لطفى الخولى يكتب: «الإنسان.. هو المعجزة»
في جريدة الأهرام في 17 أكتوبر 1973 كتب لطفى الخولى تعليقا على حرب أكتوبر مقالا قال فيه:
عبور جنودنا للقناة في ست ساعات هو الخطوة الأولى في معركة تحرير الوطن التي احتلت خلال ستة أيام عام 1967 فهل نحن امام معجزة ؟
العبور في حجمه المادى اجتياز ناجح لمانع مائى يوافقه اختراق ساحق لخط بارليف المنيع، غير أنه يعنى ـــ وزنه المعنوى والسياسي ــ عبور الإنسان المصرى في لحظة من لحظات الصحوة التاريخية.. مسافة امتدت لأكثر من ست سنوات يصارع الهزيمة والمهانة.
مضت سنوات الصراع الذاتى والموضوعى ــ رهيبة في مراراتها واضطرابها، بدا فيها الإنسان المصرى كما لو كان يعشق إدارة جولات لا تنتهى من الملاكمة مع ذاته ومع واقعه وقومه وعدوه، وبدا حينا آخر كما لو كان قاضرا على أن يفتح عينه لمواجهة التحديات التي تلطم كيانه بعنف صباح مساء.. غير قادر على رد أية ضربة من الضربات المتوالية ولو بخربشة ظفر.
لكن ما أن انتصف اليوم السادس من أكتوبر حتى انطلق هذا الإنسان المصرى من أتون الصراع يعبر القناة والهزيمة وخط بارليف ويرفع رأيته فوق سيناء.. إنسانا جديدا صهره الصراع.
ليست المعجزة في الصورة واجتياز الخطوة الأولى بنجاح، كل ذلك ناتج لا مصدر أسباب المعجزة.. كل المعجزة في هذا الإنسان البسيط.. عندما وجد نفسه وعرف طريقه، وهى معجزة إنسانية تتفجر دوما وبلا انقطاع.
سلام على كل من قرر العبور وخطط له وطوبى لمن عبر ورفع الراية وما برح واصل المسيرة.