لحظة.. هل أنت مؤمن بالله ؟!
حضرتك شايف كلامي؟ هل هو مكتوب أمامك الآن أم تراه على شاشة سينما؟ أيوه.. حضرتك ياللي بتقرأ المقال ده دلوقتي.. شايف؟
هل من الممكن أن تقرأ السؤال الأول مرة أخرى لسبب مهم وأترك السؤال الثاني؟ عدت الآن وقرأته.. ممتاز جدا.. تندهش الآن؟
هل رأيت ماذا فعلت؟
قرأت.. ثم تساءلت في ذهنك عن سبب سؤالي بعد أن لفتت نظرك.. ثم أعدت القراءة.. وبينما كل ذلك يحدث أنت قرأت وتساءلت وأعدت القراءة ثم تخيلت شاشة السينما بعد أن استدعيتها من أرشيف ذاكرتك واندهشت ثم تكاد الآن أن تسأل عن سر ذلك كله؟
والسؤال الآن: أي سرعة تلك التي يمكن بها أن تستدعي أي صورة لأي شيء ولأي شخص ولأي حدث في زمن فائق السرعة ؟!
وأي آلة في وجهك الآن تستطيع أن تريك الأشياء وتميزها ثم تصنفها ؟! هل سألت مرة كيف تم ذلك؟
طيب.. تعالي لتجربة أخرى.. هل تخيلت نفسك تتسلق قمة أي جبل؟ تخيل ذلك حالا؟ هل تتذكر مشاهد من حرب أكتوبر؟ طيب.. هل تخيلت نفسك تنقذ ضحايا مركب كفر الشيخ؟ كيف كنت ستتصرف؟ وماذا كنت ستفعل؟ طيب.. هل تخيلت نفسك وأنت ترتبط بشخص ما تمنيت الارتباط به ولم يحدث؟ أو تخيلت نفسك وزيرا أو مدربا لفريق الأهلي؟ أو الزمالك؟ أو ماذا ستفعل لو التقيت بشخص ما تتمنى مقابلته؟ أم كلثوم أو فيروز أو عمر الشريف مثلا؟
هل تخيلت نفسك وأنت تمتلك ثروة كبيرة؟ ماذا ستفعل بها؟ وماذا ستأكل؟ وماذا ستردي من أزياء؟ وأي ألوان ستفضل؟ وأين ستسكن؟ هل تحب أن تمتلك حديقة؟ وأي ألوان للزهور بها؟ وهل ستستعين بخدم أم لا ؟ هل ستدعو أحدا من إخوتك للإقامة بمنزل مجاور؟ هل لا حظت ما حدث الآن؟
لقد تخيلت أنت بالفعل الإجابات عن كل الأسئلة الماضية، وبينما تنتقل إلى السؤال التالي تكون تخيلت الإجابة عن السؤال السابق وانتهيت منه.. هل تعرف معنى إجابتك عن كل سؤال من الأسئلة السابقة؟ معناه ببساطة أنك أخرجت فيلمًا سريعًا وقصيرًا كنت أنت بطله واخترت شركاءك في البطولة واخترت أماكن التصوير وصممت الديكورات والملابس وصورته بالفعل ورأيته وانهيته في أقل من اللحظة!
الآن.. هل تستطيع أقوى أجهزة الكمبيوتر في العالم أن تفعل ذلك؟ وهل لو فعلته أو اقتربت منه تستطيع أن تفرح أو تحزن كما فعلت أنت في لحظات خيالك؟ هل علمت الآن قيمة ومعنى القدرات التي تمتلكها؟ هل كل هذا جاء بالصدفة؟ أو تطور بعد أن وجد للمرة الأولى صدفة؟ هل تدرك الآن قدرات الخالق العظيم الذي منحنا بعض صفاته ؟ هل أدركت صفاته؟ هل أدركت بعضها؟ هل أدركت معنى قوله "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" ؟ هل أبصرت الآن لو كان على بصرك غشاوة؟ وهل قدرت قيمة إيمانك بالخالق العظيم؟!