رئيس التحرير
عصام كامل

حيل الإمارات للمحافظة على منصب الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب

فيتو

بخطى ثابتة تسير دولة الإمارات العربية المتحدة نحو الريادة الثقافية على الوطن العربي، حيث أثبتت في السنوات الأخيرة مدى تقدمها ونشاطها الثقافي، فبدت وكأنها الحاضنة لجميع الفعاليات العربية الثقافية، والأكثر دعمًا لأنشطة الدول المجاورة في الحقل الثقافي.


ولكن لم تكن الريادة كافية للإمارات حتى يطمأن قلبها، فمنصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب كان نصب أعينها، حيث رأت في نفسها أهل لرعاية المنصب وامتلاكه بعد سنوات عدة من جلوس مصر على الكرسي برئاسة الكاتب والمفكر محمد سلماوي، الأمين العام السابق للاتحاد، وعقب نجاحها في كسب ثقة الدول والاتحادات العربية للتصوت لصالحها في انتخابات الأمانة العامة، انتقلت الإمارات لخطوتها التالية وهي كيفية الحفاظ على هذا المنصب ورعايته.

كانت الواقعة الأولى التي حافظت من خلالها الإمارات على المنصب، عندما فتحت مدينة دبي ذراعها لاستضافة الاجتماع الأول للمكتب الدائم للاتحاد، في سبتمبر الماضي، عقب اعتذار العاصمة السورية دمشق عن استضافة الاجتماع لما يدور في سوريا من أحداث دامية لا يمكن أن تكون بيئة خصبة لمثل هذه الاجتماعات الثقافية، فكانت دبي هي أولى المدن التي رحبت بالاستضافة بناءً على قرار اتحاد كتاب الإمارات والشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد.

وأكد الصايغ آنذاك أن مبادرة الإمارات لاستضافة الاجتماع في دبي يأتي حرصًا منها على تواصل هذه الاجتماعات، التي تمثل بانعقادها الدوري مرة كل ستة أشهر مناسبة مهمة لتدارس كل ما يتصل بالثقافة العربية والتحديات التي تواجهها، وأي انقطاع سيشكل بالتأكيد ثغرة قد تعرقل تنفيذ الخطط والبرامج المعدة مسبقًا.. لتظهر الإمارات في هذا السياق بمظهر الأم القادرة على استيعاب ظروف أبنائها وتلبية ندائهم.

فيما تتمثل الواقعة الثانية خلال انعقاد الاجتماعات نفسها، حيث قدم الصايغ، تقرير نشاط الاتحاد العام عن الفترة الزمنية من يناير 2016 حتى الآن، وتضمن التقرير العرض المالي الذي يفيد أن دولة الإمارات هي التي موَّلت أنشطة الاتحاد العام في الفترة السابقة وبالتالي لم تتغير الميزانية عّما تم تقديمه في المؤتمر العام السادس والعشرين ديسمبر 2015.. وكان الأمر بمثابة مفاجأة كبيرة للمثقفين العرب الذين رأوا في الإمارات المحافظة الأولى على أموال الاتحادات العربية، والقادرة على بذل المال في سبيل النهضة الثقافية.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تحملت الإمارات ميزانية انعقاد الاجتماع في دبي، واستضافة 17 وفدًا عربيًا، ليبلغ عدد المشاركين في الاجتماعات والفعاليات المصاحبة 57 مشاركًا من كبار الكتاب والأدباء والشعراء والباحثين العرب.
الجريدة الرسمية