رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس وماسبيرو «علاقة أفسدها الخطأ».. «مبارك» يمنح المسئولين عن ستوديو الاتحادية ١٠٠ ألف جنيه مكافأة.. وغياب الوطنية سبب إهمال خطابات «السيسي»

فيتو

قبل ستينيات القرن الماضي، لم يكن ملف اتحاد الإذاعة والتليفزيون بذات الأهمية التي أصبح عليها في الوقت الحالى، فـ"الإذاعة" كانت سيدة الموقف، الضباط الأحرار استولوا على مبناها عشية 23 يوليو، أعلنوا منها البيانات الثورية، أعلنوا أيضا انتهاء الملكية وبدء الجمهورية الأولى، حتى جاء التليفزيون، والذي بدأ يسحب البساط شيئا فشيئا من الإذاعة، التي تراجعت بدورها مؤمنة بـ"تكنولوجيا العصر ومتطلباته". 


بعد أن تحول "التليفزيون" لرقم مهم في المعادلة الإعلامية، اتجهت إليه أنظار القيادة السياسية، منحته كافة الصلاحيات اللازمة للنجاح، وشهدت تلك الفترة تسجيلات تليفزيونية لـ"خُطب عبد الناصر"، تلك المهمة التي تولاها رجال "ماسبيرو"، ونجحوا في تنفيذها باقتدار، وسارت الأمور على هذا المنوال، للدرجة التي دفعت الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأن يسمح لكاميرات التليفزيون أن تدخل إلى بيته وتسجل حلقة نادرة من زوجته جيهان السادات بمفردها في حوار مطول حول علاقتها بالرئيس ودورها في العمل المدني.


وخلال تلك السنوات كانت الأخطاء بسيطة ولا ترقي إلى وصفها بحوارات الأزمات وكان عملية نقل الأحداث تتم من خلال إدارة للأخبار داخل قطاع التليفزيون آنذاك، وبذات الطريقة في التعامل كان التصرف مع الرئيس الأسبق حسني مبارك حتى إنشاء قطاع الأخبار في التسعينات وتوليه مهام نقل خطابات الرئيس وجولاته وكافة أنشطته ورئيس الوزراء والقوات المسلحة وما يستجد من بيانات أمنية أو سيادية إلى أن تولي أنس الفقي وزارة الإعلام، وبحسب مصادرنا وبتنسيق بينه وجمال مبارك تم إنشاء استديوهات داخل قصر الاتحادية وفي مدينة شرم الشيخ واستراحة برج العرب وبمقر الحزب الوطني بروكسي يتم من خلالها تسجيل كلمات الرئيس وخطاباته..


وتم تزويد تلك المقار بمعدات وكاميرات البث من قطاع الهندسة الإذاعية الذي كان يتولي إدارته في ذلك الوقت المهندس حمدي منير وكل تلك الاستديوهات غير الاتحادية تم فكها ونقل محتوياتها يوم تنحي "مبارك" بعد ثورة يناير بأوامر مباشرة من منير لمهندسي القطاع وفنييه.


عهد الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي هو الآخر لم تظهر خلاله أخطاء للعاملين بماسبيرو كثيرة في نقل الخطابات وكانت معظم الانتقادات التي توجه للطريقة التي يتحدث بها "مرسي" وتعليقاته غير المنطقية بينما جودة الصورة والصوت لم يختلف عليها أحد.


مصدر مطلع – تحفظ على ذكر اسمه- أكد أن السبب الرئيسي وراء الأخطاء المتكررة في خطابات وأنشطة الرئاسة يعود إلى الترهل والإهمال الإداري، مستبعدا – في الوقت ذاته- وجود شبهة للتعمد، وواصفا المتسببين في ذلك بأنهم من أنصار الطابور الخامس الذي يهدم في المؤسسات الوطنية دون وعي، مشددا على أنه سابقا كان يتم مراجعة خطابات الرئيس بمعرفة كبار المسئولين في التليفزيون، وكان يتم أيضا تشكيل خلية متكاملة لتولي عمليات جلب المادة والإشراف على عمل المونتاج ومتابعة المحتوى خلال العمل.


المصدر ذاته أوضح أنه في الوقت الحالى تسير الأمور داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعشوائية وعدم تخصص، ويتم الاعتماد على الموجودين في "شيفتات" العمل أيا كانوا دون تثبت عناصر الخبرة بشكل دائم لمثل تلك اللقاءات والاكتفاء بوجود عناصر محددة لتسجيل الخطابات في إدارة الأحداث الجارية متميزون بالفعل في أعمالهم بينما مهمة كتابة الاسترابات والترجمة والمونتاج يقوم بها آخرون ممن يضعهم الحظ في يوم البث الإذاعة.


وردا على سؤال حول الامتيازات التي كانت تمنح للعاملين في وقت سابق من العمل بأنشطة الرئاسة وعدم وجودها حاليا ومدي مسئولية ذلك عن عدم القيام بالعمل كما يجب قال المصدر: العوامل المادية ليست سببا في أي تقصير، والمرتبات الحالية للمهندسين والفنيين وجميع العاملين بماسبيرو اعلي بكثير مما كانت عليه في الماضي، كما أن الفترات السابقة لم تكن مؤسسة الرئاسة تمنح باستمرار العاملين في تغطية أخبارها مكافآت دائمة، بل كان الأمر يتم على أوقات متباعدة، فالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك منح نحو ١٠٠ ألف جنيه للمشاركين في إنشاء ستوديو الاتحادية بعد انتهاء العمل به.


ولفت المصدر إلى أن ضعف رواتب العاملين فيما مضى وطبيعة العمل المرهق في متابعة جولات الرئيس كانت داعيا لصرف حوافز إضافية من قطاعات الأخبار والهندسة التي يمثلون العمل بها بينما حاليا الرواتب واللوائح أعطت الموظفين آلاف الجنيهات بينما غاب عنهم الحس الوطني والاهتمام بما يقدمونه في أنشطة الرئاسة وعدم اعتباره جهدا وطنيا ولمصلحة الأمن القومي.
الجريدة الرسمية