رئيس التحرير
عصام كامل

«اقتحام المدارس».. أول المشكلات الأمنية في العام الدراسي.. أولياء أمور يقتحمون مدرسة بالقليوبية والنتيجة إصابة 4 مدرسين.. خبراء أمن: التأمين صعب.. وخبير تربوي يطالب بسن قوانين رادعة لعدم الت

المدارس
المدارس


لم يمض أكثر من أسبوعين على بدء العام الدراسي الجديد، حتى شهدت مدرسة عمر مكرم الابتدائية بمحافظة القليوبية واقعة اقتحام من قبل الأهالي للمدرسة منذ يومين، أسفرت عن إصابة 4 مدرسين.



وبدأت الواقعة حين قررت إدارة المدرسة زيادة رسوم لمجموعات التقوية، وأقرت ذلك على جميع التلاميذ الدخول في المجموعات، مما أغضب أولياء أمور المدرسة فقاموا باقتحامها، ونشوب اشتباكات أدت إلى إصابة بعض المدرسين بعد استعمال الأهالي للأسلحة البيضاء.

من جانبها قالت إدارة التربية والتعليم بالقليوبية أن السبب هو خلاف بين زوجين على حضانة طفل رفضت المدرسة تسليمه للأب فاستعان بأهل أسرته مما أدى إلى حدوث المشادة ومشاجرة بين الجانبين.

وطرحت تلك الواقعة عددا من التساؤلات حول تأمين المدارس وكيفية عدم تكرار ذلك.


عملية فردية
في البداية قال اللواء محمد زكي، الخبير الأمني، "إن اقتحام المدارس هي عملية فردية وليست ظاهرة ولا بد من البحث عن أسباب ودواعي تلك الحوادث وعلى ضوئها يتم وضع الحلول المناسبة؛ فالمشكلات عادة تكون من خارج المدرسة إما مشكلات بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة أو مع المدرسين وهي عملية داخلية تستتبع حلها من الداخل قبل أن تكون أمنية ويجب البحث في أسبابها وحلها.

وأكد «زكي» أنه يجب تسليط الضوء على تلك الحوادث فإن كانت إدارية تحل عن طريق الإدارة ولو كانت مشكلة تعليمية لا بد من تدخل المعلمين لحلها لكن إذا تعدى أحد الأشخاص على المدرسة وكان مخطئا فلا بد أن يحاسب طبقا للقانون.

خطط تأمينية
بينما يرى اللواء عبد اللطيف البديني، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه توجد خطط تأمينية للمدارس من قبل وزارة الداخلية ومعتمدة على جميع أقسام الشرطة في الجمهورية وأن المدارس التي تحدث فيها حالات اقتحام أو عنف غالبا ما تكون في الأحياء والمناطق الشعبية.

وأكد «البديني» أنه من الصعوبة وضع نقطة تفتيش عند كل مدرسة؛ لأن العملية ستكون مكلفة جدا وهناك أمن داخلي للمدارس يقع على «الفراشين» أو الحرس الداخلي الذي يجلس على أبواب المدارس ويمنع دخول المعتدين أو من يريد التشاجر، موضحًا أن تلك الحوادث تمثل حالة فردية ولا تعتبر ظاهرة ولا تمثل خطرا على الأمن العام ويجب حل المشكلات المتعلقة بأولياء الأمور مع المدرسة وحل مشكلات المدرسين وزيادة مرتباتهم فالمشكلة هي اقتصادية وإدارية بالأساس يجب حلها من الداخل قبل اللجوء للحل الأمني.

مشكلات اقتصادية
وقال اللواء جمال أبو ذكري، مساعد أول سابق لوزير الداخلية، إن معظم المشكلات التي تحدث داخل المدارس من المشاجرات والعنف ترجع لأسباب معظمها إدارية أو اقتصادية؛ وبمجرد حلها ستنتهي كل جميع المشكلات الأخرى.

وأضاف «أبو ذكري» أنه توجد خطط تأمينة لمنع الحوادث لكن إمكانيات وزارة الداخلية لا تسمح بأن تقوم بتأمين جميع مدارس الجمهورية؛ فهناك دور يقع على الأمن الداخلي للمدارس لمنع اقتحامها، وفي حالة المشاجرة والاقتحام يتم إبلاغ الشرطة على الفور وتتولى هي تتطبق القانون ومحاسبة المخطئ.

ولفت اللواء جمال أبو ذكري، إلى أن حالات الاقتحام التي تحدث لأسباب اقتصادية وإدارية داخلية، لافتًا إلى أن رواتب المدرس ضعيفة وهو ما يستلزم حلها، بجانب ارتفاع رسوم المدارس والأدوات المدرسية وكل هذا يقع على كاهل الأسرة فالمنظومة تحتاج إلى حل اقتصادي بالإضافة إلى الجانب التربوي وبدلا من صرف الأموال في تأمين المدارس فالأجدى صرفها على تطويرها وزيادة رواتب المدرسين.

تدهور المدرسة
وأرجع الدكتور جمال مغيث، الخبير التربوي، سبب الاقتحام لتدهور قيمة المدرسة وتدهور قيمة المدرسين، مشيرًا إلى أن أولياء الأمور في الماضي لم يكن ليتجرأ أو يعترض أحد منهم على المدرس مشيرا إلى أهمية فهم الظاهرة ومعرفة أسبابها الرئيسية والعمل على حلها.

وأكد «مغيث» أن النظام التعليمي كان مهاب في الماضي والمدرس كان له احترامه ويجب وضع خط ساخن بين المدرسة والشرطة وسن قانون رادع لمثل تلك الحالات وإعطاء المدرس مرتب محترم فالبعد المادي والاقتصادي يلعب دورا مهما في تلك المشكلة.
الجريدة الرسمية