رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «الاستعراض الأخير» فيلم نادر عن حرب أكتوبر ممنوع من العرض

فيتو

وثقت السينما المصرية لحظة النصر في حرب السادس من أكتوبر 1973، بمجموعة من الأفلام وإن كان عددها قليلا، إلا أنها رصدت فترة الحرب وسجلت في تاريخ السينما كعلامات معبرة عن تلك الفترة، وقلة عدد تلك الأفلام جعلها تُعرض على التليفزيون كل عام احتفالًا بذكـرى النصر، ورغم ذلك توجد بعض الأفلام الأخرى التي لا تُعرض رغم أهميتها ودورها في توثيق جوانب أخرى من الحرب، ومن هذه الأفلام "الاستعراض الأخير".


"الاستعراض الأخير" فيلم قصير نادر قدم عام 1973، وتأتى أهمية هذا الفيلم من تناوله للأحداث بطريقة مكثفة وفى مدة قصيرة وأنه من تأليف وإخراج محمد فاضل وهو من كبار المخرجين، فضلًا عن أنه بطولة النجم الراحل نور الشريف، ورغم قيمة وأهمية الفيلم وفكرته وصناعه، إلا أنه لا يعرض في احتفالات أكتوبر وعرض مرتين فقط منذ إنتاجه لأسباب مجهولة.

المخرج محمد فاضل تحدث عن الفيلم في أحاديث سابقة، وذكر أنه تصوير نسيم ونيس، ومونتاج شريف فيظي، وإنتاج التليفزيون المصري، وأكد أن الفيلم يتناول جانبًا مهمًا لم تتعرض له السينما التسجيلية أو الروائية القصيرة من قبل، حيث كانت إسرائيل تُقيم يوم 15 مايو من كل عام، في ذكرى تأسيسها، استعراضًا عسكريًا تقدم فيه أسلحتها التي أهدتها إليها الولايات المتحدة الأمريكية.

وفى يوم 8 أكتوبر، تم أسر العقيد عساف ياجوري وهو أشهر أسير إسرائيلى، وأطلقت إسرائيل على ذلك اليوم "اليوم الأسود الحزين" لأنه كان أكثر يوم خسرت فيه مدرعاتها وجنودها، ومن هنا جاءت فكرة الفيلم وهى عبارة عن مقارنة بين الاستعراض الأخير لإسرائيل يوم 15 مايو، واستعراض القوات المسلحة المصرية لأسلحتها المدمرة بداية من أول أيام الحرب.

واجه محمد فاضل وصناع الفيلم صعوبات أثناء التصوير نظرًا لعدم وجود استوديوهات تصوير في التليفزيون، وعن ذلك قال "فاضل": "استطعت التغلب على ذلك فمثلا اضطررت لتصوير نور الشريف وهو يعلق على أحداث الفيلم في ممر أمام باب شقته في شارع الإسراء بميدان لبنان في المهندسين، مرة وهو واقف وأخرى وهو جالس وكأنه على الرصيف".

وعن سر منع عرض الفيلم، قال محمد فاضل إنه لم يتم عرضه سوى مرتين فقط واحدة أثناء المعركة، والمرة الثانية كانت بعد سنوات طويلة بفضل اللواء حسن أبوسعدة الذي شاهده، وعندما تولت زوجته السيدة سهير الأتربى رئاسة التليفزيون طلب إعادة عرضه فأعيد مرة ثانية، وأكد فاضل في أحاديث سابقة أنه لا يعرف سر منع الفيلم وعدم الاهتمام بعرضه من التليفزيون.
الجريدة الرسمية