رئيس التحرير
عصام كامل

حصار المدينة فشل للتليفزيون الرسمى


مدينة الإنتاج الإعلامى، التى أقامها النظام السابق الفاسد فى منطقة كانت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، فحولتها إلى قطعة من الجنة وكانت سببا فى جعل مدينة 6 أكتوبر من أهم المدن الجديدة وأحيتها من العدم.


مدينة الإنتاج الإعلامى، التى أنشأها النظام الفاسد السابق، أصبحت منبرا للحرية وكانت أول مدينة للإنتاج الإعلامى والدرامى فى منطقة الشرق الأوسط، وأُطلق عليها بحق أنها هوليوود الشرق.

مدينة الإنتاج الإعلامى، التى أنشأها النظام الفاسد، وفرت الكثير من فرص العمل وفتحت أبواب الرزق لعشرات الآلاف من الأسر المصرية، وجذبت إلى مصر استثمارات بالمليارات.

مدينة الإنتاج الإعلامى التى أنشأها النظام الفاسد السابق كانت سببا فى خلعه من الحكم بسبب مساحة الحرية التى منحها هو لبعض القنوات الخاصة، بعد الثورة كان يجب استغلال هذه المدينة لجذب مزيد من الاستثمارات والاستفادة والبناء على إيجابياتها ومعالجة سلبياتها المتعلقة بالإنتاج الدرامى، ولكننا فوجئنا بدعوات متكررة لحصارها والاعتداء على إعلامييها وضيوفها، بحجة أن هناك بعض القنوات تقدم إعلاما منحازا يريد إسقاط الرئيس.

إذا كانت عدة قنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة تؤثر فى المواطنين إلى هذا الحد، فهذا يعتبر فشلا ذريعا للإعلام الرسمى الذى يمتلك أكثر من 90% من القنوات التليفزيونية والإذاعية والصحف فى مصر، إذا كانت مئات القنوات الدينية وغيرها فى مدينة الإنتاج الإعلامى التى تعبر عن تيار الإسلام السياسى لا تستطيع أن تجذب المشاهدين وتقارع القنوات الأخرى بالحجة والمنطق فهذا معناه أنها فاقدة للمصداقية، والحصار سوف يكون له نتائجه العكسية داخليا وخارجيا، حصار مدينة الإنتاج الإعلامى يذكرنى بالطالب الفاشل فبدلا من أن يجتهد لكى ينجح فإنه يجتهد لكى يُفشل زميله الناجح.

الإعلام هو مرآة المجتمع، إذا لم يكن صادقا لن يستمر طويلا، والنظام السياسى الذى يخاف من أن تسقطه قناة أو برنامج هو إذن نظام هش، بعد الثورة مباشرة حدثت انتكاسة للإعلام الرسمى (صحافة- إذاعة- تليفزيون) لأنه كان فى نظر المواطن إعلاما للحاكم فقط، ولكن سرعان ما تعافى حينما حاول أن يكون إعلاما للشعب واستطاع أن ينال ثقة المواطن وسحب البساط من القنوات والصحف الخاصة وارتفاع نسبة مبيعات الصحف القومية ومشاهدة التليفزيون الرسمى فى هذا التوقيت كانت خير دليل على ذلك، ولكن من الواضح أن الإعلام الرسمى يعود إلى سيرته الأولى للحاكم وليس للمحكومين، وهذا تؤكده أيضا الآن نسبة مبيعات الصحف القومية وحجم المشاهدة والإعلانات فى التليفزيون الرسمى مقارنة بالصحف والقنوات الخاصة.. إلى من يهمه الأمر.

المشكلة ليست فى ست قنوات ( دريم–الحياة-أون تى فى-سى بى سى-النهار-القاهرة والناس) استطاعت أن تستحوذ على اهتمام المواطنين ولكن المشكلة فى مئات القنوات التى لا تستطيع جذب المشاهدين وسحبهم من قنوات الفتنة والإثارة - كما تدعون، كما أن المشكلة الأكبر فى الإعلام الإلكترونى الذى لن يستطيع أى إرهاب حصاره أو منعه من الانتشار والتأثير فى الناس، الإعلام عبر الإنترنت جمهوره أهم وأكبر من جمهور القنوات والصحف وهم فئة الشباب الذين قاموا بثورة يناير.. النخبة الحقيقية فى المجتمع المصرى.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية