رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس «القابضة» لمصر للطيران: الشركة بلا خسائر العام الحالي.. وانتهاء موسم الحج دون مشكلات

فيتو

>> مرتبات العاملين بالشركة 4.2 مليار جنيه بالداخل والخارج
>> نقلنا 70 ألف راكب في السفر و75 في الوصول

>> الخطوط المنتظمة لم تتأثر بالجسر الجوي لنقل الحجاج
>> كل ما أثير حول صفقة الطائرات الجديدة "ادعاءات باطلة"
>> قروضنا للبنوك وصلت ملياري دولار من 2002 ونسدد في المواعيد المقررة


تحديات عديدة، منها ما هو محلي وما هو عالمي، تواجهها شركة مصر للطيران التي تسعى إلى الحفاظ على مكانتها وريادتها التي تميزت بها في سوق النقل الجوي بوسائل عديدة.
ورغم الظروف الصعبة التي واجهتها الشركة على مدى السنوات الخمس الماضية، وأدت إلى خسائر فادحة وصلت بنهاية العام المالي الماضي إلى 15 مليار جنيه، فإنها كعادتها متماسكة، وتكرس لمكانتها، وتنهض بجميع أنشطتها لتظل شركة طيران عالية.
صفوت مسلم الذي تولى مهام الشركة القابضة لمصر للطيران منذ شهور قليلة بقرار أصدره شريف فتحي وزير الطيران المدني فأصبح الحال غير الحال لأنه يحب عمله دائمًا، ويعشق فيه دائمًا مواجهة التحديات.
 "مسلم" في أول حوار له اتسم بالجرأة والصراحة والشفافية أنه لن يتردد في ترك منصبه إذا ما حقق نجاحات للشركة، لأنه سيدرك أن ما فكر له وخطط لعبور الأزمات لا يحقق الهدف الذي رسمه رغم خبرته الطويلة في مجال النقل الجوي لأكثر من 30 عامًا.
هناك ملفات كثيرة لدى الشركة الوطنية تحتاج إلى إجابات طرحناها على المسئول الأول لمصر للطيران صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة، وجاءت إجاباته بشفافية وصراحة مطلقة، دون تحفظات أو تجميل للصورة من خلال الحوار التالي:


> ينتهي موسم الحج هذا العام بوصول آخر فوج يوم 4 أكتوبر المقبل فما هو تقييمك للموسم؟
• بداية لابد أن أشير إلى أنه تم الاستعداد مبكرًا للموسم، وقمنا بنقل 70 ألف راكب في مرحلة السفر، ومن المنتظر بانتهاء الموسم نقل 75 ألف راكب في مرحلة الوصول، وقد وصل إجمالي الرحلات لنقل الحجاج سواء في السفر أو الوصول منذ بداية الجسر الجوي إلى 25 رحلة يوميًا دون مشكلات، سواء من حيث تأخير الرحلات أو تخلف حقائب، وتلافينا ظاهرة تكدس الركاب في صالات الوصول ونقلنا 10 آلاف من ركاب الترانزيت، وهذا النجاح وراءه كل فرد في مصر للطيران، ولا ينسب لشخص؛ لأنهم جميعًا كانوا رجالًا وتحملوا المسئولية بشجاعة، ابتداء من عمال التحميل مرورًا بالصيانة والعمليات والمحطة والخدمات الجوية، فكان طبيعيًا أن نجني ثمار جهد كل هؤلاء من خلال تحقيق نتائج إيجابية.

> أسطول التشغيل 55 طائرة فقط.. فهل الجسر الجوي لرحلات الحج أثر في تشغيل بقية الخطوط؟
• لم يكن هناك أي تأثير في خطوطنا المنتظمة إلى مختلف بلدان العالم، وهذا يرجع إلى الاستعداد الجيد والإجراءات التي اتخذت قبل بدء الموسم، حيث قمنا بصيانة جميع أسطول الشركة، خاصة للطائرات التي يحل عليها الصيانة خلال الموسم ومتابعة إجراءات الصيانة يوميًا لضمان كفاءة الطائرات.

> ما عدد الطائرات التي خرجت من الخدمة وتم استبعادها من التشغيل؟
• 19 طائرة من مختلف الطرازات 4 طائرات من طراز بوينج 200/ 777، و3 طائرات إيرباص 340، و4 طائرات 5000/ 737، و8 طائرات إيرباص 320 لمرور أكثر من 20 عامًا على تشغيلها، ومن ثم أصبح تشغيل كل هذه الطائرات غير اقتصادي.

> هل تم اتخاذ قرار بيع الطائرات ما دامت خرجت من الخدمة؟
• هناك لجنة مشكلة برئاسة إيهاب غازي رئيس قطاع التخطيط، وتم الانتهاء من أعمالها، وجار عرض الطائرات للبيع.

> كم عدد الطائرات التي اتفق على بيعها حتى الآن؟ ومن المشتري؟
• 11 طائرة جار بيعها.. الشركة القابضة المالية «سياف» تشتري 4 طائرات، وشركة يروجيت الأمريكية 7 طائرات.

> عقدتم صفقة 9 طائرات، منها 8 طائرات إيجار تشغيلي والأخيرة تمليك.. فما تعليقك؟
• الاستثمار في شراء طائرات الآن ليس مجديًا، والصانع أصبح لا يتعامل مع شركات الطيران بالشكل الذي كان يتبع في السنوات الماضية أو بمعنى أنه يتعامل بنسبة قليلة، فهناك شركة أمريكية لديها 1500 طائرة تعرضها للتأجير هي شركة «جي كاس»، ومصر للطيران تعاملت معها وأجرت 6 طائرات من طراز بوينج 777 عام 2012، وأؤكد أن ثقافة شركات الطيران الآن أصبحت تتجه إلى الإيجار وليس التمليك.

> أليس فكر شركات الطيران للاتجاه للتأجير يؤثر في أصولها مستقبلًا؟
• لا بد لشركة الطيران من امتلاك نسبة من أسطولها إضافة إلى الإيجار، وشركات الطيران تحدد لنفسها نسبة في التمليك من أسطولها، ومصر للطيران حددت نسبتها بـ50% تمليك و50% إيجار تشغيلي لضمان حالة الاستقرار.

> ما الموعد المقرر لتتسلم مصر للطيران صفقة الطائرات الجديدة؟
• اعتبارًا من ديسمبر المقبل نتسلم أولى طائرات صفقة البوينج 800/ 737، وخلال العام المقبل تنضم طائرات الصفقة إلى الأسطول حيث نتسلم كل 6 أسابيع طائرة جديدة على مدى العام المقبل.

> من الممول لصفقة بوينج؟ وهل له نشاط في النقل الجوي في مجال تأجير الطائرات؟
• أحب أن أشير في البداية إلى أن عقد الصفقة تم إنهاؤه بواسطة مصر للطيران باختيار الطراز ومواصفات الطائرة من الداخل، ثم جاءت خطوة البحث عن الممول، حتى تم الاستقرار على شركة دبي لتأجير الطائرات «إيروسبيس»، ولديها عدة مراكز في سياتل الأمريكية وبكين ودبلن بإيرلندا وسنغافورة ودبي، وهذه الشركة تمتلك ما بين 600 إلى 700 طائرة متعددة الطرازات.

> بماذا تفسر الضجة التي أحاطت الصفقة الأخيرة؟
• كل ما أثير حول الصفقة ومحاولات التشكيك فيها لا معنى له، ولا نلتفت إليه، وما تم تداوله عار من الصحة جملة وتفصيلًا، ولذا لا نلتفت إليه ما دمنا ننظر إلى مصلحة الشركة.

> ما خطة تعظيم الأسطول في المستقبل القريب؟
• خطتنا أن نصل بالأسطول في عام 2020 إلى 102 طائرة ما بين التمليك والإيجار التشغيلي، وهي بالطبع متعددة الطرازات.

> ديون مصر للطيران لدى مصر للبترول وصلت 5 مليارات جنيه فمتى تُسدد؟
• نسدد قيمة ما يتم الحصول عليه من الوقود نقدًا حاليًا، مع تسديد جزء من الديون شهريًا.

> وماذا عن القروض وفوائدها، هل يتم تسديدها بانتظام؟
• قروضنا وصلت ملياري دولار، وهي من عام 2002، ويتم تسديدها للبنوك بانتظام في المواعيد المقررة لها.

> هل هناك خطة لزيادة أصول الشركة؟
• ليس الهدف زيادة الأصول مادامت تتحقق خسائر، إنما المستهدف زيادة الربحية للخروج من الخسائر وتحقيق معادلة لا خسائر ولا ربحية في العام الأول، لأننا بذلك نكون قد نجحنا في وقف نزيف الخسائر.

> ما نظرتكم للسماوات المفتوحة؟
• لا بد من تقوية الشركة الوطنية أولًا ووضع القوانين التي تحمي شركات الطيران كلها، وتحديد المعايير عند فتح السماوات التي لا تضر الشركات، وأريد أن أشير هنا إلى أن الدول الأوروبية أول من أيدت فتح السماوات، ومع ذلك لم تفتح السماوات، بل هناك ضوابط لحماية شركات الطيران الوطنية وهذا يكفي، إضافة إلى أن مطار القاهرة يستقبل جميع رحلات الطيران العارض الذي يقل سياحًا، بجانب كل مطارات مصر الداخلية، ومن ثم فمن حق الدولة أن تحمي شركاتها الوطنية في مختلف الأنشطة.

> هل مصر للطيران تحصل على دعم من الدولة؟
• مصر للطيران تعتمد على نفسها ذاتيًا، وتتحمل جميع الأعباء المالية المنصوص عليها في العقود، ولا تحصل على أي دعم من الدولة، وتسدد كل الضرائب المستحقة عليها للدولة.

> خلال الفترة الأخيرة أجريتَ حركة تغييرات لرؤساء مجالس إدارات الشركات التابعة للقابضة، فهل الفترة المقبلة ستشهد تغييرات أخرى؟
• دائمًا واردة في أي وقت، ومن المستحيل أن يظل مسئول في موقعه إلى الأبد، والتغيير يأتي دائمًا لمصلحة العمل وليس للتغيير نفسه، وعلينا الأخذ في الحسبان ضرورة الاستقرار في جميع الشركات.

> شركة الشحن الجوي في حاجة إلى دعم أسطولها.. تعليقك؟
• نهاية العام الجاري من المقرر أن تُدعم الشركة بطائرتين من طراز إيرباص 200/320 بحمولة 40 طنًّا، وإيرباص 320 بحمولة 20 طنًا، إضافة إلى أن طائرات شركة الخطوط بكاملها تخدم شركة الشحن الجوي.

> هل هناك نية لفتح خطوط جديدة في المرحلة المقبلة؟
• مصر للطيران تعمل حاليًا بـ55 طائرة فقط بعد أن كانت تعمل بـ83 طائرة، ومن ثم لم يكن هناك تخطيط لفتح خطوط جديدة قبل وصول صفقة الطائرات الأخيرة وتعظيم الأسطول الجوي.

> ما الخطوط التي سيتم تشغيل الطائرات الجديدة عليها؟
• الطائرات الجديدة ستعمل على خطوط أوروبا، بينما الطائرات الموجودة من الطراز ذاته سُتحول إلى أفريقيا.

> ما الوضع الحالي لشركة الخطوط في تحالف ستار ألاينز؟
• التحالف هناك المقبول وغير المقبول، ونحن الآن في وضع المقبول الذي لا تقل نسبته عن 65%، وحال انخفاض هذه النسبة يتم الخروج من التحالف، مصر للطيران تطمع في أن تكون أفضل شركة في التحالف، وأن تكون في ترتيب متقدم في قائمة الأعضاء من حيث حجم الأسطول وعدد الركاب.

> هل لديكم خطة للدفع بشركة الصناعات المكملة؟
• الشركة لديها مطبعة حديثة تم بالفعل تحويلها لصناعة منتجات محلية وعرضها في الأسواق المحلية، ومصنع بلاستيك نحاول من خلاله عرض منتجاته في السوق المحلية، ومصنع أخشاب سيتم من خلاله تنظيم المعارض للأثاث وتوريد الأثاث للأسواق الحرة التي كان يتم استيرادها من الخارج، وأنا متفائل بأن العام المالي الحالي ستتحول الشركة من الخسائر إلى الأرباح.

> ما إجمالي مرتبات العاملين بمصر للطيران السنوية؟
• مرتبات العاملين وصلت إلى 4 مليارات و200 مليون جنيه في الداخل والخارج.

> ما الضوابط التي يتم من خلالها اختيار العناصر في المحطات والمكاتب الخارجية؟
• الشخصية والتخصص والقدرة على القيادة، ويتم تحديد نسبة 80% لها، ثم تأتي النسبة الباقية وهي 20% للأداء والتاريخ الوظيفي.

> ما مؤشرات العام المالي الحالي بعد خسائر جمة طوال السنوات الماضية؟
• العام المالي 2016/ 2017 ستتخطى مصر للطيران أزمة الخسائر، خاصة أن المؤشرات مطمئنة.

> أخيرًا.. هل أنت متفائل بالمرحلة المقبلة؟
• لابد أن نكون متفائلين؛ لأن التفاؤل يؤدي إلى دفع التطوير والانطلاق إلى الأمام.. والآن مصر تغيرت واستقرت الأوضاع، وستشهد الفترة المقبلة تدفق السياح من شتى أنحاء العالم إلى مصر المحروسة بلد الأمن والأمان، ومصر للطيران سوف تنطلق في المستقبل إلى آفاق جديدة تؤكد ريادتها وقدرتها التنافسية في سوق النقل الجوي، وسوف تشهد الأيام المقبلة انطلاقة للشركة الوطنية بفضل دعم شريف فتحي وزير الطيران المدني الذي لا يدخر جهدًا في سبيل الارتقاء بجميع أنشطة الطيران المدني وأيضًا العاملين بمصر للطيران.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ«فيتو»..
الجريدة الرسمية