رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مأساة شاب شرقاوي فقد أطفاله في بولندا

فيتو

محمد السيد محمد علي.. شاب ثلاثيني، ولد في منزل بسيط بمركز ههيا في محافظة الشرقية يفتقد لكل الخدمات حتى البسيطة منها، والأسرة يصعب عليهم الحصول على قوت يومها، وفرصة حصوله على عمل كريم صعبة للغاية في ظل استمرار الرشوة والمحسوبية والوساطة التي تفشت في جميع المصالح الحكومية في مصر، محمد مثل أي شاب كان يحلم بحياة كريمة والزواج من فتاة أحلامه، ولم يجد أمامه لتحقيق ذلك إلا أن يذهب للعمل في مدينة سياحية والعمل بها والزواج هناك من فتاة أجنبية.. وهذا ماحدث بالفعل، ولكن سرعان من انقلبت حياته إلى جحيم.


ويروي "محمد" تفاصيل ما حدث قائلًا: مع الظروف الصعبة التي يمر بها معظم الشباب المصري ذهبت إلى مدينة شرم الشيخ للعمل سائقًا على سيارة تاكسي "ليموزين" لنقل السياح الوافدين إلى المدينة، وهناك تعرفت بفتاة أجنبية مسيحية تدعى "كاشا" تحمل الجنسية البولندية، ونشأت بيننا قصة حب عنيفة تُوجت بالزواج منها، وأقيم حفل الزفاف بمدينة ههيا وسط أسرتي البسيطة.

وأضاف: اتفقنا قبل إتمام الزواج على السفر للخارج، وتحديدًا بولندا، وإنجاب أطفالنا والعودة مرة أخرى لشرم الشيخ والمكوث بها حيث إني لا أحب الغربة، لكن الوضع تغير جدًا بعد إنجابنا طفلتنا الأولى "آية"، ثم الثانية "أميرة" والتي تبلغ من العمر 3 سنوات، وأخيرًا ابني والذي اتفقت على تسميته مع طليقتي باسم "يوسف"، لكنها أسمته "جون"، ولم أره سوى 5 دقائق فقط.

وتابع: ذات يوم طلبت من زوجتي العودة إلى مصر، ففوجئت بأنها وأسرتها، والتي تنتمي لأصول يهودية، يرفضون ذلك، وطلبت الانفصال عني، وهو ماقابلته بالرفض، ومع كل أشكال الضغوط التي مارستها علي وافقت بشرط رؤية أبنائي بين الحين والآخر، وهو ما وافقت عليه، وسافرت عقب ذلك لدولة إيطاليا للعمل هناك، وعند عودتى إلى بولندا اكتشفت أن زوجتي أخذت أطفالي وهجرت منزلنا ولم أعرف لها عنوانًا، وفوجئت بعد فترة قليلة بمجموعة من الأشخاص يعترضون طريقي ويهددوني بالقتل في حالة استمراري في البحث عن زوجتي وأطفالي، ومطالبتى بالتنازل عن أطفالي لصالحها، واعتدوا علي بالضرب المبرح ما أدى تكسير الفك السفلي وحدوث نزيف داخلي، وتم نقلي للمستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، وبعدها بفترة قصيرة حاولوا دهسي بسيارة ونجوت بأعجوبة منها، مما اضطرني للهرب لألمانيا خوفًا على حياتي، والعمل هناك "رسام" لحين إيجاد حل لمشكلتي.

واستطرد "محمد" قائلًا: بعد الظلم والإهانة التي تعرضت لها لم أجد أمامي سوى الذهاب للسفارة البولندية بدولة ألمانيا، وقلت لهم بالنص: "أنقذوني، أنا حياتي معرضة للموت بسبب طليقتي حتى لا أطلب رؤية أطفالي"، وكانت إجابتهم لا نستطيع أن نفعل لك شيئًا، خلي سفارتك تساعدك.. وبالفعل ذهبت لسفارة مصر، وقابلت السفير هناك وشرحت له ما حدث لي، وكان الرد "للأسف، منقدرشي نعملك حاجة ولا في إيدينا نساعدك".

وأضاف الشاب الشرقاوي: "مع غلق جميع الأبواب في وجهى ورفض سفارتي مد يد العون لي لم أجد أمامي سوى التفكير في الانتحار حتى أريح وأستريح، وبالفعل ذات يوم تسلقت نافورة ضخمة في برلين، وانتقلت الشرطة في ثوانٍ معددودة للمكان وسط تجمع العشرات من المواطنين، وبعد تفاوض عدد من الضباط معي ووعدهم بمساعدتي والتراجع عن أفكاري استجبت لهم، وعقب نزولي فوجئت بهم يعتدون علي وضربي بمسدس إلكتروني وشل حركتي تمامًا، واقتادوني لأحد أقسام الشرطة وحجزي، ثم أفرجوا عني بعد ساعات.

وناشد محمد المسئولين في مصر ووزارة الخارجية بالتدخل لإنصافه وأخذ حقوقه الكاملة وحمايته بعد أن أصبحت حياته مهددة ومساعدته في رؤية أطفاله الصغار.
الجريدة الرسمية