رئيس التحرير
عصام كامل

قصة «آبل» من ستيف جوبز إلى تم كوك

فيتو

شركة آبل هي أهم ما تركه ستيف جوبز للعالم، ويحاول البعض أن يفصِل بين الموضوعين، معتبرا أن نجاح تِم كوك في إدارة الشركة وتحقيق مزيد من الأرباح كاف للفصل بين جوبز وآبل، ولكن ذلك يبقى عرضة للتأمل بعد خمسة أعوام من وفاة جوبز.

دعنا نكن واضحين، لا يدّعي أحد قط أن ستيف جوبز كان محبوب الجميع، بل هناك ما يدل على كراهية كثيرين له، خاصة أن أسلوب حياته الغريب سبب له مقتا فظيعا من الناس، كما أن أفكاره الغريبة لم تكن دائما موضع قبول الناس- رغم أنها غالبا ما كانت تتحول إلى مشاريع بمليارات الدولارات! ولكن الناجحين هدف دائم للحسد والبغضاء والكراهية.

عبارة ستيف جوبز الخالدة في نهاية كل عرضٍ دئب على تقديمة كانت" شيء إضافي آخر لابد من قوله..."طاما أنبأت الحاضرين أن اللحظة الحاسمة لإعلان أهم فقرة في اللقاء قد أزفت، وهنا يدور الحديث طبعا عن منتج جديد يحرز اهتمام زبائن آبل ويستولي على ما في جيوبهم.

عبر العالم ساد شعور غير مريح بأنّ آبل بعد وفاة ستيف جوبز قد غادرت مرحلة الإبداع ودخلت – في أحسن التوقعات- مرحلة السكون والركود، وهذا ما علّق عليه ألوف المعجبين على صفحة ذكرى الراحل ستيف جوبز.

على هذه الصفحة علّق شخص سمّى نفسه سيدهارتا "غيّر ستيف العالم، ليس مرة واحدة فحسب بل مرات عدة، عبقريته رفعت مستوى التركيز على الزبائن، واعطتنا شيئا نتطلع إليه بشغف دائم، هو خلق منفردا نوعا من السحر وحافظ على العنصر" واوووو" متدفقا ".

وفي التعامل مع المتفوقين لابد من التفريق بين ذات الشخص وبين إنجازه وحضوره كشخصية معروفة، وهذا ينطبق على ستيف جوبز كذلك، كما قال إيان فوغ من شركة تحليل المعلومات آي ايتش إس ماركيت في حديثه إلى DW "القيادة تعني التأثير والقدرة على تحفيز الآخرين لإنجاز أشياء عظيمة، وقيادته الخارقة للعادة أفضت به إلى خلق تلك المؤسسة" آبل"، وفيها تجسدت أسمى قيمه".

5 أعوام في ظل تِم كوك
"سعى جوبز دائما إلى أنسنة الحاسبات وتيسير استخدامها، وهكذا أعاد كتابة قواعد المستخدم وإعادة التصاميم، وتصاميم الهارد وير والسوفتوير" كما أشار ميشائيل كالور على مدونته ".

وبيّن خبراء السوق أنّ آبل امتازت بالتركيز على خلق صداقة بين الكومبيوتر الذي تنتجه وبين المستخدم، وتلك كانت استرتيجية جوبز. أنظر إلى "آي بود" الذي اجتاح السوق في عام 2001، فغير طريقة استماع الناس للموسيقى عبر العالم. ومنها طوّر جوبز فكرة آي فون الذي ولد عام 2007 ثم نجح في استقطاب اهتمام الناس عبر العالم وبات رمزا لنجاح ساحق رغم ارتفاع سعره، ما ساعد آبل على خلق سقف أرباح هائل، وصل فيه مستوى الربح في القطعة الواحدة إلى 40 بالمائة من سعرها.

لكن هل يمكن لآبل أن تقف في السوق لوحدها دون ستيف جوبز؟ يبدو أن إجابة هذا السؤال تتضمن الاعتراف بحقيقة أنه لا يوجد شخص غير قابل للتعويض، حتى ستيف جوبز نفسه. إذ أن مستوى أرباح آبل وسير عملها بعد خمسة أعوام من وفاته لا تنبئ بالفشل والانهيار، بل تكشف عن خيبة التوقعات التي ارتأت أنّ الشركة ستنهار بعد وفاة جوبز.



صانع سمارت فون
آلت الأمور إلى تِم كوك، الذي أتقن الدرس من ستيف جوبز، وتعلم أن لا ينظر إلى الوراء بشكل مبالغ فيه. وطبقا لنتائج أبحاث شركة جاكدو فإن موارد شركة آبل في العام الذي سبق إدارة تم كوك بلغت نحو 89 مليار يورو، وبعد خمسة أعوام من توليه الإدارة، تضاعف هذا الرقم.

علا نجم كوك وارتبط اسمه بعد أن اتسعت صناعة سمارت فون وانتشر استخدامه عبر العالم. وفي ظل قيادة كوك، بات آي فون أهم منتجات آبل، واحتفلت الشركة مؤخرا ببيع سمارت فون رقم مليار، وباتت تطبيقاته تحقق نحو ثلثي أرباح الشركة العملاقة.

غيّر كوك مسار العمل، فخصص مبالغ كبيرة للبحوث والتطويرات، ما رفع مستوى المداخيل بنسبة 4 بالمائة عوضا عن نسبة 2 بالمائة التي كان يحققها هذا التخصيص في عهد جوبز. ومضى كوك أبعد من ذلك، فدفع لحملة الأسهم قيمها، وأعاد شراءها منهم.

هل يمكن لكوك أن يحافظ على مستوى رغبة الزبائن في متابعة منتجات آبل غالية الثمن؟ هذا لم يتضح بعد. لكن آخر منتجات آبل التي اقتحمت السوق هي ساعة آبل، التي حققت بيع 15 مليون قطعة خلال عامها الأول، وهو ما يعد بشكل مطلق نجاحا رغم كل شيء.

ملهم الملائكة/ ع.ج DW

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية