رئيس التحرير
عصام كامل

ذكريات من دفتر الإذاعة في ذكرى حرب أكتوبر.. المذيعون يقيمون في غرفة بجوار الكنترول لمدة 17 يومًا.. صالح مهران: بيان تحرير شرق بورسعيد الأهم في مشواري.. وتجاهلنا في احتفالات النصر أسوأ شعور

صالح مهران
صالح مهران

٤٣ عاما مرت على حرب أكتوبر المجيدة، ولا تزال الحكايات والأسرار الخاصة بتلك الملحمة الكبرى تنجلي فترة تلو الأخرى ولعل الإذاعة المصرية كانت واحدة من الجهات ذات العلاقة الوثيقة بالحرب، خاصة وأن الإعلام تعرض لحملة شرسة ووضعه المواطنون في قفص الاتهام عقب البيانات الدعائية الكاذبة التي روج لها المذيع أحمد سعيد عن نجاحات وبطولات غير حقيقية للمصريين خلال نكسة ١٩٦٧، ما جعل المواطنون يتبارون في صب جام غضبهم على تلك الوسيلة الإعلامية آنذاك.


البيانات العسكرية
قراءة البيانات العسكرية لحرب أكتوبر كانت المهمة الأساسية لمذيعي الإذاعة في تلك الفترة العصيبة، ولعل الإذاعي القدير صالح مهران، واحد ممن شاركوا في ذلك العمل، وخلال السطور التالية يسرد «مهران»، لـ«فيتو» ذكرياته عن هذه المدة من عمر الوطن.

يقول مهران: «كانت السنوات التالية للنكسة مليئة بالأسى، وتحمل الإعلام جزءا كبيرا من هموم الوطن خاصة وأن الكثيرين حملونا مالا نطيق، ويوم العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر جاءني اتصال هاتفي من سكرتارية رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان يطالبنا بالحضور لاجتماع طارئ وهام في العاشرة صباحا وعقب حضور جميع زملائه أكد لهم اندلاع الحرب».

وتابع مهران أنه تم إخطارهم بموعد بداية الحرب في الثانية ظهرا وكذا خطاب الرئيس بمحلس الأمة ثم لقائه بالسفير الروسي، مشيرا إلى أن هناك برنامجا متكاملا كان موضوعا لذلك اليوم، وأن تعليمات رئيس الإذاعة انحصرت آنذاك بإلقاء البيانات والتعامل معها بشكل طبيعي بعيدا عن الحماس الزائد ونقل ما يدور على أرض الواقع.

طوارئ وحبس المذيعين
وقال مهران إنه منذ ذلك اليوم وحتى الثالث والعشرين من أكتوبر، تم إعلان حالة الطوارئ في الإذاعة وأقام هو وجميع المذيعين في غرفة بجوار الكنترول تم وضع الأسرة فيها وصدرت تعليمات بمنع المذيعات من التواجد بالاستديوهات وتولى المذيعون مهمة التغطية للأحداث وقراءة البيانات العسكرية التي كان يلقيها عدد من المذيعين هو من بينهم وعبد الوهاب محمود وصبري سلامة الذي وافته المنية هو وعدد من قارئي بيانات تلك الحرب.

تأجيل خبر الحرب
وفي تمام الواحدة والنصف ظهرا، كانت الإذاعة على موعد مع قدوم أول خبر ليعلن اشتباك القوات المصرية مع قوات العدو على خط القنال ولا تزال المعركة دائرة بين الطرفين، وكان الاتفاق على بثها بطريقة الخبر العاجل في الثانية ظهرا إلا أنه جاءت تعليمات فوقية بتأجيل الإذاعة إلى الثانية والثلث ظهرا على اعتبار أن هناك فارقا في التوقيت لإعلان النبأ بما يخدم أغراضا عليا أرادتها القيادة السياسية آنذاك، مشيرا إلى أن المذيع عبدالوهاب محمود هو قارئ ذلك الخبر وحاليا هو موجود في ألمانيا يعيش بها منذ فترة.

البيان الأهم
ويرى "مهران" أن بيان تحرير القنطرة شرق الذي تولى هو إذاعته على الرأي العام هو الأهم في مشواره العملي ولا يستطيع نسيانه نهائيا خاصة وأنه يعبر عن تمكن القوات المصرية استعادة كامل الأرض وتطهيرها للأرض المصرية من دنس العدو الصهيوني، مشيرا إلى أن أجواء البيان تمثلت في قدومه بالتاسعة مساء وكانت الإذاعة في نقل خارجي لاحتفالية رمضانية من قصر عابدين وتم قطع الهواء واستلم مهران الميكرفون لتلاوة الأخبار المبهجة على الشعب.

تجاهل التكريم
وأعرب مهران عن حزنه لعدم دعوته في احتفالات أكتوبر منذ عام ١٩٨٢ وحتى اليوم، موضحا أنه يشعر بالألم خاصة وآن هناك آخرين ممن لا دور لهم في تلك الحرب المجيدة يتم دعوتهم وتكريمهم دون داع.

وأوضح أنه شارك بالتعليق الصوتي على مجموعة أفلام متميزة أنتجتها إدارة الشئون المعنوية عن فترة الحرب وما تبعها من أحداث، متمنيا استخراجها للبث، مؤكدا أهميتها في رصد الواقع آنذاك.
الجريدة الرسمية