رئيس التحرير
عصام كامل

قدس أقداس المصريين المنتهك كل يوم !


حاول أن تقترب من تاريخ محافظة قنا.. سلبًا أو إيجابًا.. ستجد من يتصدى لك.. سيصحح لك في الحالة الثانية وسينهال عليك بكل ما استطاع في الحالة الأولى.. وجرب أن تقترب من تاريخ محافظة الشرقية أو عائلاتها.. ستجد ثورة عليك في كل مكان.. وجرب أن تقترب من تاريخ الدقهلية أو من رموزها وما أكثرهم في كل المجالات ستجد حشودًا تتصدى لك في كل مكان.. وجرب أن تقترب من رموز أسيوط أو تاريخ أهلها.. ستجد ما لا تحمد عقباه وهكذا في أغلب محافظات مصر بطول البلاد وعرضها..


الشيء الوحيد الذي لا يسأل عنه أحد ولا يغضب له أحد ولا نعرف من صاحبه في هذا البلد هو تاريخ هذا البلد نفسه.. أخرج على الناس وقل كلاما مرسلا.. فلا مراجع ولا حسيب.. احك لهم زيفًا وزورًا عن بطولاتك فهذا شأنك وأنت حر رغم أن الأغلبية تعرف أنك لست نصابًا.. واخرج على الناس في أي فضائية، احك لهم عن عبقريتك وأخلاقك الحميدة وشطارتك ونصاحتك.. والكثيرون يعرفون وبالأدلة أنك كاذب ومنافق ولكن لا أحد يمكنه إيقافك ولا فضحك ولا التصدي لك.. وانتهز فرصًا كل حين من قنوات فضائية لتطل على الناس تروي فيها كيف أنك وقفت أمام الزعيم فلان ونصحت بكذا.. وكيف قلت كذا وكذا.. رغم أن ذلك كاد أن يكلفك الكثير لكنك آثرت قول الحق مهما كان رد الفعل.. والكثيرون أيضًا يمتلكون وبالأدلة ما يخزيك ويكذبك وربما يملكون ما هو أكثر.. لكن لا أحد يتحرك ولا أحد يتدخل ولا يملك حق توجيه الاتهام ضدك!

ما هذا الذي يجري.. وما تلك الفوضى الشاملة ضد قدس أقداس المصريين، المنتهك يوميًا.. حتى أنه ينتهك من أساتذة تاريخ أحدهم قبل أيام كان كلامه كارثيًا على إحدى الإذاعات.. ولا نعرف كيف صار أستاذًا للتاريخ حصل فيه على شهادة من بعد أخرى؟! رغم أن التاريخ مهنته ورغم أنه درس الفرق بين التاريخ والسياسة بين الحقيقة والحدوتة التي من الخيال وأن الأول يحتاج التوثيق والوثيقة والمستند والشهود بينما تحتمل السياسة الهوى والخداع والكذب!

حتى هذا المقال.. وهذه السطور السابقة.. من يحقق فيها؟ من سيتصل بنا يقول ماذا تقصد؟ وهذا بالطبع من رابع المستحيلات فلم يفعلوها وإحداهن لا محل ثقة ولا تحمل علمًا بل تذهب وتجيء بين الغرض والمرض.. ولم يوقفها أحد وهي تروي للناس جزءًا من تاريخ مصر دون حسيب أو رقيب أو حتى معقب ونسأل الله السلامة لبلدنا العظيم ولقدس أقداسه.. تاريخه المجيد!
الجريدة الرسمية