الأسلحة الجديدة لانتصار مصر
يهل هذا الشهر وتتجلى معه ذكريات حرب 6 أكتوبر، التي تمثل صفحة مجيدة في سجل عظمة الجيش المصري، وانتصاراته وتضحياته من أجل الوطن.. ومن حق كل مصري أن يفخـــر بجيشه، ويستمد من عبق الانتصارات والتضحيات ما يساعده على الثقة في أن مصر بخير وستظل شامخة بعطاء أبنائها.
لن تسقط مصر ولن تهتــز في ظل نسيج المجتمع المصري الفريد بتماسكه مهما حدث.. والتاريخ مليء بالمواقف والأحداث الجسام التي مرت على مصر وظلت رغم كل شيء صامدة.
وملحمة نصر السادس من أكتوبر لم تأخذ حقها كما ينبغي، رغم مرور أكثر من أربعة عقود.. ويتم الاحتفال بها سنويًا بطريقة باهتة وروتينية، فلم يفكر أحد في إنتاج عمل سينمائي ضخم يليق بالانتصار العظيم.. ولا وجود لمبرر نقص الإمكانيات في ظل المليارات التي يتم ضخها الآن، للاستحواذ على الفضائيات والجرائد والمواقع الإلكترونية، لفرض إعلام أحادي الاتجاه لا ينطق إلا بالبيانات والتصريحات الرسمية، وفي هذا النوع من الإعلام خطر جسيم على وطننا الذي نسعى لاستقراره ونهوضه.. لكن من قال إن ذلك يتحقق دون حرية حقيقية تفسح المجال أمام تعدد الآراء.
نصر أكتوبر العظيم يستحق منا جميعًا أكثر مما هو تقليدي، من كلمات واحتفالات وأغنيات نرددها كل عام.. فهذا الحدث المجيد في تاريخ المصريين والعرب غير وجه المنطقة، وأنقذ أجيالا كانت تعاني مرارة الانكسار.. وأذكر كلمات اللواء عبد العزيز قابيل -أحد قادة حرب أكتوبر ووالد طارق قابيل وزير الصناعة الحالي- حيث كان يردد أنه كلما هل عليه شهر يونيو يشعر بمرارة النكسة، ويظل مكتئبًا لفترة طويلة حتى تحقق العبور، فتحولت 5 يونيو لمجرد لمحة خاطفة تمحوها سريعًا حلاوة النصر والشعور بالفخر.
وإذا كنا نواجه الآن أخطارًا وتحديات فإن الشعب المصري حتمًا سيتجاوز الصعاب بفضل إرادته وتماسكه، وقادر على تحقيق نصر جديد في معاركه العديدة، وأهمها الحرب على الفساد والتي تحتاج لأسلحة الحرية والشفافية والعدالة الاجتماعية، فهي الأسلحة الوحيدة التي تضمن لأي أمة أن تنتصر وتنهض.