رئيس التحرير
عصام كامل

«السويدي» رئيسا لائتلاف دعم مصر.. في انتظار اللحظة الفارقة « تقرير»

 النائب محمد زكي
النائب محمد زكي السويدي

في لحظة صامتة من الزمن، صعد فجأة النائب محمد زكي السويدي، ليتربع على عرش «دعم مصر»، متجاوزًا بذلك اللواء سعد الجمال، الرئيس الحالي للائتلاف، والذي رفض إعطاء إجابة شافية لأحد البرامج التليفزيونية حول سر عدم ترشيح نفسه مرة أخرى لرئاسة ائتلاف الأغلبية تحت القبة، مع أنه كان أهم الوجوه المبشرة بجنة "كبير أغلبية مجلس النواب".


رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات، ورئيس لجنة الصناعة في برلمان ثورة 30 يونيو.. بهذه الخبرات حصل المهندس محمد زكي السويدي على رئاسة «دعم مصر» بالتزكية، دون أن يُعرف له تاريخ سياسي واضح، أكثر من كونه رجل صناعة مخضرمًا، أما السياسة فلا ناقة له فيها ولا جمل.

وربما يكون اختياره بهذه الطريقة دون زخم أو تكلف في إظهار ائتلاف الأغلبية في عرس ديمقراطي، ولو حتى من باب "جبر الخواطر السياسية" رغبة سيادية في عدم إضاعة الوقت، وتنفيذًا واقعيًا لتوجه الدولة نحو فك الحصار عن الصناعة، ووضع خطط للنهوض بها عبر منح "السويدي" صلاحيات التشريع والمراقبة والمحاسبة برلمانيًا، بما يخفف على السلطة بجميع درجاتها وأشكالها، عناء المواجهة مع أزمات طاحنة، ويحقق في نفس الوقت مصالح البلاد التي تعيش أزمة خانقة على كل المستويات، وفي القلب منها "الصناعة".

اسُتهلك "السويدي" إعلاميًا خلال الفترات الماضية، وفي كل مرة تحدث فيها لم يتعرض لما دون القضايا الاقتصادية البحتة، ربما لم يكن في حسبان الرجل تصدر صفوف ائتلاف الأغلبية، وبالتالي لم يعرض تصوراته السياسية التي توارت عن لقاءاته الإعلامية، وخاصة الشائك منها ومحل الجدل مثل تبعية «تيران وصنافير» للدولة المصرية، فضلًا عن القوانين المشتعلة والمتوقع إثارتها في دور الانعقاد الثاني مثل قانون التظاهر، والعدالة الانتقالية.

لا تتوقع صدامًا مع الحكومة في أغلب الملفات وخاصة الشائك منها.. تصورات قالها مصدر قريب الصلة من موقع الأحداث رفض ذكر اسمه، مؤكدًا أن اختيار "السويدي" يهدف لمساعدة الحكومة في أداء عملها وليس العكس، وهذا ما يفسر تصعيده المفاجئ الذي لم يكن في الحسبان، لاسيما أن اللواء سعد الجمال نجح في ترك حضور مميز، وملأ فراغ مهندس تشكيل الائتلاف الراحل سامح سيف اليزل، مؤكدًا أن الدولة ترى أن المرحلة الراهنة تحتاج لخبراء تكنوقراط ليس لديهم توجهات سياسية معارضة، تعطل مشاريعها وأهدافها الكلية في جدل لن يكلفها إلا إهدار مزيد من الوقت.

وأكد المصدر أن الملفات السياسية، وخاصة تلك التي تنتظر معركة حامية الوطيس عند نظرها في البرلمان، وعلى رأسها تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» لمصر، لن يكون فيها لـ"السويدي" أدنى حضور، وسيتبع سياسة الائتلاف القائمة في مسك العصا من المنتصف، وانتظار الجولة للنهاية، دون أن يتورط فيها أو يشارك في حلها.
الجريدة الرسمية