رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور أحمد عمر هاشم: رأيت رسول الله يطوف حول الكعبة وأطوف خلفه

فيتو


كنت فى الجامعة، وكنت قد صليت الفجر وجلست أقرأ القرآن، وأخذتنى غفوة من النوم، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف حول الكعبة ورأيت أننى أتبعه وأطوف خلفه.

الدكتور أحمد عمر هاشم؛ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ابن قرية «أبوهاشم» التابعة لمركز الزقازيق محافظة الشرقية، لديه ذكريات عديدة عن نشأته وطفولته التى قضاها فى رحاب الساحة الهاشمية بالقرية، يرويها لـ«فيتو» فى هذا الحوار:
> بداية كيف كانت نشأتك وعلاقتك بمحافظة الشرقية؟
-  نشأتى كانت فى وقت مبكر فى ساحة تنهج المنهج الصوفى، ومليئة بالصالحين والعلماء، وكانت لنا ساحة كنت أتردد عليها حتى حفظت القرآن الكريم على يد شيخى ومعلمى الشيخ محمد عبد الرسول، حيث إننى ولدت فى قرية تحمل اسم أجدادى تسمى قرية "أبوهاشم"، وهى قرية صغيرة تابعة لقرية كبيرة اسمها "بنى عامر" مركز الزقازيق، ومنذ أن خرجت ونشأت وجدت الساحة الهاشمية التى تمتلئ بالصالحين، وكنت دائم التردد عليها، وكان والدى من المعروفين والمشهود لهم بالصلاح والتقوى، وكانت والدتى رحمها الله محبة أيضًا للعلماء والصالحين مثل والدى، وكان لهما فضل كبير فى إتمامى حفظ القرآن، وكان والدى حريصًا على أن يصطحبنى معه للمسجد وقت الصلاة، وكان التحاقى بالأزهر غايته، وبالفعل التحقت بمعهد الزقازيق الأزهرى، وكان هذا المعهد هو الموجود فى مدينة الزقازيق كلها، وكان الطلاب يأتون إليه من المحافظات الأخرى؛ لأنه كان معهدًا عريقًا، وكان التعليم الإعدادى 4 سنوات، والثانوى 5 سنوات.
>  وماذا عن هذه الفترة فى حياتك؟
- كانت فترة مليئة بالعلم، فقد كانت عائلتى عائلة صوفية تمتد أصول نسبها للأشراف، وكان معظم عائلتنا من العلماء، وكان والدى وأعمامى الشيخ محمود أبو هاشم والشيخ أحمد أبو هاشم والشيخ الحسينى أبو هاشم، هم من يرعون الساحة الهاشمية فى القرية، وكنت دائم التردد على الساحة، وأراهم وهم يذكرون الله ويتلون القرآن، وغرس ذلك فى نفسى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته وصحابته الأجلاء رضوان الله تعالى عليهم، حتى أننى أتذكر أنهم دفعونى لأن أقوم بالصلاة فى يوم جمعة، حيث كان عمى الشيخ محمود هاشم مشغولًا، وكان هناك مسجد جديد يتم افتتاحه فى قرية مجاورة، فقام عمى الشيخ محمود بترشيحى عن باقى أبناء العائلة لخطبة صلاة الجمعة فى المسجد، وقد قمت بها، وكان هذا فى بداية التحاقى بالأزهر.
>  وماذا عن فترة الجامعة؟
-التحقت بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر عن رغبة والدى لدراسة السنة النبوية، وكنت أنا أرغب اللغة العربية، وكانت الكلية فى نفس مكانها الآن فى حى الدراسة خلف الجامع الأزهر، وكنت دائم التردد على مسجد الإمام الحسين والأزهر وأولياء الله الصالحين فى القاهرة، وقد كنت انتقلت للعيش فى القاهرة، وقد تخرجت فيها وعيّنت معيدًا بها عقب تخرجى.
>  وماذا عن ذكرياتك فى هذه الفترة؟
- هذه الفترة تحديدًا لم ولن أنساها فى حياتى، فقد كنت فى الجامعة، وكنت قد صليت الفجر، وجلست أقرأ القرآن، وأخذتنى غفوة من النوم ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف حول الكعبة ورأيت أننى أتبعه وأطوف خلفه، وعندما استيقظت قصصت رؤياى على والدى، فأخبرنى أننى سوف أحج لبيت الله الحرام، ولم تمر سوى أيام قليلة ووجدت أن الكلية رشحتنى لأداء فريضة الحج على نفقة الجامعة.
>  وماذا عن حياتك بعد تعيينك فى الجامعة؟
- بعد تعيينى معيدًا بالجامعة فى عام 1970 أكملت دراستى الماجستير والدكتوراه، وتخصصت فى علوم الحديث الشريف، ثم عينت رئيسًا لقسم الحديث، ثم عميدًا لكلية أصول الدين التى فى الزقازيق، وكان ذلك عقب افتتاحها فى عام 1987، وفى منتصف التسعينيات عينت نائبًا لرئيس الجامعة، ثم رئيسًا لجامعة الأزهر، ثم تم تعيينى عضوًا فى مجلس الشعب، وأصبحت فيه رئيسًا للجنة الدينية لفترات متتالية.
> هل ما زلت متصلًا بقريتك "أبو هاشم"؟
- بالفعل، ما زلت متصلًا بقريتى، ومترددًا عليها، وأخطب الجمعة فى مساجد القرية، وما زالت الساحة إلى الآن قائمة وأتردد عليها.
>  ما أبرز ذكرياتك عن قريتك؟
- ارتباطى بالقرية جعل كل حدث بها يرتبط معى، وحتى عندما تم تكريمى من قبل الدولة وحصلت على جائزة الدولة التقديرية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وكل المناصب التى ارتقيتها فى حياتى كانت عائلتى وأهل قريتى يُشاركوننى فيها.


الجريدة الرسمية