رئيس التحرير
عصام كامل

الأدلة تؤكد.. تحالف إستراتيجي مصري روسي وشيك!


في اليوم نفسه الذي تعلن فيه مصر، أمس، وبعد انعقاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن "الأحداث في سوريا وليبيا واليمن" ذات أهمية وصلة مباشرة بالأمن القومي المصري تصدر وزارة الدفاع الروسية بيانا قصيرا يقول باختصار أن "طائراتها سوف تنقل إلى مصر قوات إنزال جوي بعتادها وسلاحها وأفرادها في إطار أول إنزال تنفذه القوات الجوية الفضائية الروسية في أفريقيا"، وباقي الخبر يؤكد أن الإنزال جزء من مناورات عسكرية كبرى وواسعة ومشتركة ستجري للتدريب المشترك على محاربة الإرهاب والجماعات المسلحة وفي بيئة صحراوية "!!


بالطبع علامات التعجب من عندنا وليست في البيان الروسي الذي كاد-كاد- أن يقول أن القوات الروسية ربما تتدرب لشن حرب على الإرهاب في ليبيا !

على كل حال نترك التكهنات ونتوقف عند التوافق المصري الروسي من الأزمة السورية حتى قلنا في مرة سابقة أن خطابي الرئيس السيسي في الأمم المتحدة بجلستيه (الجمعية العامة ومجلس الأمن) والذي يكاد أن يتجاوز الموقف الروسي نفسه وهو أمر منطقي في ظل ارتباط الأمن في كلا الدولتين الشقيقتين وهي علاقات تتفوق-أو هكذا ينبغي-على أي علاقات بين مصر وأي دولة أخرى. 

ولكن يلفت النظر تصريحات سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي ومفادها أن روسيا تدعم مصر وبقوة في الحرب على الإرهاب وأن قوة مصر تعني الاستقرار الإقليمي واستقرار شمال أفريقيا وأن مصر تتطلع إلى أسلحة روسية حديثة وقبل أن يقول "شويجو" هل ستمنح روسيا مصر الأسلحة المتطورة التي تريدها؟

نجده يجيب بطريقة مختلفة فيشير إلى أهمية توقيع مصر وروسيا في مايو الماضي على مذكرة حول منح مصر إمكانية الوصول إلى الإشارة العالية الدقة لمنظومة الملاحة الفضائية الروسية الشاملة بواسطة الأقمار الصناعية "جلوناس" واعتبر ذلك حدثا مفصليا هاما جدا في مسيرة التعاون بين الجانبين"!

وبالطبع فهو يقصد موافقة روسيا أن تستخدم مصر منظومتها للملاحه الفضائيه "جلوناس" البديل الآمن لمنظومة " جي بي إس " الأمريكية وهو ما يعني الاتجاه بقوة نحو شراكة إستراتيجية مصرية روسية مشتركة !

هذا التعاون سيؤثر على مسار أزمات واحداث متعددة في المنطقة والعالم وهو ما يؤكد-أن اكتمل لآخره-أن مصر قد حسمت موقفها من ملفات عديدة ادي التردد فيها إلى تردد روسي مقابل في التعاون مع مصر إلى المدي المنتظر!

انتظروا تطورات مهمة وإيجابية.. مصر لا تنوع مصادر السلاح..إنما تنهي أيضا "أدبيات التعامل" مع دول عديدة ولم يكن كلام الرئيس السيسي عن الولايات المتحدة بالوصف السابق صدفة !
الجريدة الرسمية