لسه الدنيا بخير
اليوم تعرضت لحادث حيث اصطدمت بى سيارة مسرعة يبدو أن سائقها غلبه النعاس أو أنه لم يستطع كبح جماح سيارته.. لم أكن أتوقع الاصطدام وإذ تهتز السيارة لدرجة الارتجاج وتنحرف إلى أن توقفت بفضل من الله..وإذ أرى سيارة تتقدمنى وتقف فأظن أنها تلك السيارة التي اصطدمت بى إلا أنها ليست كذلك.
حيث قال لى قائدها أنا لست من أصطدم بك وإنما هو ما زال خلفك أنا توقفت لأطمن عليك والحمد لله أنك بخير.. شكرته وإذا به يرفض الانصراف اإا حين يطمئن على الحديث بينى وبين من اصطدم بى وبالفعل جاء صاحب السيارة وقال إن ما حدث كان خارجا عم إرادته وتسامحنا وعند انصرافه انصرف الرجل الآخر.. سألته هل تعرفه أو تعرفنى قال لا وإنما خشيت أن يحدث بينكما مشكلة أقوم بحلها بدلا من وجودكما بمفردكما وهم ثلاثة وأنت واحد فقد تنتهى المشكلة بكارثة حفظكم الله منها وليس في هذا الطريق أحد يقوم بالحجز بينكم.
هذا الموقف مثال لشعب أصيل ما زال لديه من القيم الكثير.
ما يقال إن الأخلاق ذهبت إلى غير رجعة منه يعتبر تعميما مرفوضا.. فكثير من الناس يعمل الخير حتى وإن كان ذلك قد يعرضهم إلى السوء إلا أن القيم الراسخة تدفعهم لعمل الصالح دون انتظار أجر فهم يقصدون وجه الله في أعمالهم.
شكرا لكل من التزم بالقيم الأصيلة للشعب الأصيل.. شكرا لكل من يقوم بعمل يضفى إيجابية للآخرين.. وذلك الموقف سيدفعنى إلى التحدث عنه فخرا بالمصريين الذي لم يغيرهم الزمان مثلما تغير البعض وتصور الناس أن الأمل انتهى.. فموقف صغير قد يضىء لك نورا للأمل.
شعبنا العظيم لا ينال منك ما تسمع من سلبية فالأصل يتجلى عند المواقف الصعبة وتاريخنا يذكر البطولات لشعب دائما عظيم.