رئيس التحرير
عصام كامل

ظاهرة مؤمن سليمان أبو 5 سنين زمالك!


هناك فارق كبير بين توقع عدم استمرار مدرب مع الزمالك لفترة طويلة أو حتى موسم كامل وبين الأمنيات بأن يتم ترك الفرصة كاملة لمدرب بعينه مهما كانت النتائج.. فالمتابع للزمالك طوال العامين الماضيين يعلم جيدا بأن تغيير المدربين في أي وقت وتحت أي ظروف ومبررات هو شيء عادي جدا ولذلك عندما يأتي مدرب اسمه مؤمن سليمان يقود الفريق في مرحلة هامة للغاية ويحصل على كأس مصر ويصل بالفريق إلى نهائي بطولة أفريقيا فمن المؤكد أنك تتمنى استمراره مع الفريق لأطول فترة ممكنة.


ويجب أن نؤكد بأن مؤمن سليمان هو من اكتشاف رئيس الزمالك.. هذه حقيقة.. والفرصة التي أتيحت له كثيرون يتمنوها بل وينتظرونها بشغف.. وما حققه مؤمن سليمان من نتائج مبهرة خلال فترة قصيرة للغاية مع الزمالك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون نابعا من عبقرية تدريبية فقط ولكن يبدو أن هذا الشخص – الذي لا أعرفه – يوجد بينه وبين ربه عمار.

مؤمن سليمان لم يلعب للزمالك سوى 5 مواسم فقط من 94 إلى 99 وحصل مع الفريق على 3 بطولات وعمره التدريبي 10 سنوات فقط بدأت عام 2007 كمدرب عام مع الكابتن طارق يحيي في المصرية للاتصالات وانتهت في الموسم الماضي مع الأسيوطي ووصل معه للمباراة الفاصلة للصعود للممتاز.. ومن المؤكد أن هذا العمر التدريبي القصير لا يؤهل نظريا لقيادة فريق كبير اسمه الزمالك ولكن لما لا.. فقد تحقق ما لم يكن متوقعا وأصبح مؤمن سليمان على مقربة من دخول التاريخ من أوسع الأبواب في حالة الفوز بكأس أفريقيا.

أتمنى أن يستمر مؤمن سليمان مع الزمالك حتى نهاية الموسم مهما كانت النتائج.. ليس لأنه يوفر ما يقرب من مليون جنيه شهريا لخزينة النادي التي تم إنهاكها بالكثير من المدربين الأجانب طوال الفترة الماضية.. وليس لأنه أفضل مدرب زملكاوي.. ولكن لقناعتي التامة بأن التجربة لابد أن تستكمل حتى نهايتها خاصة وأن الفريق يضم لاعبين على أعلى مستوى من الممكن أن يساعدوا أي مدرب على النجاح.

ورغم أمنياتي باستكمال مؤمن سليمان التجربة حتى نهايتها إلا أنني أخشى عليه من شيئين مهمين للغاية.. الأول هو الإعلام.. فلابد أن يسير على نفس الدرب ويبتعد عن الإعلام ولا يظهر كثيرا ولا يحرص أن يشكل لوبي إعلامي مثل مدربين كثيرين.. والثاني يتعلق في الأشخاص الذين من الممكن أن يشعروا بالغيرة منه سواء من المدربين من داخل النادي أو حتى المسئولين وستكون المشكلة الأكبر هي الغيرة من النجومية الأكبر والارتباط بالجماهير الزملكاوية بشكل أكبر مع مرور الوقت.. هنا ستكون المشكلة الأكبر خاصة في ظل وجود أشخاص داخل النادي عقدتهم في الحياة هو أن يكون منافسا لنجوميتهم بحكم أن "الأنا" وصلت لمرحلة متقدمة للغاية من الورم!.

مؤمن سليمان دخل قلوب الزملكاوية وغير الزملكاوية بسرعة بسبب أدبه وأخلاقه واجتهاده قبل مواهبه التدريبية.. أتمنى له المزيد من التفوق والتميز لأنه ما زال لم يلوث ويستحق.. فـلكل مجتهد نصيب !

الجريدة الرسمية