رئيس التحرير
عصام كامل

شعبية الرئيس!


في لقاء مع مجموعة من الأصدقاء طرح واحد منهم على الموجودين سؤالا طالبا منهم الإجابة عليه، وهو هل انخفضت شعبية الرئيس السيسي بعد أكثر من عامين له في الحكم؟ والملفت للانتباه أن الجميع اتفقوا على أن شعبية الرئيس انخفضت بعد عامين له في الحكم، وإن كانوا اختلفوا بالطبع في تقدير حجم أو نسبة هذا الانخفاض.


وبالطبع هذا أمر طبيعي أن يحدث انخفاض في شعبية أي رئيس بعد أن يمارس الحكم ومع مرور الوقت خاصة إذا كان يحكم بلدًا مثل مصر ومرت بالظروف التي مرت بها خلال خمس سنوات مضت حفلت بأحداث ضخمة بدأت بتنحي رئيس بعد الاستمرار في الحكم نحو ثلاثين عاما ثم وصول الإخوان إلى الحكم وبعد انتظار له دام أكثر من ثمانين عاما، وبعدها الإطاحة بهم من الحكم بعد عام واحد، وأيضا اتجاه الإخوان للانتقام من كل المصريين.

ولكن مناقشات الأصدقاء ذهبت إلى أنه كان في المقدور والممكن تقليل الانخفاض في شعبية الرئيس لو تم مراعاة بعض الأمور وتبني منهج مغاير في إدارة شئون البلاد بالتصدي بحزم أكبر لما تعاني منه الأغلبية الساحقة من أبناء هذا الشعب من مشكلات التضخم وارتفاع الأسعار والبطالة وضعف الخدمات الأساسية خاصة التعليمية والصحية ناهيك بالطبع عن خدمات مياه الشرب والصرف الصحي.

كما رأى الأصدقاء أن الارتباك بل والتخبط الحكومي في بعض الأحيان خاصة في القضايا والأمور ذات الاهتمام الجماهيري يؤثر بالطبع سلبا على شعبية الرئيس.. فالرئيس يسدد في نهاية المطاف كل فواتير أخطاء الوزراء والمحافظين وأيضا رؤساء الهيئات والمؤسسات.. ولذلك يعتقدون أن التصدي لمشكلة البيروقراطية العتيقة التي يعاني منها عموم المواطنين قبل المستثمرين أمر واجب وضروري ويجب أن يمثل أولوية بجانب مشروعات الطرق وزراعة مليون ونصف مليون فدان والعاصمة الإدارية الجديدة.

غير أن الجميع اتفقوا على أن يتعين أن تكون له الأولوية الآن فيما تبقى من الفترة الرئاسية حفاظا على شعبية الرئيس واستعدادا لترشحه لفترة رئاسية ثانية هي مشكلة ارتفاع الأسعار التي صارت المشكلة رقم واحد الآن بالنسبة للأغلب الأعم من المصريين، خاصة الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.

وهنا لا يكفي كل ما تقوم به الحكومة ومؤسسات أخرى معها للسيطرة على ارتفاع الأسعار،، وإنما يتعين أن يكون هناك تصدٍ قوي وحازم لتلك الاحتكارات التي تسيطر سواء على إنتاج أو استيراد أو تجارة كل السلع والخدمات في السوق المصرية.

إن معركة مواجهة التضخم لا تقل أهمية عن مواجهة الإرهاب.. ولذلك هي تحتاج لاستخدام كل الأسلحة وكل الجهد ليس فقط للحفاظ على شعبية الرئيس وإنما حماية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب.
الجريدة الرسمية