الميرازي.. وسر الهجوم على عبد الناصر والسيسي !
ليس في السطور التالية أي أبعاد شخصية.. حاشا لله أن نستغل هذه المساحة لمسائل أو قضايا شخصية.. اللهم إن كانت ترتبط بالشأن العام وفي الكتابة عنها فائدة لآخرين أو للمجتمع.. لكن السطور التالية عن شأن عام حتى لو كان مدخله وسببه ظاهريا أمرا شخصيا.. ففجأة وقبل أسابيع ظهرت على شبكة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي صفحة مذيع الجزيرة حافظ الميرازي بعد انقطاع طويل منه عنها.. وجدناه يكتب مندهشًا عن البرقية التي أرسلها مفتي الديار المصرية إلى الحكومة السعودية يهنئها فيها بنجاح موسم الحج وراح يهاجمه لأنه لم يتكلم عن الموتى المصريين الأربعين في الموسم المقصود في حين كانت السعودية لن تصمت لو قتل لها في مصر أربعين سائحا !!!
رددنا عليه أنهم "توفوا بشكل طبيعي ولم يقتلوا وأن الفارق كبير جدًا في المقارنة وأن من توفوا هم من المرضى وكبار السن وأن النسبة واحدة حتى لمن لم يسافر في 40 من 50 ألفًا نسبة طبيعية وأن تهنئة المفتي معناها أن الموسم مر دون حوادث كبرى أو انهيار جسور كما حدث في السنوات السابقة"!
جاء للرد تأييد كبير من متابعي صفحته.. إلا أنه وبعد أيام من ذلك لم ير من زيارة السيسي للأمم المتحدة إلا التقاءه مع مرشحي الرئاسة، فكتب عن "أن الرؤساء هناك يلتقون مع أجانب بغير أن يخونهم أحد وليس كما يحدث عندنا"!
فرددنا عليه بقولنا "ليتك رأيت التدخل في شئون بلدك في الزيارة نفسها بطلب الكونجرس الإفراج عن متهمة على ذمة إحدى القضايا ويا ليتك افتخرت برفض بلدك ذلك وردها على أمريكا في بيان قاسٍ"!
بالأمس كتب وفي ذكرى عبد الناصر ما معناه أنه يستحق وصف "أنه من خربها"! ولأن تعليقه وفي ذكرى وفاة الرجل بعيدًا عن الذوق ومعه العام بطولة يقول عنه ما يشاء إلا أن في ذكرى الرحيل تعلمنا أن نذكر محاسن الراحلين..
ومنعًا للرغي غير المطلوب قررنا أن نرد عمليًا عن الرجل الذي "خربها" كما قال.. فرفعنا على صفحته للرد فيديوهات لعبد الناصر وهو يفتتح المدينة العلمية ومفاعل أنشاص النووي واستاد القاهرة وإطلاقه صواريخ عابرة وافتتاحه ماسبيرو وزيارته مصنع إنتاج الطائرات المصرية وفيديو آخر للعالم المصري الدكتور محمد عرجون يتحدث عن عظمة برنامج الفضاء المصري وصواريخه وأنه كان حقيقيًا والهجوم عليه كان غير علمي وأن الهدف منه تشويهه وتشويه صاحبه وتسجيل لافتتاح ناصر لمصنع «كيما أسوان» وآخر لافتتاح مصنع الغزل والنسيج بالإسكندرية.. كل ما سبق كان صوتًا وصورة حتى يخرس كل أصحاب الحناجر من الأسطوانات البشرية التي تحفظ كلامًا غير حقيقي تقوله في كل مناسبة بلا وعي وبلا دليل ثم أرفقنا له أرقامًا بإحصائيات فترة حكم عبد الناصر كلها وبالأرقام والتفاصيل..
ثم تعليق بسيط من عدة كلمات هو "ياريت كل اللي جه بعده كان خربها زيه يا أخي"! ثم وجدت مهاجميه يتزايدون حتى أن أكثر من واحد سبوه بألفاظ وبأوصاف قاسية رفضنا تأييدها.. إلا أنه قام بحذفنا من صفحته بعد ذلك على الفور!
دلالات عديدة للقصة.. الأولى أن كثيرين جدًا يتحدثون كل ساعة بل يتحدثون حتى "على أنفسهم" عن الديمقراطية والحرية وقبول الآخر وتقبل الاختلاف إلا أنهم هم أول من يخالف ذلك.. وكثيرون يتحدثون عن القمع والعصف بالحريات والآراء وهم لو تولوا مواقع تنفيذية لفعلوا أسوأ ممن يهاجمونهم.. فلم يتحمل الميرازي حتى اختلافًا هادئًا بغير تشنجات فماذا سيفعل إذًا لو صار مسئولا تنفيذيًا ؟
دلالة أخرى هي تساؤلات عريضة: ما سر التفرغ الكامل الشامل لحافظ الميرازي للهجوم على السيسي ومعه جمال عبد الناصر؟ وما سر نشاطه فيس بوكي المفاجئ الآن -الآن- أصلا ؟ ولماذا تحولت صفحته الآن -الآن- إلى "ميرازيه" مع كل شيء في الدولة المصرية ومركز لتجمع المعارضين للرئيس السيسي؟ ولماذا الآن -الآن- التهجم على العلاقات المصرية السعودية؟ ولماذا لا يهاجم مبارك مثلا وعصره ؟
ولماذا هذا حال أغلب من عملوا في الجزيرة والميرازي عمل في الجزيرة وأمريكا معًا ؟ لماذا حتى لا يريدون أو يجيدون إبعاد الشبهات عن أنفسهم؟ هل بات كل شيء مكشوفًا ؟ نتذكر الآن أولى حلقات برنامج "حروب الجيل الرابع" على الإذاعة المصرية وكيف كان عنوانها "العميل المعاصر" وكان جزء منها عن كثيرين عملوا هنا وهناك وربما كان لذلك حديث آخر.. بل لابد من حديث آخر!