رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل 3 خطط مصرية في حرب أكتوبر لقنت العدو درسا لا ينسى.. «المآذن العالية» لعبور القناة وتدمير خط بارليف.. «جرانيت 2» لاسترداد سيناء.. التعديل إلى «بدر» لدراسة الوضع الإ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خططت مصر بعناية شديدة لحرب أكتوبر المجيدة التي تعد إحدي جولات الصراع العربي الإسرائيلي ونجحت في قلب الموازين وإعطاء درس لن ينساه العدو الصهيوني الذي ظل يتباهي كثيرًا قبل الحرب بقدراته المزعومة، وأجبرت نتائج هذه الحرب العدو على الاعتراف بالسلام رغمًا عن أنفه.


وفي1973 قرر الرئيسان أنور السادات والسوري حافظ الأسد خوض الحرب لاستعادة الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب1967م.

أجهزة المخابرات
ولعبت أجهزة المخابرات في الدولتين دورًا هامًا في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلي الجبهتين المصرية والسورية، في يوم كان يحتفل فيه اليهود بـ "عيد الغفران"، لذا أطلقت إسرائيل عليها: حرب الغفران، وهناك خطط رئيسة هامة كانت النواة الأساسية لنجاح تلك الحرب، ومن أبرز تلك الخطط:

خطة المآذن العالية
خطة المآذن العالية خطة عسكرية أعدتها رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في أغسطس 1971 أي بعد تعين الفريق سعد الدين الشاذلي رئيسا للأركان في مايو 1971.
و هي أول خطة هجومية تضعها القوات المسلحة المصرية بعد هزيمة عام 1967 وطبقت الخطة في حرب أكتوبر خلال عملية بدر بعد أن عدل اسمها إلى "خطة بدر" في سبتمبر 1973 أي قبل اندلاع الحرب بشهر.

تدمير خط بارليف
الهدف الأساسي لخطة المآذن العالية هو عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف واحتلاله، ثم اتخاذ أوضاع دفاعية على مسافة تتراوح بين 10 – 12 كم شرق القناة وهي المسافة المؤمنة بواسطة مظلة الصواريخ المضادة للطائرات، وتتألف القوة المهاجمة من خمس فرق مشاة بإجمالي قوات يصل لـ 120 ألف جندي، وتتمسك القوات المرابطة في شرق القناة بالأرض وتصد هجمات العدو وتكبده أكبر خسائر ممكنة في حين تبقى فرقتان ميكانيكيتان غرب القناة إضافة إلى فرقتين مدرعتين على بعد 20 كم من غرب القناة كاحتياطي تعبوي لفرق المشاة الخمس فضلا عن احتياطي القيادة العامة المؤلف من 3 ألوية مدرعة وفرقة ميكانيكية، وقد روعي في فرقة مشاة أن تكون قادرة على صد فرقة مدرعة إسرائيلية من 3 ألوية مدرعة.

احتلال المضائق الجبلية
وهي خطة عسكرية وضعتها الأركان العامة المصرية برئاسة الفريق سعد الدين الشاذلي في أغسطس 1971 وكان الهدف الأساسي من الخطة هو احتلال المضائق الجبلية في شبه جزيرة سيناء.
وكانت الخطة غير قابلة للتنفيذ إلى حين توافر أسلحة وقوات افترض وجودها ضمن الخطة وسمحت الأركان العامة المصرية للمستشارين السوفييت بمناقشة الخطة وطلبت منهم الأسلحة اللازمة لتنفيذها فيما تكتمت عن خطة المآذن العالية التي اشترك في إعدادها عدد محدود من القادة المصريين ودمجت الخطة "مع خطة المآذن العالية تحت اسم "عملية بدر"

جرانيت 2
وبعد أن تولي الفريق أحمد إسماعيل وزارة الحربية والقيادة العامة للقوات المسلحة قام الفريق سعد الشاذلي بعرض الخطتين جرانيت 2 والتي تستهدف الوصول إلى المضايق وخطة المآذن العالية التي تستهدف إنشاء رءوس كباري على عمق من 10 إلى 12 كيلو متر شرق قناة السويس.
واقتنع الفريق أحمد إسماعيل بعدم قدرة القوات المسلحة على تنفيذ الخطة جرانيت 2 واستقر رأيه على خطة المآذن العالية وقام بتحديد ربيع 1973 كميعاد محتمل للهجوم.

لكن في 10 يناير 1973 تم صدر قرار من مجلس اتحاد الجمهوريات العربية بتعيين الفريق أحمد إسماعيل قائدًا عامًا للقوات الاتحادية وفور تعيينه وتعيين اللواء بهي الدين نوفل رئيس لهيئة العمليات الاتحادية بدأت هذه القيادة تمارس عملها في التخطيط لعملية هجومية تشمل الجبهتين المصرية والسورية في توقيت واحد.

نتيجة لدراسة الوضع الإستراتيجي على الجبهتين المصرية والسورية تغير تفكير الفريق أحمد إسماعيل بخصوص خطة المآذن العالية حيث رأي أنه من الضروري تعديل الخطة لتشمل الاستيلاء على خط المضايق الإستراتيجية في سيناء ك45 - 55 شرق قناة السويس.

وذلك لظروف الجبهة السورية من الناحية الجغرافية والإستراتيجية والتي كانت تفرض أن يكون غرض الهجوم السوري هو تحرير هضبة الجولان بالكامل.

لذلك أمر الفريق أحمد إسماعيل بتعديل الخطة المصرية لتتلاءم مع الخطط والأهداف السورية، وتم التجهيز خطة عمليات أخرى خلاف خطة المآذن العالية تشمل تطوير الهجوم شرقًا بعد العبور للوصول إلى المضايق وكانت الخطة الجديدة هي الخطة جرانيت 2 مع بعض التعديلات فأصبحت اسمها جرانيت 2 المعدلة حتى تم تغيير اسمها في شهر سبتمبر لتكون الخطة بدر.

الجريدة الرسمية