رئيس التحرير
عصام كامل

علي أمين يقدم نصائحه لجيل 6 أكتوبر

على أمين
على أمين

في جريدة أخبار اليوم كتب على أمين مقالا خلال شهر أكتوبر عام 1976 بمناسبة ذكرى انتصار حرب أكتوبر يقول فيه: «أنتظر خيرا كثيرا من جيل 6 أكتوبر.. يكفى أنه صنع أول نصر عسكري مصرى منذ انتصارات الجيش المصرى في عهد محمد على».


يكفى أنه حطم الأسطورة التي بنتها إسرائيل لمدة ربع قرن وصدقتها الدنيا.. يكفى أنه أعاد لمصر اعتبارها بين دول العالم، هذا الجيل المنتصر هو القادر على المحافظة على الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، فالحريات في حماية الشعوب لا حراسة الشرطة..واحترام القانون هو مهمة الملايين قبل مهمة القضاة، والديمقراطية تصمد للعواصف والأعاصير عندما تنبعث من الجماهير..لا أن تمنح من الحكام.

وإذا كان في هذا الجيل بعض العيوب فهذا ليس ذنبه.. وإنما هو ذنب مؤرخى السلطة الذين لم يعلموه تاريخ بلده الحقيقى وحجبوا عنه بطولة هذا الشعب وكفاحه وصراعه جيلا بعد جيل.

هذا الجيل لم يعرف الحرية الحقيقية ولا الديمقراطية الحقيقية ولا سيادة القانون، لم يرَ عباس العقاد وهو يتحدى الملك وهو يقول في البرلمان (إن الشعب مستعد أن يحطم أكبر رأس في سبيل المحافظة على الدستور.

لم يرَ زعماء ثورة 1919 وهو يتحدون أكبر إمبراطورية في العالم فيعتقلون فتحل محلهم مجموعة تنفى إلى الخارج، فتحل مجموعة ثالثة ورابعة وخامسة لا يخافون المشانق والمنافى وأحكام الإعدام.

لم يروا عبد العزيز فهمى وهو يهاجم الملك فؤاد في رئيس ديوانه حسن نشأت ويقول له (حنانيك يا نشأت )، لم يسمعوا السنهورى، وهو يحكم بإلغاء تعطيل جريدة الاشتراكية التي طالب الملك بتعطيلها لأنها هاجمته بأقسى العبارات، لم يسمعوا عبد الناصر وهو يعلن تأميم القناة أو وهو يخطب في الأزهر ويقول سنقاتل .

لم يسمعوا السادات وهو يعلن بصوته قيام الثورة بعد أن استولى على محطة الإذاعة يوم 23 يوليو، أن الجيل الحاضر يحتاج إلى أمثلة وقدوة في كل ميدان، وفى كل مكان يحتاج أن يرى أساتذة يعطونه المثل في الشجاعة والصمود ونكران الذات، وهكذا حتى نعيد الإيمان إلى القلوب التي كفرت بكل شيء جميل في هذا البلد.
الجريدة الرسمية