روح «أكتوبر» في عيون من عاصروها ببورسعيد... البدرى فرغلي: 200 شاب بورسعيدي جهزوا مطار الدقهلية لانطلاق المقاتلات.. الدمرداش: جيلنا نشأ على حب الوطن.. ومجند: رأيت أصابع يدي مقطوعة أمامي
مضى 43 عاما على انتصار أكتوبر العظيم، ذلك الانتصار الذي تكاتفت من أجله جميع طوائف الشعب المصري، وأذهل المصريون العالم بأسره، عندما عبرت قواتنا خط برليف، ذلك المانع الترابي الشاهق الذي كان يتوهم العدو بأنه من المستحيل عبوره.
وفي ذكرى حرب أكتوبر العظيمة ترصد "فيتو" آراء بعض أهالي محافظة بورسعيد الباسلة، الذين شهدوا حرب أكتوبر وعاصروها وحفرت بداخلهم ذكريات بطولية نجحت في تجسيد شخصيتهم حتى الآن.
حب الوطن
صلاح الدمرداش، المستشار القانونى للمجلس المحلى لبورسعيد السابق قال: "نحن الجيل الذي عاصر حرب أكتوبر المجيدة، وأرى أن ذلك الجيل نشأ على حب الوطن والدفاع عنه، وتغلل داخل نفسه ذكريات بطولية".
وتابع:" نشأ جيلنا في بورسعيد على قصص أبطال المقاومة الشعبية في المحافظة عام 1956، وتعرفنا عليها عن قرب، مثل قصة بطولة محمد مهران وعسران".
واستكمل:" للأسف في هذه الأيام تظهر بعض الأجيال الجديدة في مصر لا يتم زرع الانتماء فيها، ولا يعرفون قيمة الوطن وتاريخهم العظيم".
تنظيف مطار شاوة
وعن ذكريات مشاركة شباب بورسعيد في حرب أكتوبر قال عضو مجلس النواب الأسبق البدري فرغلي، القيادى بحزب التجمع: "كنت أنا وعدد من شباب بورسعيد نحو 200 شاب أعمارنا تتراوح بين 16 وحتى أوائل العشرينيات تم تهجيرنا إلى المنصورة، وقمنا بحماية مطار شاوة بالدقهلية، وتنظيفه من الطين والدشم، حتى تتمكن الطائرات المصرية من التحليق ودك تمركزات العدو".
واستكمل فرغلي: "في يوم ما تجمعنا للسفر من بورسعيد للمشاركة في الحرب على ضفة القناة، ولكن صدرت إلينا الأوامر من السيد سرحان محافظ بورسعيد وقتها ومحافظ الدقهلية والحزب الإشتراكى بالتجمع والسفر إلى مطار شاوة بجوار مدينة المنصورة".
وأضاف: "في ذلك الوقت كنت أمين شباب حزب التجمع ببورسعيد، وتوجهت أنا والشباب بالأتوبيسات إلى المطار، وكان الهدف حماية المطار وتنظيف الممرات الخاصة بالطائرات من الدشم وأطنان الطمى المتراكم، وبالفعل يوم 7 أكتوبر قمنا بإزالة أطنان الطمى والدشم، وخرجت طائراتنا لتضرب العدو على الضفة الشرقية للقناة، وعادت سالمة ثم كررنا العمل في اليوم الثانى والثالث وبالفعل تم تحطيم مواقع للعدو".
وتابع: "إحنا إيدينا كانت بتتقطع من الدشم، وجلدنا بيقع بس محسناش بأي ألم، وكان أهم حاجة إصلاح الممرات لتخرج الطائرات لضرب العدو"، مشيرا إلى أن هناك عددا من الأبطال الذي شاركوا في بطولات تلك الفترة، ويعيشون حتى الآن في بورسعيد، أشهرهم الدكتور محمود عبد الحليم، وعلى الألفى النائب السابق بالبرلمان، ومحمد خليفة أمين شباب الدقهلية بالحزب.
حرب أكتوبر
وعلى صعيد آخر قال محمود عبد الرحمن، أحد المشاركين في حرب أكتوبر وشاهد على تلك الفترة:" كنت مجندا في القوات المسلحة في ذلك الوقت، وأصبت في يدى فقط، ووجدت ثلاثة صوابع من يدى سقطت أمامي على الأرض أثناء وجودى في المعركة على الضفة الشرقية، ولم أشعر بالألم كوني كنت فخورا وأنا أرى الجنود المصريين يعبرون لأول مره الضفة الشرقية وينصهر أمام قوتهم خط برليف".
وتابع:"رغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بالبلاد في هذه الفترة إلا أن روح أكتوبر مازالت تعيش فينا بعد مرور هذه السنوات".
كما قال أحد المشاركين من أهالي بورسعيد في حرب أكتوبر، الإعلامي بدر الدين حسن:" كنت في ذلك الوقت مجندا في القوات المسلحة وكان المعسكر الخاص بي مكانه في امتداد شارع 23 يوليو مكان كلية التربية النوعية، وكنا مسئولين عن تموين القوات بالوقود".
ويستكمل:" لم تغب عن ذاكرتى أبدا اللحظات التي عشناها في حرب أكتوبر، فكانت قوات العدو الجوية تقصف بورسعيد نهارا وليلا، ولكننا كنا على قلب رجل واحد ندافع عن وطننا، ولم نخش الموت لحظة، بل كنا نشعر بالفخر كل دقيقة لأننا عاصرنا ذلك الانتصار العظيم".