رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مؤتمر الإسلام في برلين.. حصيلة عشر سنوات

فيتو

وزير الداخلية الألماني السابق فولفجانج شويبله كان أول من دعا في 2006 إلى عقد "مؤتمر الإسلام" كأداة حوار مفتوح لخدمة سبل التفاهم بين المسلمين وممثلي الدولة في ألمانيا، وبعد مرور عشر سنوات لا تزال هناك الكثير من العقبات.

لدى افتتاح الجلسة الأولى "لمؤتمر الإسلام" في برلين قبل عشر سنوات، قال وزير الداخلية آنذاك فولفغانغ شويبله "الإسلام جزء من ألمانيا، وهو جزء من أوروبا، وجزء من حاضرنا وكذلك جزء من ثقافتنا". وبحلول الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق مؤتمر الإسلام في ألمانيا ستقام الثلاثاء في برلين مراسم احتفال.

ويرى على إرتان توبراك، رئيس الجالية الكردية أن هذا المنتدى قد فشل، وأوضح أنه عوض تحقيق تقارب، يُسجل "مؤتمر الإسلام تباعدا أكبر، تحديدا في قضايا اعتماد نظام قيم مشتركة والولاء للدولة الألمانية".

على عكس ذلك يعتبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن مؤتمر الإسلام حقق حصيلة إيجابية. وقال بهذا الخصوص، "حققنا الكثير"، مشيرًا إلى أن هذا المنتدى كان دوما "منبع نبضات" و"ضامنا لنتائج ملموسة". وأكد أن إدراج تعليم الدين الإسلامي وإيجاد مناصب في التعليم العالي للفكر الإسلامي يمثلان نماذج حية على النتائج الملموسة.

الوزير دي ميزير بعث في 2014 نوعا من الحياة الجديدة داخل المنتدى المنهك بالخلافات حول المفاهيم والمناصب. فبخلاف سلفه هانس بيتر فريدريش الذي ركز حصرا على قضايا التطرف والشراكة الأمنية، لفت دي ميزير الانتباه إلى قضايا الحياة اليومية، مثل إنشاء اتحاد إسلامي للجمعيات الخيرية، وإيجاد هيئة إرشاد إسلامية لدى الجيش الألماني وفي المستشفيات والسجون.

وتضاف إلى ذلك تحديات جديدة، إذ إن آلاف من المسلمين قدموا في السنة الماضية كلاجئين، كما أن اعتداءات إرهابية تُنسب لخلفية إسلامية هزت البلاد. وأشار الوزير إلى أن هذه الاعتداءات غيرت النظرة العامة للإسلام في ألمانيا. وفي هذا السياق حذرت مندوبة الحكومة لشئون الاندماج، أيدان أوزغوز من "نقاش مبتذل"، داعية إلى إعطاء الأولوية لموضوعات قائمة. ويرى أيمن مازيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أن من هذه الأولويات "بتفعيل المساواة المؤسساتية بين الإسلام في ألمانيا وديانات أخرى".

من يمثل المسلمين؟
من سيتحدث مع من على مستوى متساوٍ يُعد أحد الخلافات الجوهرية القائمة في مؤتمر الإسلام حتى بعد مرور عشر سنوات على تشكيله. وفي الأثناء يجلس ممثلو الدولة والولايات والبلديات فقط أمام ممثلي اتحادات إسلامية وتركية. صاحب فكرة تنظيم المؤتمر شويبله ضم في السنوات الأولى شخصيات من التيار العلماني، ليكون الخلاف بين القوى السنية المحافظة وطائفة العلويين والعلمانيين مبرمجا منذ البداية.

وتطالب المحامية من أصول كردية، سيران أتيس من برلين، والتي شاركت في الجولة الأولى لمؤتمر الإسلام بين 2006 و2009 بتجاوز هذه الخلافات.

وقالت أتيس في مقابلة مع DW إنه يجب على السياسة الألمانية أن تقبل "أن الإسلام كدين لا يمكن تأطيره مثل الكنيسة المسيحية، يعني كمؤسسة تتحدث باسم الجميع". وقالت إنه كان خطرا كبيرا من الحكومة الألمانية أن تجتمع فقط مع اتحادات منظمة.

في المقابل يقول البروفيسور ماتياس روهه، خبير في الشأن الإسلامي، ومن المشاركين الأوائل في مؤتمر الإسلام إنه "من يريد المشاركة، يجب عليه أن يقبل التنظيم، وهذا ينطبق على الأصوات الليبرالية والعلمانية".

رئيس الجالية التركية في ألمانيا غوكاي صوفوغلو، يرى أن مؤتمر الإسلام يحقق نجاحًا، ويشدد على أن لا ينقطع الحوار خلال السنوات العشر الماضية رغم كافة التحديات.

وأوضح صوفوجلو أن الأجواء السائدة داخل مؤتمر الإسلام بين 2011 و2013 تدهورت، لأن الكثير من الاتحادات الإسلامية شعرت بأنها وُضعت في خانة الشبهات العامة. وأوصى جوكاي صوفوجلو، بالنظر إلى العلاقة المتوترة بين الحكومة الألمانية واتحاد ديتيب التركي، بالتعقل. وقال في مقابلة مع DW: "إنه من المفيد البقاء في حوار، عوض الخوض في الأخذ والرد عبر وسائل الإعلام".

وهيمنت خلافات طوال السنوات العشر الأخيرة حول تنظيم هذه الهيئة، مما أدى إلى إدخال إجراءات تنظيمية مثل تشكيل هيئة توجيه مكونة من تسعة أعضاء يمثلون الدولة والولايات والبلديات إضافة إلى تسعة ممثلين عن الاتحادات الإسلامية.

واعتبر جوكاي صوفوجلو أنه يمكن الاستفادة من تجربة مؤتمر الإسلام لمعالجة قضية اللاجئين في ألمانيا، ودعا بالتالي إلى إشراك نوادي المهاجرين في مؤتمر الإسلام الذي هو بحاجة ماسة، كما قال، للإصلاح لطرح حلول شاملة.

وأوضح "انتقدت منذ البداية أن يكون الحديث عن مؤتمر الإسلام على مستوى ألمانيا فقط، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى معالجة على المستوى الأوروبي".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية