تحية لكوافير (هيلارى)..اللعنة على حلاَّق(ترامب)!
كانت المُناظرة الرئاسية بين مُرشحى سُكنى البيت الأبيض الجديدين والمنوط بالفائز منهما قيادة العالم تستحق ـ تلك المُناظرة ـ المُتابعة مهما تكلَّف المرء من عناء، حتى ولو كان مُضطرًا للسهر حتى وِش الصُبح، وبما أننى لم أتجشَّم عناء السهر حتى وِش الصبح، لأنى مش بنام غير الصُبح أصلًا، فقد استبدلت بذلك العناء عناءً آخرًا وهو التضحية بمُشاهدة الفيلم الكوميدى مُطاردة غرامية، الذي كان يُذاع على إحدى القنوات الأخرى في ذات التوقيت!
في كُل الأحوال لم يفُتنا كثيرًا من الضحك بعدما فرَّطنا طوعًا في الفيلم؛ كانت المُناظرة مُضحكة أكثر فمُرشحا قيادة العالم نحو مصير أنيل وأكثر سوادًا لا سيما بعدما تحوَّلت بلادهما لقطب أوحد على سطح الكوكب يتبادلان الرَدح غير الرئاسى، فالردح الرئاسى هو ردح ديبلوماسي يعتمد على كلام يبدو مُهذبًا لكنه جارح في مضمونه، أما أخونا (ترامب) والبعيدة (هيلارى) التي لا يُمكن وصفها بأنها أختنا منعًا للشبهات، فقد تبادلا الردح على طريقة (أهمد يا أومار) اللى هي (أحمد يا عمر) لكن بالأمريكانى!
قال لها إنها خيبة وبتغرق في شِبر ميَّة، وإن فضيحة الإيميلات بتاعتها كشفت جهلها وتآمُرها، بالإضافة لإهدارها هي وحزبها-شبيه الحزب الوطنى في مصر قبل الثورة والحُرية والعدالة بعدها-للمال العام ولحقوق المواطن الأمريكى وفشلهم في القضاء على الإرهاب، وبعدما ضربت كفيها ببعضهما البعض وقالت له (أهمد يا أومار) طالبته بأن يدفع الفلوس اللى عليه للخزينة الأمريكية بصفته مُتهربًا من الضرائب ومن سداد مُستحقات السبَّاكين والكهربائية، والست اللى بتمسح السلم، ولو كانت (هيلارى) بمهارة أحد المشاهير عندنا لطلَّعت له السيديهات وكشفت المستور، مؤكدة أنه ركب تاكسى من نيويورك لمانهاتن ومدفعش البونديرة، أو أنه سارق وصلة كهربا من عامود النور علشان ينوَّر بيها مكتبه!
لولا الملامة لاتهمته (هيلارى) بأنه كان الفاعل الأصلى في فضيحة (مونيكا لوينسكى) الشهيرة، وأن زوجها (بيل كلينتون) الرئيس الأمريكى السابق كان بريئًا مسكينًا مالوش في الكلام ده، حاكم لو كان لُه في هذا الكلام لما تفرَّغت المدام للسياسة والجرى بطول العالم وعرضه، أكيد كانت هتقعد في البيت الأبيض تستناه وهو راجع، تطبُخ له لُقمة، تلبس له هِدمة، تجهِّز له الحمام أو تنقع له رجليه في ميَّة بملح!
ولولا هذه الملامة المُشار إليها لكان ردَّ (دونالد ترامب) بعد (أهماد يا أومار) و(تو يسس ماى آيز) التي ترجمتها (نعمين يا عينيا) أنه راجل لا يعيبه مثل سائر الرجال إلا جيبه، ومادام الجيب مليان وعمران بالدولارات فالأمر مُنتهى ، كونه قادرًا على شراء عائلات (كلينتون) في طول الولايات وعرضها، لكن اللافت للنظر أن جميع القنوات الإخبارية التي اهتمت بتحليل المُناظرة، لم تتطرَّق لنقطة غاية في الأهمية وهى شَعر كُل مُرشَّح على الرغم من أن شعر المُرشَّحة والمُرشَّح يُمثِّل أهمية بالغة بالنسبة للناخب والمُتابع ولاعن سلسفيل الثنائى على حدٍ سواء!
ففى الوقت الذي تألقت فيه (هيلارى كلينتون) بشعرها الأشقر الناعم اللامع وتسريحته الرقيقة التي جعلتها تبدو أصغر من عُمرها بأكثر من ثلاثين عامًا فبدت كحورية جميلة في الخامسة والسبعين فحسب، فقد جانب التوفيق (ترامب) في تسريحة شعره التي تحتاج إلى وِنش بلدية كنتاكى لتصحيح مساره إن استطاع، وإن لم يستطع فالقنبلة الذرية موجودة، وأرجوك تلاحظ معى أن مُعظم رؤساء أمريكا ـ بعيدًا عن الموكوس الحالى ـ كان شعرهم عنوانا مُهما لشخصياتهم، وبالتالى مظهر ومضمون بلادهم؛ (كيندى)، (كارتر)، (ريجان)، (جورج بوش) صاحب مشروع توريث ابنه الذي أضاف حرف (دبليو) لاسمه على سبيل التمويه، (كلينتون) زوج الست، كُلهم كان شعرهم كويس ومقبولا، وستكون الأكادة أن تسقُط الولايات المُتحدة بجلالة قدرها في فَخ واحد بهذا الشَعر الذي لا يليق ببلاد اليانكى حاضرًا ومُستقبلًا!
قد يقول قائل إن شعر (ليندون جونسون) كان عاديًا لا يليق إلا بموظف في مُجمع التحرير، لا برئيس الولايات المُتحدة الأمريكية، وأن رأس (ريتشارد نيكسون) كان أشبه برءوس الصنايعية، وعُمال المقاهى والسباكين، وحتى الجناينية كذلك، الرَد جاهز: من أجل هذا فالأول فشل في مهمته لدرجة أنه لم يجرؤ على الترشُح لفترة رئاسية ثانية، بعدما تضاعف تورَّط جيش بلاده في مستنقع ڤيتنام، أما الثانى فخرج من منصبه بفضيحة بجلاجل كان سببها الخفى شعره طبعًا، لكن سببها المُعلَن كان فضيحة ووتر جيت الفضيحة الأشهر في تاريخ الولايات المُتحدة الأمريكية، هل أدركت يا عزيزى مدى أهمية تسريحة شعر رؤساء أمريكا ومُرشحى رئاستها؟!
وقد يكون شعر عدد من المذكورين بعاليه مثل (كارتر) أو (بوش) مثلًا كان سيئًا ومُجعدًا ومليان قمل قبل فوزهما بالرئاسة، لكن الصنفرة والأمشاط والشامبو في البيت الأبيض خلقوا منهما بشرًا آخرين، طيب هو الشامبو ده خلص على حظ (أوباما) مثلًا أم أنه خارج نطاق مسئولياته؟ ثم أن الأمر لو كان حقيقيًا فمن حق (ترامب) إذن أن يُقاتل للظفر بمقعد الرئاسة بملحقاته من شامبو وبلسم وسشوار وفتلة!
وعودة إلى المُناظرة، ومن الواضح أن مؤامرة ما قد جرت أثناء الإعداد لها فتم اختيار يوم الاثنين موعدًا للحدث التاريخى، وكُلنا يعلم أن هذا اليوم يُمثِّل العطلة الأسبوعية للحلاقين بكُل أصنافهم وأنواعهم وأجناسهم، وبالتالى فمن الواضح أن الحلاق الخاص بـ(ترامب) قد أصر على الحصول على إجازته فضرب بُمبة في المُرشَّح المسكين الذي اضطر لوضع طاقية صوف على شعره طول الليل بديلًا عن السشوار، وبعدين قام سرَّحه بالفُرشة الخشنة أملًا في إنه يتبَط شوية كمان لكنه لم يتبَط فظهر هائشًا ضعيفًا كشعر بعرور خارج من المدبح، أو ربما حضر الحلاق لكنه كان مُتعكر المزاج بسبب اضطراره لقطع الإجازة فأفسد شعر الرجل كأنه ناقص فسدان!
أما الكوافير الخاص بـ(هيلارى) فقد ضحى بإجازته، وقام بفتح المحل مخصوص علشان خاطرها، وتفنن في الاعتناء بشعرها فعمل لها حمام زيت وصبغة وحِناء وجعلها زى القمر، ما قد يتسبب في حصولها على أرقام تصويتية أعلى وبالتالى تصير المُرشَّحة ـ بفضل الكوافير ـ هي الرئيس الخامس والأربعين للولايات المُتحدة، والرئيسة الأولى كأنثى في تاريخ البلاد، وبينى وبينَك لا أدرى إزاى مُمكن تحصل كارثة نووية أو بيولوجية أو بيئية أو طبيعية في العالم، وتقف الكورة الأرضية كُلها على رِجل في انتظار موقف أو تصريح رئيس أكبر وأقوى دولة فيها، ونضطر للانتظار طويلًا إلى أن تخرَب مالطة حتى تنتهى المدام من تسريح شعرها ووضع طبقات الميك آب الثلاثين، واختيار الطقم المُناسب وطبعًا لازم تلبس الغوايش والحلق الدهب لا شعوب العالم تقول إن جوزها قيحة ومش لاقى ياكُل!
المُهم أن الكوافير البارع الخاص بـ(هيلارى كلينتون) يستحق التحية على عمله مثلما يستحق حلاق (ترامب) اللعنات، وقد تقوم السيدة الأولى (متهيألى لقب السيدة الأولى سيليق أكثر ببيل كلينتون بعدما انعكست الأدوار) بتعيينه في منصب مهم كأن يتحوَّل ـ ذلك الكوافير ـ إلى وزير لخارجية أمريكا، والمُتابع للأحداث والمجريات التاريخية لا سيما في السنين الأخيرة سيُدرك أن مُعظم وزراء خارجية أمريكا (رجالة وستات) كانوا مزينين حلاقين يعنى، وأهو على الأقل حضرته مش هيكون عِكِر زى (مادلين أولبرايت) مثلًا، وسيعتنى بشكله ومظهره كيلا يقرفنا بسحنته الشبيهة بسحنة البول دوج التي تميَّز بها (كولن باول) الله يحرقه مطرَح ما راح، ونعيمًا مقُدَّمًا يا أمريكا!