رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم.. حجر الزاوية


قد تحدثت في سلسلة سابقة من المقالات عن التعليم وقيم المجتمع، والتعليم والثقافة، والتعليم ومهارات التفكير، واليوم أحدثك عزيزى القارئ عن التعليم الذي يمثل حجر الزاوية في أي مجتمع وهو الذي يحدد الشكل الاقتصادى والثقافى والسياسي للمجتمع؛ فالتعليم في ظل عصر الكوكبة وعصر التكنولوجيا الآن يجب أن يكون تعليمًا دائمًا؛ فلا يقتصر التعليم على الاكتفاء بالشهادة التي يحصل عليها الطالب عندما يتخرج من الجامعة بل يكون هناك برامج للتعليم الدائم تواكب التطور الهائل فسرعة العصر الآن تفوق كل التوقعات والنظريات ولا تكتفى بحد معين في التعليم.


ويجب الانتباه والإدراك بأن التعليم قاطرة التنمية والتقدم؛ فالتعليم مُحرّك حيوي لمختلف الأعمال، فصار ضرورةً لتنمية الاقتصاد والحياة بمختلف مساراتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والحيويّة، فما التقدّم التكنولوجي الاقتصادي إلّا نتاج العلم والتعليم، فكلّ الدول التي أصبح معروفًا عنها أنّها (دول متقدمة) هي بالضرورة دول تهتمّ بالتعليم، وإنّ تقدّمها ما هو إلّا نتاج الاهتمام بالتعليم.

والمجتمعات التي اهتمت بالتعليم والعلم والتعلم هي الناجحة والمزدهرة وهي من أكثر المجتمعات قوةً وهيمنةً في هذا العالم، وحتى يكوّن المجتمع قويّا ومتطورًا لا بدّ له من أن يقوم على عدّة مقوّمات أبرزها العلم، فبدون العلم لما قامت المجتمعات البشرية وتطوّرت وازدهرت ووصلت إلى ما هي عليه في وقتنا الحالى.

ولذا يجب أن نتبع في إصلاح العملية التعليمية برامج للتفكير العلمى وربط هذه البرامج باقتصاد السوق؛ أي ربط ما يتعلمه الطالب بسوق العمل، ولننظر نظرة شاملة سويّا عزيزى القارى، بل ولننظر نظرة موضوعية عزيزى المسئول عن العملية التعليمية سواء على المستوى ما قبل الجامعى أو على المستوى الجامعى، ولنرصد معا عدد الكليات على مستوى مصر والتي بها تخصصات لا تخاطب ولا ترتبط اطلاقًا بما يحدث في سوق العمل، بل بعيدة كل البعد عن أرض الواقع وأتساءل لمن يهمه الأمر لماذا لا يحدث تطوير بالتخصصات الموجودة في داخل كليات متعددة على مستوى مصر؟ لماذا لا تقدم هذه الكليات برامج تنمية مهارات الخريج ليرتبط بسوق العمل ويساهم في التنمية الاقتصادية؟ والتي بدورها ترفع من شأن المجتمع.

ولا أبالغ حينما أقول أن التعليم في جميع مراحله ما زال يعتمد على التلقين دون الفهم وعلى القوالب التي كانت مستخدمة منذ عهد أجددنا، فإنك تجد عزيزى القارئ خريجى الكليات النظرية بعد تخرجهم يعملون في مهن غير تخصصاتهم التي حصلوا عليها من الجامعة، بل هناك بعض خريجى الكليات العملية أيضا يعملون في غير تخصصاتهم، ألا ينتبه وزير التعليم العالى إلى ذلك فكل يوم نقرأ عن اجتماعات وزارة التعليم العالى، وعن اعتماد بعض الكليات للجودة والناتج كما هو خريج يحمل شهادة ولا يجد فرصة عمل ولايستطيع أيضا أن يكتب براجراف سليم في اللغة العربية من حيث الصياغة اللغوية، ولا يجيد بعض اللغات الأجنبية والتي يتطلبها سوق العمل بل يبدأ الخريج في رحلة أخرى لتنمية مهاراته في اللغة ودورات متقدمة في الحاسب الآلى..

بل نجد الثقافة العامة عند معظم الخريجين ضحلة جدًا، وأنا لا ألوم الطلاب فبحُكم عملى كأستاذة جامعية أدرك أن الخطأ في المنظومة وليس في الطالب، فلننظر نظرة جادة إلى طلابنا وشبابنا والذين هم كوادر المستقبل والذي يجب إعدداهم واستثمارهم كحجر زاوية، من أجل بناء وطن...وللحديث بقية عن مشروع إصلاح التعليم.

الجريدة الرسمية