رئيس التحرير
عصام كامل

د. جلال الجميعي صاحب جائزة الإيسيسكو: مستقبل البحث العلمي في مصر واعد وينقصنا آليات التنفيذ

فيتو

  • بداية ميلاد البحث العلمى بمصر خلال الفترة القادمة 
  • علماء مصر يستحون من اقتحام مجالات تكنولوجيا النانو
  •  نوبل جائزة شرفية ولن ترصف شارعًا ولن تفيد احتياجات مصر

ابن جامعة حلوان، تم اختياره ليكون من ضمن العلماء الذين يقومون بترشيح العلماء للحصول على جائزة نوبل للكيمياء، هو أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة حلوان، والحاصل على نحو ١٢ جائزة محلية ودولية وعالمية في العديد من الأبحاث وبراءات الاختراع في الكيمياء، كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بعيد العلم عام ٢٠١٤.
كانت آخر الجوائز التي حصل عليها هي جائزة منظمة الإيسيكو 2016 (جائزة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة)، وأخيرًا قام وزير التعليم العالى الدكتور أشرف الشيحى، بتكليفه بإعداد دراسة لإنشاء مركز أبحاث علمى متميز، والتقت "فيتو" بالدكتور جلال الجميعى ليحدثنا عن مستقبل البحث العلمى بمصر وهل مصر قادرة على نيل جائزة نوبل ثانية أم لا.. وإلي نص الحوار:


*بداية.. نود أن نتعرف على الجوائز التي حصلت عليها طول مسيرتك العلمية؟
حصلت على جوائز كثيرة جدًا وعدد من الأوسمة، منها: وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية عام 2014، جائزة النيل في العلوم الأساسية لعام 2013، الجائزة الكبرى للقارة الأفريقية في العلوم والاختراع من الاتحاد الأفريقي لعام 2010 كأفضل عالم على مستوى أفريقيا، وتسلمتها في اجتماع القمة الأفريقية بمبنى الأمم المتحدة بأديس أبابا في حضور جميع رؤساء الدول الأفريقية، كما تم اختيارى عام 2009 ضمن العلماء الرواد للدول الأعضاء في منظمة الدول الإسلامية (من أفضل 25 عالمًا)، جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 2004، جائزة جامعة حلوان للبحث العلمي عام 1996.
وحصلت أيضا على جائزة أكاديمية العالم الثالث للعلوم بإيطاليا عام 1995، نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية عام 1995، جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان عام 1990 وجائزة الدولة التشجيعية في الكيمياء عام 1989.
كما تم اختيارى عام 1996 من هيئة نوبل لأكون من ضمن العلماء الذين يقومون بترشيح العلماء للحصول على جائزة نوبل للكيمياء، وتم اختيارى من هيئة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة لأكون عضوًا دوليًا عاملًا وممثلًا للقارة الأفريقية في اللجنة العلمية المشرفة والمنظمة لبرنامج العلوم الأساسية الدولية باليونسكو.

*كيف ترى مستقبل البحث العلمى في مصر ؟
هذا الموضوع يطول شرحه، ولكن البحث العلمى بمصر له مستقبل واعد جدًا، من خلال وجود ضوابط وآليات تنفيذية ليتم تحويله في النهاية إلى قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، فنحن لدينا بحث علمى متميز ولكن ينقصنا آليات التنفيذ.

*هل أنت متفائل بمستقبل البحث العلمى في مصر ؟
متفائل جدا أكثر من أي وقت مضى، ووجهة نظرى أن البحث العلمى الآن يعتبر في بداية ميلاد عصر جديد للدولة، ومن الضرورى أن يأخذ العلم والبحث العلمى بعدا جديدًا ويجب على مصر أن تتحول إلى دولة علمية تأخذ بأسباب العلم.
ولابد من إنشاء مدينة علمية أو "منتجع علمى" توضع فيها التجارب العلمية بصورة شيقة للأطفال، ونشر الثقافة العلمية في المدارس لتنشئة أطفال على التفكير العلمي وتنمية قدراتهم الإبداعية.

*ماذا عن مشكلات البحث العلمى في مصر؟
مشكلات البحث العلمى في مصر تأتى بسبب أن الآليات لدينا ليست مثل مثيلاتها عالميا، وتصحيح هذا الوضع يتم عن طريق وضع إستراتيجية من خلال تكليف العلماء من قبل القيادة التنفيذية بإيجاد حل للمشكلات التي تعانى منها مصر، فمثلا لدينا رمال في سيناء يُصنع منها أفضل أنواع الكريستال والسليكون في العالم، ولكن لم تتم الاستفادة بها، وتُصدر كمواد خام بأرخص الأسعار، لذلك يجب أن يبدأ البحث العلمى مرحلة التصنيع، وإذا اتخذنا هذه الطريقة سوف يأتى آلاف المستثمرين لمصر.
وما يحدث الآن هو عرض الأبحاث على المستثمر دون وجود البحث على أرض الواقع، وبالتالى معظم المستثمرين يهربون، ونحن الدولة الوحيدة التي لا تستفيد من علمائها، ولهذا يجب وضع إستراتيجية قصيرة وطويلة المدى، للاستفادة من الخبرات والعلماء المصريين.

*ماذا عن تكنولوجيا النانو بمصر ؟
هو فرع مثل أي فرع من الفروع الحديثة ولابد أن ندخل فيه ونعمل فيه، وهناك بعض المحاولات من قبل عدد من العلماء ولكن عن استحياء، والدخول في تكنولوجيا النانو له محاذير كثيرة.
ولابد أن نبحث عن مجالات النانو التي تفيد الاقتصاد القومي، ولسنا في حاجة إلى الاهتمام بما يخص النانو ولكن ما يختص بعلوم النانو المرتبطة بمستقبل الاقتصاد القومى والخطة القومية عن طريق استغلال المقومات والمصادر الطبيعية بمصر.

*هل مصر قادرة على نيل جائزة نوبل أخرى ؟
جائزة نوبل ليست هدفا؛ فنوبل لن ترصف شارعًا، وهى جائزة لن تفيد احتياجات مصر، لأنها عبارة عن جائزة شرفية وهى قيمة لاتفيد الدولة، وما يجب الاهتمام به هو ما يضيف إلى حياة الفرد.

*ماذا تحتاج مصر في تلك الفترة ؟
إنشاء مركز متميز بكل مدينة بمصر أي مدينة متكاملة كمدينة زويل تخص طبيعتها واحتياجاتها وطبقا لظروفها.
الجريدة الرسمية