القرار الشجاع.. عودة شركة النصر للسيارات!
في الأولى ملحمة وفي الثانية أيضا وسنحكي سريعا جزءا من التفاصيل.. ولكن ربما كانت الصدفة وحدها التي جمعت بين قرار الجمعية العمومية لشركة النصر للسيارات بإنهاء إجراءات تصفية الشركة وعودتها للعمل والإنتاج وبين حلول الذكرى الـ46 لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي أطلق الشركة عام 1959 ضمن مشروع كبير لوضع مصر على خريطة الدول الصناعية وليست فقط دولة زراعية كما أرادها الاستعمار لتنتج ما يريده من قطن وغذاء.
بدأت الشركة عام 60 في تجميع عدد من ماركات السيارات العالمية منها شركة "أن إس يو" الألمانية وفيات الإيطالية والجرارات الزراعية مع شركة "أي ام ار" اليوغسلافية والمقطورات مع شركة بلاوهيرد الألمانية وانتقلت إلى تجميع اللوريات وسيارات النقل ثم اصبح هناك مكون مصري كتطور طبيعي لعمل المصنع ولزيادة خبرات المصريين ثم ارتفعت نسبة المكون المصري وحازت الشركة سمعة كبيرة كأكبر الشركات المتخصصة في الوطن العربي والشرق الأوسط وأفريقيا حتى ارتفع عدد عمالها من 290 عاملا إلى 12 ألف عامل وزادت مساحتها حتى تجاوزت المليون وربع مليون متر مربع !
أنتجت الشركة عدة أنواع من السيارة نصر ويتذكرها أغلب المصريين حيث لم تزل تعمل بكفاءة مثل النصر 128 والنصر 131 والسيارة "شاهين" وغيرها وغيرها وكانت سمعتها جيدة في السوق المصرية.. وفي بداية التسعينيات واستمرار لسياسة الانفتاح والفهم الخاطئ له وبدلا من حماية المنتج المصري أو حتى الإستراتيجي والمهم منه سمحت الحكومة المصرية بشركات أجنبية في الدخول في المنافسة مع شركة النصر في الإنتاج والتخصص نفسه بل سبق ذلك في السبعينيات باستيراد أنواع مختلفة من السيارات دون حماية للصناعة الوطنية كما تفعل كل الدول وكان من الطبيعي أن تكون الغلبة للسيارات اليابانية والألمانية فبدأ التراجع في المبيعات ثم البيع بالخسائر فتراكمت الديون وتجاوزت الملياري جنيه وتقلص حجم العمالة حتى تراجع إلى 300 عامل!
دخلت الشركة إلى التصفية وظلت لسنوات يكافح رجال فيها لاستعادتها واسترجاع همة عمالها ومهندسيها في ملحمة وطنية أخرى حتى تحقق ذلك قبل أيام!
الآن.. تحتاج مبادرة الجمعية العامة لكل الدعم..دعم الدولة موجود..منذ الاتفاق مع روسيا لاعادة تأهيل مصانع الستينيات من النصر للحديد والصلب للمراجل البخارية إلى غيرها وغيرها واستهاض الصناعة المصرية من جديد من فلسفة النظام المصري..لكن دعم المصريين أهم.. فالمهمة وطنية قبل أن تكون تجارية..ادعموهم بكل ما أوتيتم حتى بما فيها الدعم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي وكل وسائل الاتصال الحديثة..الهمة الهمة يا رجالة، بل الهمة الهمة يا كل شعب مصر!