رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب عدم مهاجمة داعش لإسرائيل.. اتباع حكومة الاحتلال سياسة الصبر والردع.. توثيق مصداقيتها بشأن قدرتها على تنفيذ التهديدات.. تصدير معلومات وهمية عن القوة الخارقة للجيش.. ومحاربة الأعداء معنويا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم التفجيرات والعمليات الانتحارية وعمليات السطو والنهب التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي في مناطق عديدة من دول العالم، إلا أن إسرائيل مازالت هي الوحيدة التي لم تذق مرارة إرهاب داعش وبشاعة جرائمه، مما أثار علامات استفهام كثيرة حول صلات التنظيم بجيش الاحتلال والأسباب الخفية وراء خوف داعش منهم مما يجعلها تبتعد عن استهدافهم على الرغم من احتلالهم للأقصى وتنفيذهم جرائم بشعة بشكل شبه يومي في حق الفلسطينين العُزّل.


التهديد الهادئ

تتبع حكومة الاحتلال سياسة الصبر والردع في مواجهة تهديدات داعش الواهية لها، وهي في المقابل تبعث برسائل ضمنية لمتطرفي التنظيم تؤكد لهم أنها سترد ردودا شديدة القسوة ولها نتائج تدميرية حال التفكير في استهدافها وهو أمر يرعب داعش، وفق مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية.

في الإطار ذاته، فإن إسرائيل تملك ثلاث قوائم لردع إرهاب داعش وهي: الوضوح، والمقدرة، والمصداقية، فهي تروج لنفسها باعتبارها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وأن لديها قدرة لتكبيدهم خسائر تفوق بكثير ما سيكسبونه من مهاجمتها، إلى جانب توثيق مصداقيتها بشأن قدرتها في تنفيذ ذلك على أرض الواقع.

سياسة الردع

تؤمن الإستراتيجية الإسرائيلية أن ردع الاعداء هو الخيار الافضل دائما لتجنب الخسائر على الرغم من نواقص تلك الطريقة، فضلا عن الرفض الدائم لما تروجه أمريكا حول خطورة التنظيم الجسيمة على العالم أجمع والحرص على التخفيف من حدة الخطر الذي يمثله داعش على جيش الاحتلال الذي لا يراهم سوى مجموعة من المتطرفين المرتزقة حاملي الكلاشينكوف ومطلقي النار حسب، الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية عاموس يادلين.

وثيقة الدفاع الإسرائيلية

تمثل وثيقة الدفاع الخاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي أمرا سريا ومخيفا للعالم ولتنظيم داعش الإرهابي الذي لا يعرف شيئا عنها والتي يحافظ القائمون على جيش الاحتلال على سريتها بشكل دائم وحتى حال نشر أجزاء منه فإنها تكون باللغة العبرية فقط.

وتتضمن وثيقة الدفاع الإسرائيلية طرق ردع الجماعات الإرهابية عبر عدة طرق أبرزها الحفاظ على التفوق العسكري الساحق بشكل دائم وكسب سمعة، حتى وإن كانت زائفة، عن القوة الخارقة للجيش التي لا يمكن قهرها، فضلا عن التحليل المستمر لخصائص العدو وقدراته وهوياته، مما يؤثر على دوائر صنع القرار إلى جانب حرص جيش الاحتلال محاربة أعدائه معنويا عبر إقناعهم بعدم الجدوى من الاستمرار في القتال وتهويل حجم الخسائر التي سيتعرضون لها إذا بادروا بالمواجهة.
الجريدة الرسمية