رئيس التحرير
عصام كامل

حمودة: بعض الكتاب يراهن على شيوع مؤلفه بـ«الألفاظ المبتذلة والعناوين الصفراء»

 الناقد الأدبي حسين
الناقد الأدبي حسين حموده

"الدين، الجنس والسياسة".. كثيرًا ما اصطدم الكتاب على مدى التاريخ بنيران الثالوث المحرم، وأصابهم منه ما لم يطيقوا عليه صبرا، ولكن يبقى "الجنس" من إحدى الركائز الأساسية لهذا الثالوث، على الرغم من ممارسة الإنسان إليه، وفطرته على الاحتياج والرغبة.


ويبدو تاريخ العناوين الغريبة التي تتضمن كثيرا من الإيحاءات والكتابة عن الجنس في الأدب ممتدًا إلى جذور التاريخ، ويتصل بها اتصالا وثيقًا، وهو ما أكد الناقد الأدبي حسين حموده، بقوله: "تاريخ الكتابة عن الجنس طويل جدًا، وهناك في التراث العربي كتابات كثيرة ومتنوعة وجريئة حول الجنس، بالإضافة للعناوين الإيحائية، ومنها كتابان للإمام جلال الدين السيوطي منهما «نواضر الأيك..».. وفيما يخص تناولات الأدب الحديث للجنس واحتوائه على ألفاظ إيحائية مثيرة، فهناك أعمال كثيرة جدًا، كتبت خلال العصر الحديث بمساحات متفاوته من الحرية، وبعضها ارتبط بصدامات مع أشكال الرقابة المتعددة، سواء كانت رقابة المؤسسات أو المجتمعات".

وعن كتابة الجنس في الأدب الغربي الحديث، قال "حمودة": رغم كل المزاعم الشائعة حول حرية التعبير في الأدب الغربي، اصطدمت بعض الكتابات بالرقابة هذه، وصُدرت بعضها، بل وحوكم بعض من كتبوها.. وليس بعيدًا عن الأذهان رواية ديفيد هربرت لورانس "عشيق الليدي تشاترلي"، وأيضًا تجربة الروائي الأمريكي هنري ميللر في أغلب رواياته، خصوصا "مدى الجدي"، "مدى السرطان" و"ربيع أسود"، ثم أعمال تلميذته وصديقته أناييز نين.. إلى آخره".

الناقد الأدبى تابع قائلا: في أدبنا العربي لم تكن مساحة حرية التعبير كافية في أي وقت من الأوقات، ومع ذلك كان صدام الرقابة مع بعض الأعمال أكثر عنفًا مما حدث في الثقافة الغربية، وهناك مساحات محدودة لحرية التعبير عن الجنس في بعض الأعمال منها بعض الإشارات في قصائد نزار قباني، وفي بعض الأعمال الروائية مثل "أبواب الليل" لوحيد الطويلة، "فاصل للدهشة" لمحمد الفخراني، مع بعض الإشارات غير المباشرة في بعض القصص مثل "بيت من لحم" ليوسف إدريس.. ولكن ظهرت مؤخرًا أعمال بالعربية أكثر جرأة في التعامل مع الجنس والألفاظ، ومنها رواية سلوى النعيمي "برهان العسل"، ورواية أحمد ناجي "استخدام الحياة"، والملاحظ أن هذه الرواية الأخيرة لم تصطدم بالرقابة وحسب بل ذهبت بصاحبها إلى السجن".

كما أكد "حمودة" أن الجنس يمكن أن يتم تناوله بطرق مختلفة، والتعبير عنه بأشكال متعددة، وجزء من هذه الأشكال يمكن أن يكون جزءًا من التعبير عن جانب جوهري في الإنسان، ولكن من ناحية أخرى قد يستخدم بعض الكتاب الألفاظ المبتذلة والإيحائية، كنوع من المراهنة على الشيوع والانتشار الواسع لعمله، تأسيسًا على فكرة أن «الممنوع مرغوب»
الجريدة الرسمية