مجلس حكماء المسلمين جامع شمل الأمة العربية.. يطلق قوافل لجميع أنحاء العالم لتصحيح صورة الإسلام.. يتصدى لمحاولات تقسيم المنطقة.. يعقد اجتماعات عاجلة حال وجود خطر.. وينظم مؤتمرا دوليا عن السلام في يناير
في 19 من يوليو عام 2014 تم تدشين مجلس حكماء المسلمين، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم والأمن في المجتمعات المسلمة، وكبار العلماء من جميع أنحاء العالم بتخصصات مختلفة.
هدف المجلس
ويهدف المجلس إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطراب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصِّراع والانقسام والتشرذُم.
ويعتبر المجلس الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرًا له، أول كيان مؤسسي يهدف إلى توحيد الجهود في لم شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها، وتهدد القيم الإنسانية، ومبادئ الإسلام السمحة، وتشيع شرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود.
ويعقد المجلس اجتماعاته في العواصم المختلفة للدول العربية، والتي كان آخرها في العاصمة البحرينية المنامة، بحضور الملك حمد بن عيسى وجميع الأعضاء.
ويسعى المجلس للتصدي لأي محاولات تقسيم الأمة العربية، ومواجهة الفتن الطائفية التي تحدث بمنطقة الشرق الأوسط، من خلال مجموعة من التوصيات يضعها جميع الأعضاء، ويتم وضعها أمام قادة الدول العربية.
قوافل السلام
وأطلق مجلس حكماء المسلمين، قوافل السلام وهي مجموعات علمية أزهرية متخصصة في الشريعة الإسلامية وعلومها، يتحدثون لغة الدولة التي سيقومون بزيارتها، وتقوم بتنظيم أنشطة علمية وفكرية مكثفة، تشتمل على ندوات دينية ولقاءات فكرية ومحاضرات علمية في عدد من المؤسسات الدينية والأكاديمية؛ تهدف كلها لتصحيح المفاهيم، وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثيرٍ من المجتمعات المسلمة؛ وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف.
واستهلت قوافل السلام أولى جولاتها بزيارة فرنسا ونيجيريا وإسبانيا وألمانيا، والتقت أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسى في حضور مجموعة من رجال الإعلام والثقافة الفرنسيين، بالإضافة إلى عقد جلسة للحوار مع عمداء الجامعة الكاثوليكية؛ لمناقشة أهمية نشر ثقافة السلام في المقررات الدراسية، وإدخال مقررات عن الثقافة الإسلامية وحوار الأديان إلى قائمة المناهج التي تدرس بكليات الجامعة.
وزارت قوافل السلام العاصمة النيجيرية أبوجا وعددا من المدن هي وكادونا وكانو، من أجل توصيل رسالة الإسلام السمحة وتعزيز دور مجلس حكماء المسلمين في نشر ثقافة السلام والتسامح لدى الشعب النيجيري، الذي عانى طويلًا من ويلات التطرف والإرهاب.
وزارت القوافل المسجد الكبير بأبوجا، وتم عقد لقاءات مع مستشاري الرئيس النيجيري للشئون الدينية، ولقاءات بعدد من الأئمة بأبوجا وعقد حوارات مفتوحة معهم.
ومن المقرر أن تواصل قوافل السلام، جولاتها خلال الفترة المقبلة، بعدد من دول العالم لمواجهة الفكر المتطرف.
عقد اجتماعات
ويحرص مجلس حكماء المسلمين على عقد اجتماعات عاجلة لجميع الأعضاء، حال حدوث أي خطر يحدق بالأمة العربية، للتحذير من عواقبه، ووضع توصيات للحد من تلك المخاطر.
وعقد مجلس الحكماء الاجتماع الثامن له ، بالعاصمة البحرينية المنامة بحضور الملك حمد بن عيسى.
وناشد أعضاء المجلس الشعوب العربية والإسلامية بجميع طوائفهم ومكوِّناتهم للعمل من أجل وحدة الصف الوطني؛ لتفويت الفرصة على من يحاولون زرع بذور الطائفية وتفتيت النسيج الوطني الواحد تحقيقًا لأهداف سياسية ماكرة.
ودعا المجلس علماء الأمة في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخها، وفي ظل ما تشهده مناطق مختلفة من العالمين العربي والإسلامي من تحديات جسام، إلى تكثيف الجهود من أجل العمل على نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك ونبذ الكراهية والحقد والفُرقة والشقاق، من أجل النهوض بالأمة والخروجِ بها من هذا النفق المظلم إلى بر الأمان.
دعوة للتكاتف
ودعا مجلس حكماء المسلمين كافة علماء الأمة ومثقفيها إلى التكاتف والوقوف صفًّا واحدًا ضد كل ما مِن شأنه تقسيم المسلمين، أو إقصاء فريق منهم، أو إعطاء الفرصة للمتربصين بوحدة المسلمين للنيل منهم، فالمستفيد من ذلك فقط هم أعداء الأمة والدين الذين يريدون تقسيم أمة الإسلام إلى كِيانات وفِرقٍ متناحرة حتى تضعف كلمتها ويكون بأسها بينها شديد، وهو ما يحذر منه مجلس الحكماء داعيًا إلى ضرورة أن يكون لدى علماء الأمة ومثقفيها وعي بهذه المخططات اللئيمة.
وأعلن مجلس حكماء المسلمين انطلاق الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في سويسرا؛ لتأسيس حوار متوازن هادف يقوم على الاحترام المتبادل وقبول الآخر، بعد نجاح الجولتين الأولى والثانية من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، والتي تم عقدها في مدينتي فلورنسا وباريس.
وأكد المجلس أنه يستعد لعقد مؤتمر عالمي عن السلام والتعايش المشترك، وذلك بحضور جميع ممثِّلي الكنائس الشرقية خلال شهر يناير المقبل، تستضيفه القاهرة، في إطار الجهود الحثيثة التي يقودها لنشر ثقافة الحوار ونشر السلام في كافة ربوع العالم، وفي إطار إدراكه لأهمية ودور القيادات الدينية في هذا المجال.