رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة جمال عبد الناصر.. خالد محيي الدين يكشف موقف الزعيم من «الإخوان»..ناصر وصفها بالانتهازية..وحسن البنا عجز عن إقناعنا.. أقسمنا الولاء للمرشد.. و«جمال» سألهم لماذا لا تحار

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

هل كان عبد الناصر إخوانيًا وانقلب عليهم كما يردد البعض، هل فعلًا بايع حسن البنا؟، ما سر البقاء على جماعة الإخوان بعد أن ألغى الأحزاب السياسية؟ وما سر هذا العداء الشديد الذي لم ينتهِ بموت «ناصر»؟، تلك الأسئلة لا تزال تحاوط جمال عبد الناصر في كل ذكر وبحث يحاول أن يتناول الضباط الأحرار أو العلاقات بين الزعيم والإخوان.


لم تكن تلك التساؤلات من قبل الصدفة، فالوقائع تشير حقًا أن عبد الناصر تعاون مع الإخوان حتى عام 1954، بل إن موعد ثورة يوليو كان يعلمه تنظيمان فقط في مصر الإخوان المسلمين، وحدتو الشيوعية، ولكن هل كان تعاون فقط أم انتماء، والأهم كيف نظر جمال عبد الناصر إلى هذا التنظيم.

في ذكرى وفاة «ناصر» نرصد ما كتبه خالد محيي الدين عن علاقة عبد الناصر بالإخوان وكيف نظر إليهم.

بداية عبد الناصر مع الإخوان
يقول خالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة وأحد مؤسسي الضباط الأحرار في كتابه «والآن أتكلم»، "إنه في نهاية 1944 تقابل مع الضابط عبد المنعم عبد الرؤوف، وعرض عليه أن يلتقي بضابط آخر، وتقابل محيي الدين لأول مرة مع جمال عبد الناصر، وبعد ذلك قابله عبد المنعم عبد الرؤوف بالصاغ محمود لبيب مسئول الجناح العسكري في الإخوان المسلمين آنذاك"، لافتًا إلى أن عبدالمنعم عبد الرؤوف كان إخوانيًا قلبًا وقالبًا.

ويتابع عضو مجلس قيادة الثورة: إن الضباط الأحرار كانت لهم علاقة غريبة بالإخوان، فكان يتم عقد اجتماعات تضم كمال الدين حسين وحسين حمودة وحسين الشافعي وسعد توفيق وصلاح خليفة وعبد اللطيف بغدادي، وفجأة وجد الإخوان أنفسهم أمام كنز من الضباط.

انتهازية الإخوان
في أول رأي لجمال عبد الناصر عن جماعة الإخوان، يقول خالد محيي الدين: "إن «ناصر» أكد له أن الإخوان يريدون استغلال الضباط ليكونوا أداة في أيديهم ويعطيهم ذلك مكانة سياسية، وذلك من خلال نفوذ لهم في الجيش، لكنهم لم يقدموا شيئًا للقضية الوطنية"، لافتًا إلى أن جمال عبد الناصر سأل محمود لبيب ذات مرة «إذا كان لديكم نصف مليون عضو وأربعة آلاف شعبة لماذا لا تبدأون عمليات ضرب ضد الاحتلال ومظاهرات وتحركات جماهيرية»

أول لقاء مع حسن البنا
ويوضح خالد محيي الدين أنهم أثناء لقائهما مع محمود لبيب كانوا يسألونه عن مشروع الجماعة فلم يرد، وانتهى الأمر بأن أحضر لهما حسن البنا الذي يمتلك مقدرة فذة على الإقناع، وكان قوي الحجة، لكن حين ناقشه عبد الناصر كان يهرب من إجابة كيف يمكن حكم البلاد وكان - أي حسن البنا - يقول "لو وضعت برنامجًا لأرضيت البعض، وأغضبت البعض، سأكسب ناسًا، وأخسر آخرين وأنا لا أريد ذلك".

قسم الولاء
ويكشف «محيي الدين» أنه بعد هذا اللقاء حاول حسن البنا ربطهما بالجماعة، واتصل بهما صلاح خليفة وأخذهما لبيت في الدرب الأحمر بالسيدة زينب، وهناك التقيا عبد الرحمن السندي، وأدخلوهما إلى غرفة مظلمة، واستمعا إلى صوت صالح عشماوي، ويقول عضو مجلس قيادة الثورة «وضعنا أيدينا على مصحف ومسدس، ورددنا خلف هذا الصوت يمين الطاعة للمرشد العام في المنشط والمكره، وأعلنا بيعتنا التامة الكاملة والشاملة»

ويكمل «محيي الدين» أن هذه الطقوس لم تترك فيهما أي أثر، وبعد ذلك كان هو وجمال يذهبان إلى منطقة بحلوان للتدرب على السلاح، وكونهما ضابطين، يعرفان أكثر من مدربيهم، أشعرهما باغتراب.

وعن تدهور العلاقات بين «جمال» والإخوان قبل الثورة، يقول خالد محيي الدين: "إنه في عام 1946 اشتدت التظاهرات وتدهورت العلاقة بين جمال عبد الناصر وبين الجماعة، خاصة أن جماعة الإخوان كشفت عن وجهها السياسي، وتصرفت كجماعة سياسية، وتخلت عن النقاء الديني، ولما كانت تحتاج إلى الورق لإصدار صحيفتها، تقاربت مع إسماعيل صدقي لكي تحصل على ذلك".

ويتابع، أن أحد أسباب ابتعادهما عن الجماعة هو موقف الأخيرة من الطلبة والعمال ونفضّيل الإخوان مصلحتهم، وبالتالي جاء عام 1947، ولم يكن لهما أي علاقة بالجماعة.
الجريدة الرسمية