رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. النصب باسم العلاج من فيروس C على أهالي الشرقية

فيتو

أمام أحلام الثراء السريع ينتهج النصابون حيلًا عديدة للحصول على أموال بأي طريقة، حتى لو كانت المتاجرة بأحلام البسطاء والمرضى.

وقد شهدت محافظة الشرقية ظهور سيدة تدَّعي أنها طبيبة، والغريب أنها انتهجت حيلًا لاصطياد الزبائن من القرى والنجوع، حيث توهمهم بإصابتهم بمرض فيروس سي الوبائي عن طريق استخراج تحاليل مزورة لهم بهدف جمع أكبر قدر من المال واستغلال حاجتهم للعلاج، وبالفعل نجحت في استغلال العشرات من الضحايا.


انتقلت «فيتو» لمنزل أحد الضحايا ليروي لنا تفاصيل الواقعة، وقال محمود بركات، 29 عامًا، متزوج ولديه بنت وولد، ومقيم بقرية بني جراي التابعة لمركز أبو حماد، إنه في يوم 5 أغسطس الماضي نادى الأشخاص عبر "سمَّاعة" مسجد القرية على الأهالي أن هناك طبيبة بالقرية لإجراء تحاليل دم ضمن قافلة طبية نظمتها إحدى الجمعيات الشهيرة، وقمنا بالفعل أنا والعديد من المواطنين بإجراء تحاليل.

وأضاف محمود: "فوجئت باتصال تليفوني بها تخبرني أني مصاب بفيروس سي، وتطلب مني الذهاب للمعمل الخاص بها بمدينة بلبيس علشان تكملة بقية الإجراءات، وبالفعل، ذهبت أنا وأشخاص آخرين بالقرية، وأخدت مننا عينة دم أخرى، وتم إجراء تحليل بي سي آر (PCR) تكلف مبلغًا قدره 500 جنيه".

وذكر أن "الطبيبة طلبت منا أن نجهز أنفسنا بعد ثلاثة أيام للذهاب إلى جمعية مرضى الكبد المنوفية، وبالفعل أحضرت سيارة مينى باص على حسابنا الخاص، وتسلمت مننا 500 جنيه أخرى، وطلبت أن نخبر الدكتور هناك أننا مصابون بالمرض منذ سنة، على الرغم من أننا لم نعلم به إلا من خمسة أيام فقط، وعندنا سألنا الطبيب عن عمرنا ومدة ظهور المرض أجبناه كما طلبت منا، وعلى هذا الأساس حدد لنا العلاج المستخدم طبقًا للتحاليل المزيفة التي أجرتها الطبيبة لنا".

واستكمل محمود: في اليوم التالي طلبت مننا 50 جنيهًا مقابل مصاريف وإجراء رسم قلب واشعة تليفزيونية على الكبد، وتسلمت منا الأشعات، ثم طلبت مننا المجيء للمعمل لتسلم العلاج، وهو عبارة عن سوفالدي، وعند تناولي العلاج أصابني صداع شديد لمدة 24 ساعة وتشنج عصبي ومكنتش طايق نفسي ولا طايق أي مخلوق، وكنت على وشك الانفصال عن زوجتي، ولا كنت عارف أروح شغلي، وحياتي اتحولت لجحيم".

واستطرد محمود قائلًا: "انتابني الشك في اليوم الخامس للعلاج، فذهبت لأحد المعامل الخاصة بمركز أبو حماد، وكانت المفاجأة أن التحاليل أثبتت عدم إصابتي بفيروس سي، فقلت للطبيب مستغربًا ازاي معنديش فيرس؟! فأجابني هو انت ناوي تسافر وللا إيه يا محمود؟ ثم قال لي بالنص: "إوعى تكون الست بتاعة بلبيس نصبت عليك انت كمان، فقلت له ست مين؟ "قال دي واحدة بتنصب على الناس وبتوهمهم إنهم مصابين بفيروس سي وتجمع منهم مبالغ مالية بداعي التحاليل وعلاجهم"، مضيفًا أنه ذهبت لمعمل تحاليل آخر "وكانت النتيجة أنني غير مصاب وحالة الكبد جيدة".

وتابع محمود، أنه بعد التأكد من عدم إصابته بالمرض اتجه لطبيب تخصص باطنة للاستفسار عن أعراض سوفالدي الذي تناوله لعدة أيام للاطمئنان على الكبد، فقال لي الطبيب المختص إن العلاج سيؤثر في إنزيمات الكبد فقط في المستقبل.

وقال محمود: "لم يخطر في بالي إلا أن أحصل على حقوقي كاملة من هذه الطبيبة، فقمت بالاتصال بها أكثر من مرة لكنها لم ترد علي، فاضطررت للذهاب إلى معملها الخاص وإخبارها بما حدث، فكان ردها: ما شاء الله، الحمد الله أن العلاج جاب نتيجة وربنا شفاك، فهددتها بفضح أمرها، فبدأت تساومني وتعتذر".

وأوضح "محمود" أن الطبيبة كانت تقوم بصرف العلاج من مركز الكبد بالمنوفية التابع لصندوق تحيا مصر للمرضى، والذي يصرف مجانًا للمرضى طوال فترة العلاج باعتبارها الوسيطة، ثم إخبارهم بعد الشهر الثاني أن المركز غير متوافر به العلاج حاليًا، وتعطيهم عنوان صيدلية يمتلكها أحد معارفها، ويتم شراء العلاج منه بمبلغ قيمته ما بين 200 إلى 300 جنيه رغم أن الجرعة تكلف الدولة 3800 جنيه، حيث يتأكد عقب شرائه أن الأدوية مكتوب عليها "مجانية من صندوق تحيا مصر" بما يثبت أنها تبيع العلاج للصيدلية بالاتفاق فيما بينهما، ويتقاسمان المبالغ المالية.

وطالب "محمود" وزير الصحة والجهات المعنية الأخرى بالتدخل العاجل والتحقيق مع الطبيبة واتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدها وتشميع معملها خوفًا على صحة المواطنين وتعرضهم لفخ النصب والاحتيال.
الجريدة الرسمية