رئيس التحرير
عصام كامل

الناشرون: الابتذال أقصر طرق الكتاب للشهرة والتسويق لدور النشر

الإعلامية نشوى الحوفي
الإعلامية نشوى الحوفي

«الكتاب يبان من عنوانه».. مقولة يمكن القول إنها تلخص أهمية اختيار عنوان العمل الأدبى أو المعرفى، فأصعب مراحل الكتابة هي اختيار العناوين، لأنها أول ما يقع عليه عين القارئ، وقد تحكم على العمل بالنجاح أو الفشل، ولكن مؤخرا أصبح اختيار عناوين الكتب يساير الموضة ويعتمد على الألفاظ الخارجة أو الإيحاءات كنوع جديدا لتحقيق أعلى نسبة مبيعات وضمانا لشهرة الكاتب في الأوساط الثقافية.


بداية أكدت الإعلامية نشوى الحوفي، مدير إدارة النشر الثقافى بدار نهضة مصر، أن الدار تهتم بنشر المعرفة لدى القراء، التي تهدف إلى تنمية العقل والخلق والإبداع أيضا، مشيره إلى أن محتوى العمل الأدبي يجبر الدار على نشره والدفاع عنه وضربت مثلا بكتاب سر المعبد للكاتب ثروت الخرباوى، والذي نشر في ٢٠١٢ في ظل حكم الإخوان وتخوف البعض لدرجة توقع غلق الدار نفسها، وأيضًا كتاب «مذكرات الرئيس الأسبق حسني مبارك» من الكاتب الراحل عبدالله كمال، فنشر رغم الرفض الشعبي وقتها لأنه توثيق للتاريخ.

وفيما يتعلق باختيار وإيجازه عناوين الكتب والروايات، أوضح موسى على، المسئول الإعلامي للدار المصرية اللبنانية، أن "الدار لديها لجنة تقيم الأعمال المقدمة إليها، وغذا تم إيجازتها يتم اختيار العنوان بالاتفاق مع الكاتب الذي يتناسب مع المحتوى"، مشيرا إلى أن العناوين الجذابة أحد عناصر التسويق التجارى للعمل الأدبى نفسه، ولكن بالشكل الذي يتناسب مع ثقافة المجتمع ويتقبله، فالمصرية اللبنانية ترفض نشر العناوين المسيئة للدين أو الذات الإلهية، والألفاظ المبتذلة أو الإيحائية الجنسية، أو التي تحمل خصومة سياسية، كنوع من تصفية حسابات، حسب قوله.

عماد العادلي، المستشار الثقافي لمكتبات ألف، بدوره أكد أن دار النشر لا يفترض أن تكون رقيبا على أعمال الأدباء، لكنها تنتقي الأعمال التي تصدر من خلالها، فلا توجد دار نشر لا تحمل توجه وفكر معين أو أيديولوجية، مشيرا إلى أن أغلب دور النشر مؤخرا تهتم بالعنصر التجاري البحت، الهادف إلى تحقيق الربح قائلا: "لأن الدار لو ما باعتش هاتقفل".

"العادلى" واصل حديثه قائلا: اختيار العناوين المبتذلة ذات الإيحاءات، إحدى طرق البروباجندا التي تستهدف التسويق الجيد للعمل الأدبى قبل طرحه في الأسواق، مؤكدا أنه المكتبات ليس لديها مشكلة في ذلك، ولكن المشكلة تبقى دائما في طريقة استقبال القارئ لها، مشيرا إلى أنه كفرد في المجتمع لديه تحفظات على نشر عناوين ومضامين لن يقبلها الشارع بسهولة.

من ناحية أخرى، أكد يحيى هشام، مدير دار «الكتب»، أن عدد المتابعين والجماهير الخاصة بالؤلف ليست المعيار الذي تحدد عليه الدار نشر العمل أم لا، بل يقيم العمل على حسب جودته، مشيرا إلى أن بعض الدور تعزف عن نشر بعض أنواع الكتب لأنها لا يوجد لها مجال تسويق فلا يوجد لها قراء كثر، كدواوين الشعر على سبيل المثال.

وقال أيضا: إننا نعيش في مجتمع شرقى تحكمه عادات وتقاليد تتحكم في اختيارات دور النشر "العمل الأدبى"، واللجوء لاستخدام عناوين مثيرة تحمل ألفاظًا خارجة كنوع من الدعاية التسويقية لزيادة نسبة المبيعات، في ظل حالة الركود الأدبى، ومؤلف الكتاب الذي يضمن جودة ما يقدمه، فلن يلجأ إلى هذه الحيل الرخيصة.

هاني عبدالله، مدير دار «رواق»، واتفق مع سابقيه، وأضاف قائلا: أهم عاملين للتسويق الجيد للكتاب هما العنوان والغلاف، فإذا تم الاهتمام بهما واختيارهما بشكل جيد وبدقة سيسهم بنسبة كبيرة في مبيعات الكتاب، وإذا تم استخدام عناوين إيحائية شاذة لجذب القارئ، فلن تدوم طويلا فالقارئ سينتقى ما يقرأه في المرة المقبلة.
الجريدة الرسمية