مَن صنعوا من الحمير شربات!
فجأة انشغلت وسائل الإعلام بخبر محاولة الصين استيراد كُل الحمير من العالم لدرجة أن الزميل الأستاذ (فهمى هويدى) ترك مظلوميته وندبه ولطمه على أحبابه المُجرمين في قطر وتُركيا، وغفل عن الهجوم الضارى على جيش بلاده لمُدة مقال واحد خصصه للكتابة عن هذا الأمر الذي اتضح أنه مفصلى بالنسبة له لدرجة أنه كلِّفه الابتعاد عن مصدر رزقه بمقدار مقال كامل!
وقال لي أحد جيرانى جادًا إنه يُفكِّر في إرسال ابنه في بعثة تعليمية للصين؛ "لأنه لا يفقه شيئًا لا في تعليم ولا حياة ولا قادر يتعلِّم صنعة تنفعه كونه شبه الحُمار مؤكدًا أن القادرين على صُنع شربات من الحمير بمقدورهم حتمًا صنع أي حاجة من طور لاهى في برسيمه زي ابنه المذكور ولو حتى يصنعوا منه مربى لطخ"!
وفى دمياط قام مسئولو إحدى المدارس بصنع شربات أيضًا لكن ليس من الحمير وإنما من المدارس، فقد تم تحويل إحدى المدارس لقاعة أفراح ليلًا، يعنى المدرسة تشتغل ألف باء وواحد اتنين بالنهار، وفى الليل تشتغل ع الواحدة كُله يرقُص، وهكذا يتحقق لمسئوليها إيرادات إضافية لا تتوقف فقط عند مُقابل إيجار المبنى لكنها تتمثَّل في كونهم مدعوين دائمين على أي فرح أو عقيقة أو طهور يتم استئجار المكان لغرضه، فيأكلون ويشربون ويرقصون ويشربون الشربات ويغنون "بحبَّك يا حمار"!
أما قطر فقد بدأت في تصعيد مُشكلة دبلوماسية مع كازاخستان بسبب نفوق الصقر الخاص بأميرها الأستاذ (تميم) صاحب الصقر الذي من الواضح أنه لا يُمكنه الاستغناء عنه أبدًا، أو يمكن خاف يسيبه في بلده يقوم يعمل عليه انقلاب وهو مش موجود ويقفل البلد بالمُفتاح من جوَّة وينام كما جرت العادة هناك، فقرر اصطحابه في زيارته الميمونة ليتم احتجازه في مستودع جمارك الحكومة الكازاخستانية، ويبدو أن المُعاملة كانت أقل من المستوى للصقر الأميرى، يجوز شرَّبوه ماء من الحنفية، أو قدموا له عن جهل أصابع موز على سبيل كرم الضيافة فأصيب بسكتة صقرية ومات، ولم أتابع مقالات (هويدى) من وقتها لكنه بالتأكيد خصص سلسلة رثاء موجهة لأمير قطر-عوضًا عن مقالة الحمير- عزَّاه فيها بحزن وحرارة عن فقده للصقر العزيز والطاووس العزيز والحمامة العزيزة!
وعودة للوطن، فقد شاهدت مقطع فيديو لقوة شُرطة كادت تجبر جزارين معدومى الضمير على التهام جُزء من حُمار ذبحوه بغرض بيع لحمه للناس على أنه لحم ماشية، والحقيقة فقد توقعت أن يخُط الزميل (عمار على حسن) مقالًا يُهاجم فيه قوة الشرطة ويُطالب بالالتزام بحقوق الإنسان تجاه المُجرمين المقفوشين كما اعتاد، ويتلوَّى ألمًا على حقوق الحمير كذلك وهو يتفرَّغ للتنظير السفسطائى القادر على تشتيت انتباهك حتى تفشل-أثناء قراءة مقاله- في التفريق بين حرف الحاء وحرف العين!
وفى فرنسا تعرَّضت النجمة الصاروخية (كيم كارداشيان) لأغبى حادث في التاريخ، عصابة قامت بالسطو المُسلَّح على مقر إقامتها، نهبوا مجوهرات وأموال -هؤلاء الأغبياء الحمقى- وتركوا (كيم) بشحمها ولحمها وهربوا، تخيَّل!
والحقيقة لا أعرف كيف تُعانى الصين مثل هذه المُعاناة وهى تترجَّى دول العالم لتسمح لها باستيراد ما يلزمها من حمير، متهيألى لو قدرت تاخُد العصابة دى فلن تحتاج لأية صفقات جديدة من هذا الصنف لمُدَّة ستين سبعين قرن من الزمن على الأقل!
وبعد أن استطاعت القوات المُسلحة حَل أزمة ألبان الأطفال الصناعية المُدعمة بشكل جذرى، فقد قرر اللواء (أحمد ضيف صقر) مُحافظ الغربية القيام بخطوة تاريخية بأن أطلق اسم قرية ميت النور على قرية كان اسمها ميت البِز في مركز زفتى، ومن الواضح أن الاسم القديم قد استنفد غرضه بعد حل الأزمة المذكورة، ومن الواضح أيضًا أن الدولة صارت تُشجِّع الرضاعة الصناعية على حساب الرضاعة الطبيعية رغم أن وزير الصحة يؤكد عكس ذلك دائمًا، وربما لو تم تعيين وزير الصحة مُحافظًا للغربية مُستقبلًا فسيُقدِم على تغيير اسم القرية من جديد ويخليهم سبعمية أو تمنمية، مش مية بس!