إلى النجاح وتفرض نفسها، أما الجيل القديم في التعليق الرياضى أمثال كابتن محمد لطيف رحمه الله فكان «ملك» التعليق وكابتن حسين مدكور رحمه الله «نجم التعليق»، وأما كابتن على زيوار فكان «عسكريًا» ضاحكًا وكان دائمًا ما يهدد نجله على في أي مباراة كان يلعبها ويقول «لو ملعبتش كويس مفيش مصروف» وحقيقى كان بيتكلم بجد وعمره ما كان بيهرج، والمرحوم الكابتن محمود بدر الدين في الإذاعة وكابتن الجوينى هؤلاء جميعًا مواهب فذة في مجال التعليق.
في الجزء الثانى من الحوار غدا: طول عمري "حبّيب".. ومش بتاع جواز
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"