«غيظ» العنب !
الآن يهاجمون دور المجتمع المدني والقطاع الخاص بإشراف الجيش ويتساءلون: "إلى متى سنعتمد على أموال هؤلاء؟ أين الدولة؟ فإذا ما بنيت الدولة بنفسها قالوا إن بناء الإنسان يجب أن يسبق البنايات فإذا رددنا أن وزارة التضامن في برامجها تشرف على ندوات ودورات لتأهيل الأسرة المصرية وخصوصا ربات البيوت وسيدات مصر ويقدم برنامج " تكافل وكرامة" دورات ثابتة في هذأ الشأن تراهم يسخرون من تكافل وكرامة كلها !
المعارضون الشرفاء كثيرون.. لكن المتربصين أكثر.. ومعركتنا في الحقيقة ليست مع المعارضين فلا يوجد نظام سياسي ولا حتى أي مجتمع بلا معارضة.. تكشف الأخطاء فنعالجها وتكتشف الخطايا فنتخلص منها ومن أصحابها.. أما المتربصون فيكرهون الوطن وأهله..لا يعنينا السبب الآن.. يعنينا أكثر مواجهتهم وكشفهم..هؤلاء أزعجهم افتتاح الأمس.. الفرق هائل بين ما كانت عليه غيط العنب وما أصبحت عليه.. أزعجهم الرؤية المتكاملة من وجود خدمات وأماكن للرياضة وللترفيه.. أزعجهم تشطيبات الوحدات كما رأيناها وأزعجهم فرشها لغير القادرين وكل من هناك من غير القادرين!
هؤلاء.. أزعجهم إنجاز المشروع في زمن قياسي.. وهؤلاء أزعجهم أكثر أن القوات المسلحة أدارت المشروع وأنهته على افضل صورة!
غيط العنب بعد الأسمرات.. الأمل في التخلص من العشوائيات يبدو في الأفق..العشوائيات عار علينا جميعا تراكم بالإهمال والفوضي وعشوائية التخطيط والانحياز للأغنياء وللصوص طوال أكثر من 40 عاما واليوم يحدث العكس..هؤلاء استفزهم تناول الرئيس الطعام مع أسرة بسيطة..لكنها أسرة شريفة.. تستحق وأمثالها التعويض على سنوات غياب الدولة عن دورها..ولكن في المساء روت الأسرة البسيطة بأطفالها تفاصيل ما جري.. وعند من ؟ عن العزيز وائل الإبراشي الذي قاد أقسى انتقاد للدولة وللحكومة طوال أيام سابقة بسبب كارثة كفر الشيخ وشبهة مجاملته للنظام تكاد تكون غير واردة.
هذه البساطة مزعجة.. الاقتراب من البسطاء مزعج.. ما قاله السيسي هناك عن مشاريع جديدة على وشك الافتتاح مزعج.. أمس يستحق وصفه بأنه "غيظ العنب" وليس غيط العنب.. وغيظ هؤلاء واجب.. غيظهم فريضة وطنية.. كلما اغتاظوا تأكدنا أن بلدنا في الطريق الصحيح!
وقبل أن يغضب البعض.. نسألهم: هل أنتم معارضون أم متربصون؟ إن كنتم معارضين فالكلام ليس عليكم على الإطلاق.. وإن كنتم متربصين فاغضبوا وانفلقوا.. فالكلام كله عليكم !
قل غيظ العنب.. ولا تقل غيط العنب!