رئيس التحرير
عصام كامل

عتاب للمستشارة تهانى


من حق المستشارة تهاني الجبالي أن تغضب وترفض خلع حذائها عندما طالبوها بذلك في مطار القاهرة، وتعتبر ذلك نوعا من الإهانة وأن تلغي سفرها للخارج، رغم أن ذلك إجراء أمني لا يحدث في مطار القاهرة فقط، وإنما في معظم إن لم يكن كل مطارات العالم الآن، ابتداء من مطار جون كنيدي في نيويورك إلى مطار سيرلانكا.


فإن حق الغضب مكفول بالطبع لكل مواطن، وهو حق لا تستطيع أي سلطة مهما بلغت قوتها أن تمنعه مثلما يمكن أن تمنع الاحتجاجات أو حرية التعبير.. حتى ولو كان هذا الغضب ليس هناك ما يبرره لأن ما يحدث في مطار القاهرة ليس استنثاء وليس بدعة، وإنما هو نوع من الاحتراز الأمني لحماية وتأمين حياة المسافرين والطائرات، ولا يستطيع أحد أن يصادر حق غيره مسافرا كان أو غير مسافر في الاحساس بالغضب، ولا يستطيع أن يلوم أحد لأنه رفض هذا الإجراء «خلع الحذاء» ورفض السفر وعاد إلى منزله.. فهذا حقه.

لكن ذلك لا يمنعنا من توجيه عتاب للفاضلة المستشارة تهاني الجبالي التي وهي تعلل غضبها استنكرت فقط هذا الإجراء الأمني في مطار القاهرة بالنسبة لثلاث فئات اختضتها دون بقية المصريين، وهي فئات الوزراء والنواب والقضاة.. وهذا كلام يتعارض أولا مع الدستور الذي يساوي بين جميع المصريين، والسيدة المستشارة نائبه سابقة للمحكمة الدستورية العليا حارسة هذا الدستور.. بل لإنه يتعارض مع انحيازات ومواقف السيدة المستشارة ذاتها، والمتعلقة بالمساواة بين المصريين..

وما كان يجب عليها أن يقودها غضبها من إجراء أمني احتزازي أو وقائي صار ضروريا في ظل إرهاب شرس يهددنا أن يقودها لأن تتبرأ من مواقفها وانحيازاتها.. وأملنا بعد أن يهدأ غضب سيادة المستشارة أن تراجع نفسها في ذلك الأمر، وأيضا فيما قالته، حول أن هذا الإجراء الأمني يتعارض مع السيادة الوطنية، مع أن الذي يقوم به مصريون وليسوا أجانب.
الجريدة الرسمية