خطط «البيئة» لمكافحة حوادث التلوث ببقع الزيت.. مجهودات لمعرفة أسباب تكرارها.. 5 مراكز على نهر النيل للمواجهة.. رأس غارب الأكثر تضررا.. بصمة الزيت تكشف المتسبب.. وإجراءات قانونية رادعة للشركا
تتكرر حوادث التلوث ببقع الزيت بين كل فترة وأخرى في نهر النيل والبحرين المتوسط والأحمر، وتضع وزارة البيئة بالتنسيق بصفة مستمرة مع وزارة البترول، الخطط لمكافحة هذه الظاهرة بشكل مستمر منعا لتفاقمها وللحد من آثارها السلبية على البيئة والإنسان والكائنات البحرية، حيث إن هذه الظاهرة في حالة عدم السيطرة عليها بشكل سريع تتسبب في تلوث وتدمير البيئة، وذلك بحسب مكان وقوعها فهناك أماكن تكون أكثر حساسية من غيرها وتحتاج إلى التعامل السريع معها في حالة وقوعها، وهو ما يحتاج إلى تطوير طرق وأساليب التعامل مع تلك الظاهرة بشكل مستمر حتى تتم السيطرة عليها.
أسباب التلوث
قال الدكتور أحمد أبو السعود، رئيس جهاز شئون البيئة، إن سبب تكرار حوادث التلوث البيئي ببقع الزيت وخاصة خلال الـ 3 أعوام الماضية يرجع لسببين؛ الأول سبب بشري يتعلق بالإهمال، والثاني يتعلق بقدم خطوط إنتاج ونقل البترول وحاجتها الدائمة للصيانة المستمرة.
وأضاف أن وزارة البيئة تنسق مع وزارة البترول لمعرفة أسباب تكرار وزيادة معدلات تلك الحالات من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتسببين فيها للحد منها، وكذا اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تضمن الحد من الآثار السلبية لمثل هذه الحوادث.
خطورة الظاهرة
وأوضح لـ"فيتو"، أن خطورة تلك الظاهرة تكون على حسب الحساسية البيئية للمنطقة التي تحدث بها، وأن هناك مناطق "هشة" بيئيًا تكون بها أحياء مائية ونباتات وشعب مرجانية تتأثر أكثر من غيرها بتلك الظاهرة، مشيرًا إلى أن بقع الزيت تحجب ضوء الشمس والأكسجين عن تلك الكائنات وتسبب تلوث كيميائي بالمياه، وأن ذلك يؤثر بالسلب فى البيئة البحرية ويدمر حياة الكائنات البحرية والشعب المرجانية.
وأشار إلى أن خطورتها تزداد على نهر النيل لأنها تضر بمياه الشرب، وأنه في حالة حدوثها يتم تأمين محطات مياه الشرب حتى لا تتأثر بالتلوث، مؤكدا أنه كلما زادت مساحة بقعة التلوث بالزيت تكون أصعب في مكافحتها لأنها تحتاج مجهودًا أكبر ومعدات أكبر ووقتًا أطول من غيرها.
5 مراكز لمواجهتها
وأشار "أبو السعود" إلى أنه يوجد عدد غير كافٍ من المراكز المنتشرة التابعة للوزارة لمكافحة هذه الظاهرة، موضحًا أنه يتم في الوقت الحالي التنسيق مع وزارة البترول والمحليات لإنشاء 5 مراكز بحث وإنقاذ على نهر النيل للتدخل السريع مع توفير فرق العمل المدربة لمواجهة هذه الظاهرة، وأن وزارة البترول هي من ستختار أماكنها وستجهزها بالمعدات اللازمة، مؤكدًا أنه توجد في الوقت الحالى مراكز بحث وإنقاذ على البحر الأحمر مزودة بأحدث التقنيات والإمكانيات الحديثة.
كما أضاف أنه يوجد تنسيق بين وزارة البيئة والشركات الكبرى الموجودة على نهر النيل، بحيث يكون لديها معدات خاصة أولية للتعامل مع تلك الحوادث في حالة وقوعها.
فترة السيطرة
وأوضح "أبو السعود" أنه تتم السيطرة على تلك البقع من خلال فترات تتراوح بين يوم ويومين وصولا إلى شهر في حال ما إذا كانت الحادثة كبيرة وبحسب حجم ونوع التلوث البيئي الموجود بالمياه، مشيرًا إلى أن تلوث الشواطئ يأخذ وقتا طويلا ومجهودًا أكبر بكثير من ذلك الذي يحدث في عرض البحر، ولافتًا إلى أن كل منطقة يحدث بها تلوث بالزيت يكون لها دليل إرشادي لدى الوزارة في عمليات المكافحة والتنظيف.
رأس غارب
كما ترى الدكتورة كوثر حفني، رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث البيئية بوزارة البيئة، أن حوادث التلوث البيئي ببقع الزيت تتكرر كل عام بمعدل واحد ولكنها تختلف من مكان لآخر، مشيرة إلى أن منطقة رأس غارب بالغردقة من أكثر المناطق التي تتكرر بها الحوادث لكونها منطقة مستقبلة للملوثات تيبوغرافيا، بحيث أنه مع تأثير الرياح والتيارات المائية يجعل الملوثات تتجمع بتلك المنطقة.
خطط طوارئ
وأضافت أن وزارة البيئة تقوم بالتنسيق مع الهيئة العامة للبترول من أجل القيام بعمليات صيانة دائمة لمعدات شركات البترول وتجديد الخطوط بصفة دائمة حتى لا يحدث أي تسريب بالزيت نتيجة كثرة استهلاك المعدات مع توفير خطط طوارئ كاملة لتلك الشركات، وذلك ضمن خطة الطوارئ القومية لمكافحة التلوث بالزيت التي تعتمد على توفير المعدات في حالة وقوع حادثة من ذلك النوع والتدريب الجيد من خلال عمل تجارب وهمية بصفة دورية لمعرفة كيفية التعامل معها.
3 مستويات للمواجهة
وأكدت رئيس الإدارة المركزية للأزمات والكوارث البيئية بوزارة البيئة، أنه توجد خطة وطنية لوزارة البيئة لمواجهة حوادث التلوث البحري بالزيت، وأن كل شركة من شركات البترول لديها خطة مصغرة تكون على نفس نمط تلك الخطة من خلال وجود خطط للاستعداد والاستجابة والمواجهة وتوفير فرق العمل والمعدات لمواجهة تلك الحوادث.
وأوضحت أن ذلك يتم من خلال 3 مستويات؛ الأول يكون على مستوى الشركة بحيث تكون مستعدة لها بمعداتها، والمستوى الثاني يكون بتدخل من وزارة البيئة التي لها مراكز منتشرة على مستوى الجمهورية، والمستوى الثالث يتعلق بالخطة القومية الشاملة لمواجهة هذا التلوث، مؤكدة أن ذلك كله يتم بالتنسيق مع وزارة البترول والقوات البحرية وقطاع النقل البحري وهيئة السلامة البحرية.
جهاز بصمة الزيت
وأشارت إلى وجود مراكز كبيرة منتشرة على مستوى الجمهورية لمكافحة هذا التلوث من أجل سرعة احتواء الحادث والسيطرة عليه بإزالة الزيت من المياه، لافتة إلى أنه يتم التعرف على الجهة الملوثة للمياه بالزيت من خلال أجهزة بصمة الزيت التي تمتلكها وزارة البيئة، والتي تتعرف على نوع الزيت من خلال بصمته، حيث إن كل نوع من أنواع الزيت له بصمة خاصة به، وذلك من خلال أخذ عينات من الزيت وإجراء التحاليل عليها لمعرفة الشركة المتسببة فيها.
الإجراءات القانونية
وأضافت أنه يتم بعد ذلك اتخاذ عدد من الإجراءات القانونية حيال تلك الشركات المتسببة في التلوث حسبما ينص عليه قانون البيئة، وذلك من خلال الحصول على تعويضات بيئية لحجم الضرر لإعادة تأهيل المكان الذي حدث به التلوث مرة أخرى، وفرض الغرامات خاصة في حالات عدم الإبلاغ عن وقوع تلك الحوادث، وعمل القضايا تجاه تلك الشركات، مؤكدة أن هذه الإجراءات تكون رادعة بدليل أن لكل شركة خطط طوارئ لمكافحة التلوث بالزيت من خلال فريق عمل ومعدات خاصة بكل شركة.