التوريث في الطرق الصوفية.. الرفاعي: يمنع الصراعات الداخلية.. يتفادى الانقسامات والمطامع.. يأتي بأهل الخبرة والمنتسبين للبيت النبوي.. والشباب: تسبب في ضعف التيار الصوفي واستبعاد الكفاءات
توريث القيادة داخل مشايخ الطرق الصوفية أمر قديم منذ نشأة الطرق الصوفية ويقوم شيخ الطريقة بأخذ العهد عقب وفاة الوالد من المريدين وهو الأمر الذي أثار جدلا بين شباب الطرق الصوفية.
ويرى البعض أن نظام التوريث تسبب في ترهل إدارة الطرق الصوفية وتراجع دورها الإسلامي والدعوى.
ويرى البعض أن التوريث ضرورى لأنه يحمى الطرق الصوفية من الانقسامات والصراع على منصب شيخ الطريقة فضلا عن أن القانون 118 لسنة 76يجيز التوريث، وهناك العديد من الأمثلة فعندما توفى الإمام ماضى أبو العزائم تولى المشيخة نجله علاء أبو العزائم، وفى مشيخة الطريقة الرفاعية تولى الشيخ طارق ياسين الرفاعى بعد وفاة والدة ياسين الرفاعى.
وأكدوا أن الطريقة التسقيانية عندما توفى شيخها محمد التسقيانى تولى نجله أحمد الذي لم يتجاوز 28عاما مشيخة الطريقة التسقيانية والعديد من الأمثلة التي تثبت التوريث داخل الطرق الصوفية.
الانقسامات
وقال الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية: إن توريث القيادة في الطرق الصوفية أمر قديم يعود إلى نشأة الطرق الصوفية، موضحًا أن مؤسسي الطرق الصوفية ينتسبون إلى أهل البيت النبوي، وشيخ الطريقة يورث ابنه، لأنه الأقرب للحفاظ عليها حتى لا تتفجر فيها صراعات على المنصب.
وأكد أن القانون رقم 118 لسنة 76 يعطي الحق في أن يتولى ابن شيخ الطريقة المشيخة بعد وفاته، ويبايعه المريدون من أبناء الطريقة ويأخذون العهد، مشددًا على أنه لم يحدث في تاريخ الطرق أن طالب أحد بجعلها بالانتخاب.
وأشار إلى أن التوريث في الطرق الصوفية يعود إلى أن أبناء شيخ الطريقة وأسرته هم أكثر الناس حبا للطريقة ويتفقون عليها وعلى أورادها ولكن في حالة جعل الأمر بالانتخاب سيفتح هذا الباب للانقسامات ومطامع كل فرد في أن يكون شيخا للطريقة وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدى لضياع الصوفية.
وأكد أن شيخ الطريقة هو الرمز "واحد" أولاده يحافظون على هذا الرمز فضلا عن أن القانون رقم 118لسنة 76 أتاح هذا الأمر، وأشار إلى أن الهدف الرئيسى من ذلك تفادى الانقسامات داخل الطرق الصوفية.
ثورة الشباب
وقال الشيخ مصطفى زايد - مؤسس شباب الطرق الصوفية: إن توريث قيادة الطرق الصوفية لأبناء المشايخ يأتى وفقا للقانون 118لسنة 76، والذى يعطى الأولوية للابن وأسرة شيخ الطريقة في تولى الطريقة وهذا الأمر له تأثير سلبى على الطرق الصوفية في أن يأتى شيخ طريقة ليس له علم أو دراية بالصوفية.
وأكد أن هذا الأمر أحد أسباب ترهل وتراجع الدور الصوفى وقال:" حاربنا كثيرا من أجل ذلك لكن مشايخ الطرق رفضوا التغيير لأنهم يعتبرونه "إرث عينى" يورث لهم وهو الأمر الذي أهدر فرص آخرين في النهوض بالصوفية".